الجيش الليبي يبدأ مرحلة جديدة من القتال أشد حزما وحدّة

  • 7/2/2019
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

بدأ الجيش الليبي مرحلة جديدة من القتال ضد الميليشيات في طرابلس أكثر حدّة وصرامة وذلك عقب ما تعرض له من غدر من قبل المجموعات المسلحة في غريان. ويبدو أن الجيش سيركز خلال الأيام القليلة القادمة على المعركة الجوية قبل تحريك قواته البرية. وأعلن الجيش الاثنين أن قواته تعتزم تكثيف غاراتها على أهداف في العاصمة ‏طرابلس، داعيا المواطنين إلى الابتعاد عن المواقع العسكرية في المدينة‎.‎ وأكد آمر غرفة عمليات سلاح الجو في “الجيش الوطني”، اللواء محمد المنفور، إطلاق عملية جوية تحت تسمية “عاقبة ‏الغدر”، قائلا إن قواته “استنفدت كل الوسائل التقليدية في الحرب”‎.‎ وتابع “بعد عمليات الخداع والغدر التي حصلت مؤخرا، باشرت القوات الجوية العربية الليبية تنفيذ ضربات جوية قوية ‏ومحكمة على مواقع مختارة ومُنتقاة بدقة في طرابلس″‎.‎ ودخل الجيش غريان في 2 أبريل الماضي باتفاق مع مجموعة مسلحة كانت تسيطر على المدينة، قبل أن تنفذ “خلايا نائمة” داخلها الأربعاء عملية مباغتة انتهت بسيطرة حكومة “الوفاق” عليها، في ما تحدثت بعض المصادر عن رشاوى ومكافآت رصدتها حكومة “الوفاق” لتلك الخلايا. وتوعّد القائد العام للجيش المشير خليفة حفتر الميليشيات السبت، بـ”ردّ قاس″ واتهمها بتصفية عناصر من الجيش كانوا مصابين في مستشفى غريان وهو ما أثار موجة غضب بين الليبيين، خاصة مع اتهامات للميليشيات باحتجاز مهاجرين أفارقة وإجبارهم على ارتداء أزياء الجيش الليبي، والزعم بأنهم مرتزقة يقاتلون معه. وكثفت خسارة غريان الانتقادات الموجهة للجيش حيث اتهم بالتقصير والتهاون ومنح ثقة مفرطة في المجموعات المسلحة التي بقيت لسنوات طويلة مؤيدة للإسلاميين. ورفع الجيش منذ بدء عملية تحرير طرابلس من الميليشيات في 4 أبريل الماضي شعار “من دخل بيته فهو آمن” وهو الشعار الذي يبدو أنه كان يهدف من خلاله إلى بث أجواء من الثقة بينه وبين سكان المنطقة الغربية. كما عمل الجيش منذ بدء العملية العسكرية على إبطاء المعارك خشية على حياة المدنيين وتضرر البنية التحتية للعاصمة وهو ما يؤاخذ عليه من قبل الكثيرين الذين دعوه إلى ضرورة استغلال حالة الصدمة التي أصابت الميليشيات ومن خلفها تيار الإسلام السياسي في بداية العملية. ويرى المحلل السياسي الليبي ميلاد المزوغي أن “الثقة المفرطة من قبل الجيش لم يكن لها مبرر. ليس كل من دخل بيت أبوسفيان أو لزم بيته يستحق الأمان الأعمى. هناك بعض العناصر الموغلة في الإجرام كانت تستوجب المراقبة”.وأضاف “كان يجب أن تكون هناك خطوط تأمينية دفاعية عن المدينة، خاصة وأنها كانت ولا تزال تمثل أحد مرتكزات النظام القائم حاليا في البلاد المبني على السلب والنهب وإهدار المال العام وشراء الذمم ومصادرة آراء الآخرين، بل تجريمهم”. ودخلت الميليشيات بدورها مرحلة الهجوم منذ الأسبوع الماضي، حيث نفذت عدة محاولات لطرد الجيش من منطقة السبيعة جنوب طرابلس، قبل أن يطردها إلى العزيزية. وشدد قائد كتيبة طارق بن زياد التابعة للجيش عمر أمراجع، على “استمرار الجيش في معركته ضد الميليشيات ‏وجماعة الإخوان الإرهابية في العاصمة طرابلس”.‏ وقال في تصريحات خاصة لموقع “المرصد” المحلي مساء الأحد، “مستمرون في القتال ونحن في مواقعنا في اتجاه العاصمة في ‏محور اليرموك ووادي الربيع وفاطمة الزهراء وعين زارة والمطار، ونحن على ثبات في مواقعنا وعلى ثقة بالنصر”.‏ وأشار قائد كتيبة طارق بن زياد إلى اشتداد المعارك خلال اليومين الماضيين ما كبد الميليشيات خسائر كبيرة، مضيفا أن ‏سلاح الجو يقوم بمهامه في تدمير قوات الميليشيات والإخوان.‏ في الأثناء، أعلن مصدر في وزارة الخارجية التركية الاثنين الإفراج عن ستة أتراك اعتقلتهم قوات الجيش الليبي. وكانت وزارة الخارجية التركية قد أعلنت مساء الأحد أن قوات الجيش اعتقلت ستة أتراك، وحذرت من أن هذه القوات ستصبح “أهدافا مشروعة” بالنسبة إليها في حال عدم الإفراج الفوري عنهم. وأمر حفتر، الجمعة باستهداف مصالح تركية في بلاده متهما أنقرة بتقديم الدعم العسكري لميليشيات حكومة “الوفاق” والتي تتخذ من العاصمة طرابلس مقرا لها. وأعلن سلاح الجو الليبي مساء الأحد أنه دمر “طائرة تركية مسيرة” في مطار طرابلس الدولي.

مشاركة :