أكدت كارمن راينهارت كبيرة خبراء الاقتصاد في البنك الدولي أمس، أن تعافي الاقتصاد العالمي من الأزمة الناجمة عن جائحة كورونا قد يستغرق خمسة أعوام، وفقا لـ"رويترز". وقالت في مداخلة عن بعد خلال مؤتمر عُقد في مدريد "سيكون هناك على الأرجح تعاف سريع، نظرا إلى رفع جميع القيود المرتبطة بإجراءات العزل العام، لكن التعافي الكامل سيستغرق ما يصل إلى خمسة أعوام". وأضافت أن "الركود الناتج عن الجائحة سيدوم لفترة أطول في دول عن غيرها وسيسفر عن خلل في المساواة، نظرا إلى أن الدول الأشد فقرا ستتضرر أكثر من الغنية". وتابعت أنه "لأول مرة في غضون 20 عاما، ستزيد معدلات الفقر العالمية بعد الأزمة". وفي سياق متصل، تسببت جائحة فيروس كورونا وتدابير الإغلاق الناجمة عنها في الزج بـ150 مليون طفل إضافي إلى دائرة الفقر، بحسب تحليل نشرته منظمة الأمم المتحدة للطفلولة "يونيسيف" ومؤسسة "أنقذوا الأطفال"، أمس. وذكرت المنظمة أنه منذ بداية الجائحة، هناك زيادة بنسبة 15 في المائة، في عدد الأطفال الذين يعيشون في حرمان في الدول منخفضة الدخل ومتوسطته، ما يرفع العدد الإجمالي إلى نحو 1.2 مليار طفل. وأشار التقرير إلى أن أكثر أطفال العالم فقرا يزدادون فقرا ، ويحذر من أنه من المحتمل أن يتدهور الوضع بشكل أكبر في الأشهر المقبلة. وقالت هنريتا فور المديرة التنفيذية لليونيسيف، في بيان صحافي "أكثر ما يثير القلق أننا أقرب إلى بداية هذه الأزمة من نهايتها". ودعا التقرير الحكومات إلى توسيع نظام الحماية الاجتماعية سريعا والوصول إلى الرعاية الصحية وفرص التعلم عن بعد. وقالت إنجر أشينج الرئيسة التنفيذية لمؤسسة "أنقذوا الأطفال"، "الأطفال الذين يخسرون التعليم هم الأكثر عرضة للإجبار على عمالة الأطفال أو الزواج المبكر والوقوع في شرك دائرة الفقر لأعوام مقبلة". واستند التحليل إلى بيانات من أكثر من 70 دولة حول إذا ما كان الأطفال محرومين من التعليم والدواء والسكن والغذاء والصرف الصحي والمياه. وكان بيل جيتس الملياردير الأمريكي، المؤسس المشارك لشركة مايكروسوفت، قال "إن جائحة كورونا عطلت 20 عاما من التقدم في مكافحة الفقر والمرض". وأظهر تقرير لمؤسسة بيل وميليندا جيتس، نشر الثلاثاء الماضي، أن العالم تراجع، وفقا لكل مؤشر تقريبا، في محاولاته الرامية إلى تحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، فيما يتعلق بالقضاء على الفقر والحد من عدم المساواة. وزاد الفقر المدقع بنسبة 7 في المائة، بسبب تفشي الفيروس، وفقا لتقرير "جولكيبرز" السنوي الصادر عن المؤسسة. وأشار التقرير إلى أن توافر اللقاحات - وهو مقياس بديل لكيفية عمل الأنظمة الصحية - تراجع إلى مستويات شوهدت آخر مرة في التسعينيات، "ما أعاد العالم إلى الوراء نحو 25 عاما في 25 أسبوعا". وتظهر البيانات أيضا أن التداعيات الاقتصادية للجائحة تعزز عدم المساواة، مع تضرر النساء والأقليات العرقية والأشخاص الذين يعيشون في فقر مدقع بشكل خاص. ودعا التقرير، الذي يشارك بيل وميليندا جيتس في إعداده كل عام منذ عام 2017، إلى تعاون عالمي في تطوير عمليات التشخيص واللقاحات والعلاجات وتصنيع سريع لمستلزمات الفحص والجرعات، والتوزيع العادل لتلك الأدوات بناء على الحاجة وليس القدرة على الشراء.