كان العملاقان قطبا العاصمة الهلال والنصر في الموعد يوم الأحد الماضي بعد أن قدما سهرة كروية جميلة استمتعت بها الجماهير التي امتلأت بها مقاعد ملعب جامعة الملك سعود، وأيضاً التي تابعتها خلف الشاشة الفضية، وقدم الفريقان أداء فنياً عالياً مصحوباً بروح رياضية بدأت قبل المباراة بلفتة إنسانية تشكر عليها إدارة الهلال بقيادة الشاب فهد بن نافل من خلال تكريمها للاعب الهلال والاتحاد والنصر السابق الكابتن خميس العويران شفاه الله. الهلال قدم في المباراة شوطاً واختفى في الثاني وسلمه لشقيقه ومنافسه التقليدي النصر الذي سيطر على أجواء الشوط الثاني بأكمله واستثمر هدايا الدفاع الهلالي المقدمة من علي البليهي والبريك على طبق من ذهب، وهز شباك الزعيم مرتين عن طريق هدافه المغربي المتألق عبدالرزاق حمدالله الذي سجل الهدفين بأقل مجهود، وقدم شكره للدفاع الهلالي الذي تركه من دون رقابة في الهدف الأول، وساعده ومهد له الطريق إلى الشباك في الهدف الثاني بصرف النظر عن الحديث واللغط الذي حدث حول عدم شرعيته لوجود اثني عشر قميصاً أصفر داخل الملعب واللعب مستمر عبر المهاجم الاحتياطي فهد الجميعة الذي من حسن حظه أن الذي يمسك بكاميرا الإخراج وقتها مشجع أخفى اللقطة وعزّ عليه أن يلغى هدف فريقه!! النصر في الشوط الثاني كان أفضل بكل المقاييس وسط ضياع هلالي تام وارتباك سواء من المدرب الذي فشل في تدخلاته وتبديلاته أو من اللاعبين باستثناء المدافع الكوري الذي لو لعب الجميع بنفس روحه وحماسه وعطائه الفني لباركنا للهلاليين كأس القارة، ولكن وكما يقال اليد الواحدة لاتصفق، ولا يمكنه لوحده أن يقاوم فريقاً كل نجومه عطاء وروح وحماس وجدية في اللعب وإحساس بالمسؤولية وقيمة القميص الأصفر بعد أن غابوا طوال الجولات الماضية وعادوا في الموعد المناسب بتحضير إداري نفسي ومعنوي متميز، وتكتيك فني جلب لهم الانتصار. الهلال بعد الخسارة من الدربي عليه أن يعود وأن تعيده إدارته على وجه الخصوص بانتشال نجوم الفريق من أزمة الخسارة وإعدادهم لمواجهة الفتح.. غدًا، ومواجهة أوراوا الياباني وأن تطوي معهم صفحة النصر بالكامل وتذكرهم وتشعرهم بالقيمة الكبيرة لهم ولناديهم من خلال الأحداث التي شاهدوها قبل وأثناء المباراة وبعد نهايتها من احتفال ورقص، وخلع للقمصان ورميها على المشجعين ليس مقابل الفوز بنهائي أو لقب أو صدارة أو حتى وصافة إذ الفوز ثمنه تقدم من المركز السادس للخامس فقط لكنها عظمة الهلال كبير أندية الوطن وممثلها الخارجي المعتمد رسمياً.