قال الفنان التشكيلي عبدالله عاطف الشهري إن المتغيّرات النفسية والثقافية لها تأثير كبير على الساحة الفنية، والساحة الفنية السعودية خصوصًا في ظل المتغيّرات النفسية والثقافية التى يتم ملاحظتها عند السير في الطرقات أو أثناء متابعة البرامج بشكل عام، تشكّل إزعاجا واضحا للمتلقي الذي يبحث دائمًا عن الهدوء والاستقرار الذهني لنشاهد جماليات الحياة بشكل أوضح مما هي عليه. وأضاف الفنان عاطف الشهري: إن الإحساس لدى الكثير قل عن ما كان عليه في السابق، والسبب في ذلك هو أن الإنسان لم يعد يتواصل روحيًا وحسيًا مع الناس، وحصر نفسه على التقنية والتعامل مع اﻷجهزة وليس التعامل مع البشر، وذلك انعكس سلبًا على الترابط والاهتمام الأسري والاجتماعي والثقافي مما جعل الكثير يتزوّد ثقافيًا عبر معلومة لا تتجاوز السطر الواحد ومن مصادر قد تكون مجهولة ووهمية، وهذا يسوقنا لتدني الإحساس والإخاء بين الناس في الأماكن العامة وفي كل مكان. وأشار الشهري إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي لا تأخذ من اسمها سوى كلمة الاجتماعي فقط، فأصبحت وسائل تنافر اجتماعي، فهي وإن قرّبت البعيد لكنها أيضًا أبعدت القريب. وأكد الشهري أن الفن والإبداع يعتمد أساسًا على الإحساس بالآخر، ما دعى الفنان للخوض في موضوعات التقنية التي يرى أنها تُفقد الشخص الكثير، سواء قوة الذاكرة أو تدني ثقافته أو العزلة الاجتماعية التي تؤثر على الفنان بشكل مباشر لعدم وجود المتلقي المهتم بأي شي يساعده على رقي الثقافة ورقي المجتمع بشكل عام.