الأسواق النفطية تتفاءل باجتماع المنتجين المرتقب لدعم الأسعار والحد من وفرة المعروض

  • 4/5/2020
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

مكاسب جيدة حققتها أسعار النفط خلال الأسبوع المنصرم بتأثير من توارد الأنباء عن تنسيق قريب بين كبار المنتجين في "أوبك+" للحد من وفرة المعروض العالمي ودعم الأسعار، في ظل الخسائر السعرية الحادة والمتلاحقة على مدى الأسابيع القليلة الماضية. وتترقب السوق اجتماعا طارئا لتحالف المنتجين المعروف باسم "أوبك+" الأسبوع الحالي عبر تقنية الفيديو، لبحث سبل دعم السوق في هذه الأزمة من خلال إعادة التفاوض على خفض الإنتاج للتغلب على تداعيات تخمة الإمدادات في الأسواق المشبعة بالفعل بفائض الإنتاج في مقابل ضعف الطلب الناجم عن أزمة كورونا، ما تسبب في تسارع غير مسبوق في بناء المخزونات النفطية. وفي هذا الإطار، ذكرت وكالة بلاتس الدولية للمعلومات النفطية أن وضع السوق يهيمن عليه التقلب وعدم اليقين بسبب عدم اتضاح أبعاد وتأثيرات كارثة انتشار كورونا على الاقتصاد العالمي، مشيرة إلى انتهاء اجتماع بين الرئيس الأمريكي دونالد ترمب والمديرين التنفيذيين للنفط في البلاد دون إحراز تقدم ودون إعلان سياسة جديدة، أو بيان أي التزام تجاه تخفيضات الإنتاج النفطي المحلي في البلاد. وأوضح تقرير حديث للوكالة المعلوماتية الدولية أن ترمب أكد أن الاجتماع ناقش وضع خطة لفتح القدرات المتاحة في احتياطي النفط الاستراتيجي لمنتجي البلاد لتخزين النفط الأمريكي، مشيرا إلى أن وزارة الطاقة الأمريكية أصدرت بالفعل طلبا لتقديم مقترحات لتخزين 30 مليون برميل من النفط الخام في احتياطي النفط الاستراتيجي. وأضاف التقرير أن "الرئيس الأمريكي أكد أن هناك وفرة كبيرة من إمدادات النفط في الوقت الحالي"، لكنه لم يشر في المقابل إلى أي إجراء حكومي إضافي للحد من تلك الوفرة والتخمة في الأسواق الدولية. ولفت إلى تراجع نشاط مصافي التكرير في الولايات المتحدة بسبب هبوط الطلب العالمي على النفط، عادّا الأزمة لدى البعض تزداد سوءا عن البعض الآخر اعتمادا على الموقع والقدرة على زيادة ناتج التقطير، حيث انخفضت بعض أسعار البنزين بالتجزئة إلى أدنى مستويات لها تسجل في 21 عاما. وأوضح أن إجراءات الحكومة للحث على البقاء في المنازل لمنع انتشار فيروس كورونا ستنعكس بالسلب على موسم الرحلات الصيفية في الولايات المتحدة "موسم القيادة"، وسوف يحد من نشاط المصافي التى كانت تنتج في مثل هذا التوقيت أكبر قدر ممكن من الديزل بسبب الطلب المتصاعد على الوقود. ونوه تقرير "بلاتس" بأن بيانات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية تؤكد أن الطلب على البنزين في الولايات المتحدة انخفض إلى 6.7 مليون برميل يوميا للأسبوع المنتهي في 27 مارس متراجعا من مستوى 8.8 مليون برميل يوميا في الأسبوع السابق، وعلى العكس من ذلك ارتفع الطلب على التقطير إلى 3.9 مليون برميل يوميا من 3.8 مليون برميل يوميا في الفترة الزمنية نفسها. ولفت