كارثة كورونا تهدد بتقويض النموذج المالي للأندية الألمانية

  • 4/2/2020
  • 00:00
  • 28
  • 0
  • 0
news-picture

يكابد مسؤولو الدوري الألماني “البوندسليغا” للحفاظ على ديمومة النموذج المالي الذي يتم اتّبعاه منذ أمد بعيد، فيما دفعت الأزمة المتواصلة بسبب تفشي فايروس كورونا وتأثيراتها الكبيرة على وضعية الأندية بسبب وقف النشاط إلى بروز أصوات منادية بتغييره والسماح بتدخل أكبر للقطاع الخاص في ميزانية الفرق اقتداء بالعديد من النماذج الناجحة أوروبيا. برلين – في وقت تتمسك فيه كرة القدم الألمانية بالنموذج الاقتصادي المتين الذي وضعته وتتبعه أنديتها من خلال قاعدة “50+1” حيث لا يحق لأيّ مستثمر الحصول على أكثر من 50 في المئة من أسهم النادي، يتزايد الحديث مؤخرا عن ضرورة تدخل أكبر للقطاع الخاص في مسعى لمساعدة الأندية على تجاوز المحنة التي تمر بها اقتداء بالعديد من الدوريات الأخرى على غرار إنجلترا وإيطاليا. وبرزت على السطح بعض الأصوات، التي لا تزال غير مؤثرة نوعا ما، تريد تليين هذه القاعدة والسماح للمستثمرين بضخ المزيد من الأموال في خزائن الأندية كما هو الحال في إنجلترا وإيطاليا وفرنسا، لاسيما بعد تفشي فايروس كورونا المستجد الذي سيترك آثارا اقتصادية رهيبة على كرة القدم وأنديتها. ويحذر الخبير الاقتصادي الرياضي كريستوف بروير “إذا كان قسم من كرة القدم الاحترافية يرفض بشكل قاطع المستثمرين بعد الأزمة التي نمر بها، فإن وجه دوري البوندسليغا سيتغير بشكل جذري”. مراقبة دقيقة الكرة الأوروبية ستخرج ضعيفة بعد الأزمة الكرة الأوروبية ستخرج ضعيفة بعد الأزمة يخضع نظام الأندية في ألمانيا لمراقبة أنصارها وهي مستقلة من الناحية المادية حيث يمنع لأيّ مستثمر الحصول على نسبة أكثر من 50 في المئة من أسهم النادي مع بعض الاستثناءات القليلة التي سمحت بها رابطة الدوري وتحديدا في ما يتعلق بناديي هوفنهايم ولايبزيغ ما استدعى غضب جماهير الأندية الأخرى في الآونة الأخيرة وتحديدا ما حصل خلال مباراة بايرن ميونخ وهوفنهايم، حيث توقفت أكثر من مرة احتجاجا على ممول الأخير رجل الأعمال الثري ديتمار هوب (79 عاما) والذي كان ضحية لافتات مسيئة له ولوالدته رفعتها جماهير النادي البافاري. لكنّ البعض الآخر يتساءل: ألا تحتاج الأندية الألمانية إلى رؤوس أموال جديدة بعد الانتهاء من أزمة وباء “كوفيد – 19” إذا ما تكبدت خسائر فادحة وأصبت ترزح تحت ديون طائلة؟ ويقول رئيس نادي هانوفر مارتن كيند في هذا الصدد “من المهم دائما أن نستغل الفرصة التي تمنحنا إياها الأزمة من أجل تطوير أسس تسمح لنا باستعادة النجاحات الرياضية بفضل ثبات اقتصادي”. وتصب تصريحات كيند في إعادة النظر بقاعدة “50+1” التي تعتمدها الأندية الألمانية وجعلت قدراتها الشرائية تتخلف عن نظيراتها في القارة الأوروبية حتى بالنسبة إلى بايرن ميونخ النادي الأكثر شعبية والذي لا يستطيع مجاراة أندية النخبة في القارة من حيث دفع مبالغ طائلة للتعاقد مع لاعبين بارزين. رئيس نادي هانوفر مارتن كيند: من المهم دائما أن نستغل الفرصة التي تمنحنا إياها الأزمة من أجل تطوير أسس تسمح لنا باستعادة النجاحات الرياضية بفضل ثبات اقتصادي يبدو الحديث عن إلغاء قاعدة “50+1” في ألمانيا وكأنه محرّم، إذ يقول