اختتمت اليوم ورشة أهمية الأخلاق في العمل الإعلامي التي نظمتها دار "العرب" ومركز الدوحة لحرية الإعلام، بمشاركة أزيد من 25 إعلاميا وصحافيا في وسائل الإعلام القطرية وشبكات التواصل الاجتماعي، إلى جانب موظفين بإدارات الإعلام العلاقات العامة. واستهلت المذيعة بقناة الجزيرة فيروز زياني الورشة في يومها الثاني، بالتركيز على محور " انعكاسات عدم تطبيق معايير أخلاقيات العمل الإعلامي"، عبر طرح سنطرح سؤالين: لما نحتاج للعمل وفق الضوابط المهنية؟ وماذا النتائج التي يمكن أن تترتب عن عدم الالتزام بالمعايير المهنية. ونوّهت فيروز زياني إلى أن الصحفي والإعلامي ينبغي أن يسائل نفسه دوما بمدى التزامه بالمعايير الأخلاقية، ويجتهد قدر إمكانه للالتزام بتلك الأخلاقيات في مواجهة العديد من الضغوط والإكراهات من قبيل الضغوط الممارسة على وسائل الإعلام مثلا، والتهديد بإغلاق القنوات التلفزيونية.الحذر من تأثير الإعلام ومن قبيل الالتزام بالقيم المهنية، نبّهت إلى ضرورة أن يلتزم الإعلامي بضوابط سلوكية، ويتفادى الوقوع في فخ الغضب أثناء ممارسة أدائه الإعلامي، وأن لا ينجرف ويستسلم لانفعالاته أثناء ممارسة مهنته، مشيرة إلى ضرورة العمل بمقولة مهمة في هذا المجال ذكرها أحد المشاهدين في برنامج تلفزيوني، قائلاً: "الإعلام هو من قتل عائلتي"، وهي عبارة تعكس التأثير القوي للإعلام على الشعوب والمجتمعات، إيجاباً أو سلباً. واستشهدت بمثال "اختراق" وكالة الأنباء القطرية (قنا)، وقدمت مثالا عن التحقيق التي قامت وكالة البث البريطانية، وبموجبه اضطرت قناة العربية للانسحاب من الوكالة، الأمر الذي جعل العربية تفقد مصداقيتها، لاسيّما وأنها ليست المرة الأولى التي تقع فيه قناة العربية في سقطات مهنية مماثلة، من قبيل ما حصل مع معتقل بحريني. وتناولت مقدمة البرنامج الفرق بين المعايير الألأخلاقيات المهنية والأخلاقيات، وما أبرز المشكلات الناجمة عن عدم الالتزام بالضوابط الأخلاقية؟، وإشكالية "تحدي الحفاظ على أخلاقيات المهنة في زمن الأزمات..أزمة حصار قطر نموذجاً"، من خلال فتح نقاش مع المتدربين حول "تغطية وسائل إعلام دول الحصار"، و"تغطية وسائل الإعلام المحلية".إعلام الحصار في الميزان وأبرز المتدخلون أن إعلام دول الحصار مارس الكذب والافتراء في تناوله لأزمة الحصار، في حين أن الإعلام المحلي القطري كان في موقع الدفاع عن النفس في مواجهة "العدوان"، لكنه التزام بقدر كبير من المهنية والأخلاق المهنية. وأجمع المتدخلون في الورشة على أن إعلام دول الحصار ارتكب سقطلت مهنية عدية، وانزلق لخطاب الكراهية وتأجيج المشاعر، ونشر الأكاذيب والإدعاءات الباطلة، والتعرض للحرمات، ضاربا بالمعايير الأخلاقية والمهنية عرض الحائط. بالمقابل، أجمع المتدخلون على أن الإعلام المحلي القطري كان في موقع الدفاع عن النفس، لكنه التزام في تناوله الإعلامي بحد كبير من المعايير الأخلاقية والمهنية، ولم تسقط في فخ الأكاذيب والشتم وخطاب الكراهية. ونوّه أحد المشاركين إلى أن إعلام الحصار بدا منذ بداية الأزمة الخليجية مقيداً وموجهاً ومكرهاً وفاقداً للحرية في التناول الاعلامي، في المقابل، فإن الإعلامي المحلي القطري كان في موقع الدفاع عن النفس، وكان هناك توجيه إيجابي بضرورة الالتزام بالأخلاقيات وعدم المساس بالرموز والأعراض والشعوب، وارتكز في شطر آخر على فضح اخطاء وأكاذيب إعلام دول الحصار وتكذيبها، في حين أن قناة لجزيرة خلال الأزمة شهدت ارتفاعا لسقف الحرية في تناول مواضيع لم تكن متناولة مسبقاً. وتعليقاً على الآراء المختلفة، قالت فيروز زياني أن أفضل شيء حدث للإعلامي القطري هي هذه الأزمة التي زادت الوعي بضرورة انخراط المجتمع القطري في مهنة الإعلام، فالحصار وضع الشعب القطري في المحك، فأبدع وألهمته الأزمة همة في مواجهة الظلم والأزمة. الإعلام الاجتماعي.."