إلى أن تهاوي الطلب على البنزين في الولايات المتحدة وصل بالفعل إلى أدنى مستوياته منذ خمسة أعوام، حيث أبقت أوامر البقاء في المنزل السائقين بدون عمل، كما أدى ذلك إلى استمرار تراجع نشاط المصافي وانكماش المعروض من الديزل تدريجيا. وأشار التقرير إلى بيانات إدارة معلومات الطاقة التي تؤكد أن تشغيل المصافي في الولايات المتحدة انخفض خمس نقاط مئوية إلى 82.3 في المائة مع انخفاض مدخلات النفط الخام للمصافي إلى ما دون 15 مليون برميل يوميا. وكانت أسعار العقود الآجلة للنفط قفزت لثاني جلسة على التوالي يوم الجمعة الماضي وسجلت عقود الخام الأمريكي وخام برنت كلاهما أكبر مكاسبهما من حيث النسبة المئوية منذ بدء تداول عقود الخامين القياسيين، بفضل آمال بأن اتفاقا عالميا لخفض الإمدادات حول العالم قد يتم التوصل إليه الأسبوع المقبل. وخلال جلسة الخميس، سجل النفط أكبر قفزة ليوم واحد في تاريخ أسواق الخام بفعل احتمالات خفض في المعروض يعادل ما يراوح بين 10 و15 في المائة من الطلب العالمي. بحسب "رويترز"، قفزت عقود خام القياس العالمي مزيج برنت 4.17 دولار، أو 13.9 في المائة، لتسجل عند التسوية 34.11 دولار للبرميل. وكانت عقود برنت صعدت بما يصل إلى 47 في المائة أمس الأول، مسجلة أعلى مكاسب من حيث النسبة المئوية أثناء التعاملات في يوم واحد، قبل أن تغلق مرتفعة 21 في المائة. وأنهت عقود برنت الأسبوع مرتفعة 36.8 في المائة، وهى أكبر مكاسبها الأسبوعية من حيث النسبة المئوية في تاريخ عقود خام القياس العالمي. وأغلقت عقود خام القياس الأمريكي غرب تكساس الوسيط جلسة التداول مرتفعة 3.02 دولار أو 11.93 في المائة لتسجل عند التسوية 28.34 دولار للبرميل، وأنهت عقود الخام الأمريكي الأسبوع على مكاسب قدرها 31.8 في المائة، هى أيضا أكبر مكاسبها الأسبوعية على الإطلاق. وقال هان تان المحلل لدى "إف إكس تي إم"، "إن أسعار النفط الخام، التي انخفضت في آسيا، قضت على خسائرها الجمعة مع الإعلان عن اجتماع طارئ لـ"أوبك+" بهدف تحقيق الاستقرار في الأسواق العالمية". في اليوم السابق، سجل الخامان المرجعيان أكبر زيادة بالنسبة المئوية في جلسة واحدة في تاريخهما، فكسب خام غرب تكساس الوسيط 25 في المائة، أما خام برنت فربح 21 في المائة. وفاجأ الرئيس الأمريكي المستثمرين متحدثا عن "أمله وتوقعه" بأن تخفض السعودية وروسيا إنتاجهما "بنحو عشرة ملايين برميل، وربما أكثر من ذلك بكثير"، وأضاف أن "الخفض يمكن حتى أن يصل إلى 15 مليون برميل"، دون إعطاء تفاصيل عن هذه الأرقام. وردا على ذلك، سجل برنت في إحدى اللحظات زيادة 50 في المائة، مقارنة بإغلاق الأربعاء وبلغت الزيادة، التي سجلها خام غرب تكساس الوسيط 35 في المائة. ولا تزال سوق الذهب الأسود تتعرض لضغوط من جراء ضعف الطلب بسبب القيود المفروضة على نقل الأشخاص والبضائع حول العالم لمكافحة انتشار جائحة "كوفيد 19". في الوقت نفسه، لا يزال العرض وفيرا وسط اشتداد المنافسة بين المنتجين على الحصص السوقية.

مشاركة :