المدير الرياضي في نادي كولن هورست هيلدت في هذا الإطار “لا أريد إطلاقا أن يقولوا إن هيلدت يريد إلغاء قاعدة ’50+1”. لكني أعتقد أنه يتعين علينا التساؤل عن النظام ككلّ في ظل الأزمة الحالية والتعلم منها”. أما الذين ينتقدون هذه القاعدة بشكل مباشر فغالبا ما لا يكشفون عن هويتهم كما هو الحال بالنسبة إلى مدير أعمال أحد اللاعبين الذي صرح لموقع “سبورت1” “في النهاية ستندثر قاعدة ’50+1” بسبب أزمة فايروس كورونا. لا شك أن ذلك سيفتح الباب أمام المستثمرين”. ويذكر كريستيان بروير بأن القاعدة الألمانية الذهبية لا تمنع الأندية من البحث عن رؤوس الأموال. ويقول في هذا الصدد “نستطيع البحث عن مستثمرين مع هذه القاعدة طالما أنهم لا يحصلون على أغلبية الأصوات، لكن بلا شك ثمة احتمالات أكثر لولا هذه القاعدة”. وأشار إلى أن الكرة الأوروبية ستخرج ضعيفة بعد الأزمة، وستكون الأضرار مضاعفة على الأندية الألمانية مقارنة مع نظيراتها الأوروبية المدعومة ماليا من مستثمرين أغنياء جدا. لكن في ألمانيا، التي تسجل أكبر معدل في الحضور الجماهيري في الملاعب الأوروبية، فإن الذين يحلمون بالتحرر من القاعدة الذهبية سيصطدمون بثقل “التقاليد” التي يدافع عنها أنصار اللعبة في ألمانيا بشراسة. وكان موقف الجمعية الوطنية للألتراس واضحا عندما قالت “بطبيعة الحال، نريد تغيير كرة القدم، لكننا نهدف إلى كرة قدم تتوجه إلى أنصار اللعبة وليس نحو تعظيم الأرباح”. وتابعت متوجهة إلى الداعين إلى تغيير القاعدة “نرفض ردود الفعل المبنية على الشعور بالطوارئ. الأسس التي بنيناها سويا مثل قاعدة ’50+1” تبدو مفيدة خلال فترة الأزمة وليس العكس”. ورغم أن الإغراءات موجودة أمام مسؤولي الأندية للتغيير، فإنهم يدركون أنهم يخوضون معركة قد يخرجون خاسرين فيها خاصة ما يتعلق بمواجهة أنصارهم لاسيما في فترة هشة تماما. تمديد متوقع هل تسقط قاعدة "50+1" هل تسقط قاعدة "50+1" وافقت أندية الدوري الألماني بدرجتيه الأولى والثانية، الثلاثاء، على الإجراءات المتخذة لتمديد فترة تعليق الموسم، حتى نهاية شهر أبريل الجاري، وسط تقارير تفيد بأن المباريات قد تستأنف اعتبارا من الأسبوع الأولى لشهر مايو المقبل مع إمكانية إنهائه خلف أبواب موصدة. وكانت رابطة الدوري الألماني قد قررت منتصف شهر مارس الماضي تعليق نشاط الدرجات الثلاث الأولى حتى الثاني من أبريل، ثم أعلنت الأسبوع الماضي أنها ستوصي بتمديد فترة التعليق حتى الـ30 من نفس الشهر، وهو القرار الذي وافقت عليه الأندية الألمانية الـ36 المحترفة (18 في الدرجة الأولى ومثلها في الدرجة الثانية) في اجتماع عبر تقنية الفيديو الثلاثاء. وقال رئيس الرابطة كريستيان سيفيرت إن “مجلس الإدارة شعر بالكثير من الدعم (من الأندية)” مضيفا أن الرابطة “متماسكة”. وذكرت صحيفة “كيكر” الألمانية الأسبوعية أن رابطة البوندسليغا تعتزم استئناف الموسم اعتبارا من عطلة نهاية الأسبوع الأول لشهر مايو المقبل، على أن تقام المباريات خلف أبواب موصدة. ولم يؤكد سيفيرت المعلومات لكنه قال “لا زلنا نريد إنهاء الموسم بحلول الـ30 من يونيو”. وحذر من أن الفشل في إكمال الموسم الحالي سيترك بعض الأندية تواجه “تهديدا وجوديا” بسبب فقدان عائدات حقوق البث التلفزيوني الهامة.

مشاركة :