الطفل المشاغب" وعرّجت مقدمة الورشة إلى الإعلام الجديد الذي وصفته بـ "الطفل المشاغب"، بالإشارة إلى الصحافة الالكترونية، والمدونات، وصحافة المواطن، والشبكات الاجتماعية، والتي يعمل بها الصحفي المحترف، وصحفي الإعلام الجديد، والمواطن، لافتةً إلى أن ما ينشر في الإعلام الجديد هناك أشياء محمودة، وأخرى تخرج عن السيطرة. ونبّهت إلى أن الجيوش الالكترونية التي تسيرها دول ومنظمات ولها ميزانيات تقوم بضخ معلومات موجهة تفتقد للمعايير الأخلاقية والمهنية، ويقوم كثيرون بتداول تلك المعلومات دون التأكد والتثبت من مصداقيتها، وآخرون يتداولون ما ينشر في الإعلام الجديد عن حسن نية، أو عن جهل. وأشارت إلى اعتماد الجزيرة وعديد القنوات الإعلامية على الناشطين الصحافيين، وتم الوقوع في بعض الهفوات بسبب غياب مراسلين في بعض المناطق، أو منع الجزيرة في دول معينة، وتم تدريب العديد منهم مهنيا لاحقاً، منوّهة إلى أن الجزيرة لم تتوان في الاعتراف ببعض الاخطاء التي حصلت واعتذرب عنها، وعملت على تداركها. وختمت فيروز زياني بالإشارة إلى أهمية كل النقاشات والآراء التي عبر عنها، لافتة إلى ضرورة الالتزام بالمعايير ليس خوفا من المحاسبة، بل من باب الحرص على المصداية وتجويد العمل الإعلامي المقرون بالأخلاق والمهنية. وختمت بمقولة "إعلام لا يتحلى بالأخلاق هو إعلام لا يملك أي مصداقية". العبيدان: ملتزمون بتمكين العاملين في مجال الإعلام قام سعادة السيد عبد الرحمن بن ناصر العبيدان عضو اللجنة التنفيذية ومدير مركز الدوحة لحرية الإعلام بالإنابة بزيارة للمشاركين في الدورة، وتبادل أطراف الحديث مع مقدمة الدورة الإعلامية فيروز زياني وعدد من المشاركين، مؤكداً دعم المركز المبدئي لتنظيم دورات تدريبية لتطوير كفاءة الإعلاميين والصحافيين والعاملين في قطاع الإعلام بدولة قطر. وأكد سعادته أن مركز الدوحة لحرية الإعلام يعمل عن كتب مع المؤسسات الإعلامية في قطر لدعم الجهود الرامية إلى تمكين العاملين في مجال الاعلام، مرحباً بأي مقترحات لتحقيق رسالة المركز، بما يخدم رؤية قطر الوطنية في تطوير الكفاءات البشرية، بما في ذلك العاملين في قطاع الإعلام. حنان اليافعي: ممتنون لشراكتنا مع "دار العرب"في ختام الورسة التدريبية، شكرت الأستاذة حنان اليافعي، مدير إدارة الرصد بمركز الدوحة لحرية الإعلام، مقدمة الدورة فيروز زياني وكافة الصحافيين والإعلاميين المشاركين على تجاوبهم، مؤكدة حرص المركز على تنظيم العديد من الورش والتدورات التدريبية في الفترة القادمة، داعية الصحافيين والإعلاميين إلى التواصل باستمرار مع مركز الدوحة لحرية الإعلام، وطرح مقترحاتهم وآرائهم. وسلمت اليافعي درعا بالمناسبة للإعلامية فيروز زياني، بمناسبة اختتام الدورة. ونوّهت اليافعي بأهمية هذه البرامج التدريبية في رفع المستوى المهني للإعلاميين، باعتبارها دعامة الصحفي المحترف، لافتةً إلى إلى حرص المركز على تطوير مهارات الصحفيين والعاملين في قطاع الإعلام والعلاقات العامة، عبر تكثيف الدورات التدريبية في الفترة القادمة. وعبرت اليافعي عن امتنانها وشكرها الجزيل للقائمين على "دار العرب" على الشراكة الناجحة في هذه الدورة مع مركز الدوحة لحرية الإعلام، آملة استمرارها مستقبلا. كما أثنت على مشاركة باقي الجهات المشاركة في تنظيم الورشة من "مكتب الاتصال الحكومي"، "قناة الريان"، "قنوات الكأس الرياضية"، "كهرماء"، "مركز الحماية والتأهيل الاجتماعي –أمان"، والإعلاميين المدربين وجميع من ساهم في إنجاح هذه المبادرة الهامة.;
مشاركة :