أضلاع مثلث الإرهاب في الشرق الأوسط!

  • 3/5/2019
  • 00:00
  • 43
  • 0
  • 0
news-picture

منذ 2012 تحديدا؛ أي بعد أحداث الفوضى في البلاد العربية كتبنا مطولا عن مخطط الشرق الأوسط الجديد، ووصفنا (مثلث الإرهاب) في الشرق الأوسط أو (الحية أم رأسين: تركيا وإيران) والجسر الواصل بينهما «قطر» ليجسد هذا المثلث أساس كل إرهاب في المنطقة العربية وتخريب الدول وتجييش الشعوب، وزرع الشقاق والانقسام السياسي والطائفي، ودعم المليشيات الإرهابية (اللابسة رداء الإسلام) وتحدثنا مطولا في مقالات كثيرة منذ ذلك الوقت، أن هذا المثلث في الحقيقة لولا فتح الطريق أمامه وإعطاؤه الضوء الأخضر من قوى غربية كبرى لما استطاع أن يتوغل بإرهابه، وأن السنوات الأخيرة كشفت الكثير من المعطيات، وأكدت أي دور يقوم به هذا المثلث الإرهابي (إيران وتركيا وقطر) من خلال «الإخوان» الذي تفرعت عنه المليشيات الإرهابية التابعة للفكر الإخواني المتطرف أو من خلال «المليشيات الشيعية» التابعة للولي الفقيه والحرس الثوري، والدعم القطري في التمويل والإيواء والدعم الإعلامي واللوجستي! ‭{‬ إن ما أكدته مؤسسة (ماعت) يوم الجمعة الماضي في مداخلتها أمام مجلس حقوق الإنسان بجنيف يصب في عين الحقيقة حول ما يتعلق بالإرهاب وتداعياته في الشرق الأوسط، وأن (الإرهاب لن ينتهي من المنطقة إلا بقطع أذرعه الممتدة في قلب الدول العربية وأن الإرهاب في الشرق الأوسط هو مثلث أضلاعه قطر وتركيا وإيران). كما أكدت مؤسسة (ماعت) في البيان الصادر عنها أن هناك تقارير أمريكية تؤكد هذا الدور القطري في تمويل الجماعات الإرهابية وحيث هناك تقارير من وزارة الخارجية الأمريكية ووزارة الخزانة ومراكز ومعاهد مثل «مركز العقوبات والتمويل السري ومؤسسة دعم الديمقراطية، إلى جانب ما قاله ترامب نفسه إن (قطر الداعم التاريخي للإرهاب) وما قاله عن إيران. ومن ناحية أخرى أكدت «ماعت» أن مخطط تركيا هو إحياء السلطنة على حساب الأمة العربية من خلال دعم تنظيم الإخوان ونشر الفوضى واستخدام العنف المسلح الذي يضع المنطقة العربية أمام خطر دائم. أما بما يخص (دور إيران التاريخي) في تخريب الشرق الأوسط فهو المعين الأساسي للكثير من الجماعات الإرهابية من حيث توفير التمويل والتدريب والأسلحة والمعدات لاستعادة حلم الإمبراطورية الفارسية. ‭{‬ ما جاء في بيان «ماعت» أصبح اليوم من المسلمات التي تنبهنا إليها مبكرا منذ 8 سنوات واليوم الوقائع كشفت وجه الإرهاب وأضلاع المثلث بشكل مفضوح من خلال أحداث السنوات الأخيرة، ولكن بالمقابل لم يتطرق البيان إلى الأسباب الكامنة خلف هذا التمدد الإرهابي، الذي يقوم به هذا المثلث؟! ولماذا تقف الدول والقوى الكبرى في موقف العجز والضعف أمام أنشطته الإرهابية وتخريب أمن واستقرار المنطقة؟! ولماذا تكتفي هذه القوى والمنظمات الحقوقية بالإدانة والتحذيرات الشفوية؟! ولماذا لا يناقش مجلس الأمن خطورة هذا «المثلث الإرهابي» الذي يزرع الإرهاب في العالم، وحيث أمن المنطقة العربية هو جزء أصيل من الأمن والسلم العالمي لأسباب اقتصادية وتجارية وسياسية وعسكرية؟! ومن جانب آخر، هل تخلى الغرب وتخلت أمريكا عن سياساتها الخارجية التي تعمل من خلال استخبارات (M6+ الموساد + C.I.A) على نشر الفوضى والانقسام والتخريب في المنطقة العربية؟! وهل الحقائق الواضحة حول إرهاب هذا المثلث هو في الواقع الأمر المطلوب بالنسبة إلى هذه الدول؟! في اعتقادنا الذي نكرره بشكل دائم أنه ما لم يتخل الغرب وأمريكا عن سياساتهم تجاه المنطقة، فإن هذا المثلث الإرهابي سيبقى قائما ويهدد أمن واستقرار الدول العربية والعالم ولنقل ذلك بوضوح.

مشاركة :