تعددت الآراء النظرية واختلفت التفسيرات العلمية وتباينت التحليلات الرقمية حول مثلث الرعب الذي يطلق عليه مثلث برمودا والذي يقع في المحيط الأطلسي لكن الجميع اتفقوا على أن هذا المثلث بالغ الخطورة وتكمن خطورته في سرية ابتلاعه لكل من يحاول المرور عليه حيث تكون نهايته المصير المجهول .ولعلى هنا ومن خلال تلك المعطيات لمثلث الموت أستطيع تشبيهه بالحال الذي تعيشه بنوكنا الموقرة في هذا الوطن الكبير حيث أراها تعيش حالة من النهم غير المحدود لابتلاع كل شئ تحت مظلة الخدع التسويقية المضللة والمفخخة ولعل المحزن والمؤسف أن مثل تلك الحالة تمارس في مسارب هذا الوطن الكبير الذي يمقت في دستوره الشرعي كافة ألوان التسلط والاستنزاف المتستر خلف بعض المسميات الشرعية وخلف بعض الأنظمة المالية الضامرة وخلف ذلك الهزال الذي تعيشه أجهزة المراقبة المالية . ولعل المتتبع لواقع بنوكنا الموقرة يجد انها تمارس كافة أساليب الاستنزاف الممنهج من خلال القروض الممنوحة بفوائد متراكمة قد تصل الى قيمة القرض نفسه ومن خلال فرض الرسوم المبالغ فيها على كل حركة بنكية يقوم بها العميل فنجدها تمارس ألواناً متعددة من الخدع المضللة لاجتذاب العملاء وبمجرد وقوعهم في الفخ تبدأ في استجلاب كل مايمكن استجلابه من جيوبهم وتتناسى في مقابل كل ذلك فوائد استثمارها لمدخراتهم المحفوظة في تلك البنوك وكأنها بذلك تلوي أعناقهم عند تقديم أي خدمة لهم . ثم يبقى بعد ذلك القصور التام في دور تلك البنوك عن المشاركة المجتمعية حيث نجدها لا تقدم أدنى الخدمات التنموية للوطن ولعل هذا تحديداً تقع مسئوليته على هيئة سوق المال ومؤسسة النقد المتساهلة مع تلك البنوك في ظل محدودية وضعف وتقادم الأنظمة المعمول بها .. وهذا الأمر تحديداً يتضح من خلال المقارنة مع حالة البنوك التي تتواجد بالدول المتقدمة والتي نجدها تتنافس في تقديم المشاريع التنموية لأوطانها. ولعلي هنا من خلال هذا المنبر أطالب مجلس الشورى الموقر الذي لازلنا ننتظر منه الكثير ، نطالبه بسن بعض الأنظمة الكفيلة بالحد من نهم وتسلط تلك البنوك وكفيلة بتفعيل مشاركتها في المشاريع التنموية كبناء المدارس أو الأنفاق والجسور والمستشفيات بالاضافة الى تقديم الخدمات الميسرة للمواطن وتيسير القروض المقدمة له والحد من فرض الرسوم المبالغ فيها . ثم يبقى دور هيئة سوق المال ومؤسسة النقد التي نراها لاتقوم بالدور المطلوب منها حيال مثل تلك المطالب ولانراها تفعل شيئاً امام تلك الأساليب البنكية التسلطية فهل نرى ذلك قريباً ؟ . والله من وراء القصد.