كرة القدم النسائية تكافح لبناء فريق وطني

  • 9/9/2015
  • 00:00
  • 354
  • 0
  • 0
news-picture

على ملعب ترابي خلف مطار الخرطوم تراقب سارة ادوارد لاعباتها وهي تأمل أن يكون نواة لأول فريق كرة قدم نسائي سوداني. واختارت اللاعبات الخمس عشرة لفريقهن اسم التحدي، وجاء اختيار الاسم بسبب ما يواجهن من معوقات بينها عدم توافر المعدات وغياب التمويل والحذر من جانب السلطات المحافظة السودانية. وقالت ادوارد البالغة 29 عاماً خلال متابعتها تدريبات الفريق: نأمل ان يصبح هذا الفريق دولياً في أحد الأيام، لسنا اسوأ من غيرنا بل ما ينقصنا فقط هو الفرص. وسارة التي ترتدي قميصاً وسروالاً قصيراً اخضرين داخل الملعب تصدر توجيهاتها للاعبات وتشجعهن بوصفها المحرك الأساسي للفريق. هذه الشابة مولودة في جوبا وبالتالي أصبحت مواطنة من دولة جنوب السودان سنة 2011 عندما استقل هذا البلد اثر تقسيم السودان إلى شطرين بموجب اتفاق سلام انهى سنوات من الحرب الأهلية. ونظرا لإقامتها في الخرطوم لا يمكنها اللعب مع فريق التحدي إذا ما انتقل للمنافسة على المستوى الدولي. لكنها مازالت منخرطة في الفريق الذي انضمت له في عام 2001 عند تأسيسه في كلية كمبوني بالخرطوم. وتتدرب اللاعبات على ارض ترابية وسط درجة حرارة تقارب اربعين درجة مئوية وترتدي اثنتان من اللاعبات ايضا قميصا وسروالا قصيرين وتعتقدان أن هذا الزي هو من اسباب الصعوبات التي يواجهنها. وأضافت سارة: المجتمع السوداني يرفض ارتداء النساء السراويل القصيرة وفي رياضات اخرى مثل الكرة الطائرة تتدرب اللاعبات بالسراويل الطويلة. وبدأت الحكومة السودانية في عام 1983 تطبيق الشريعة الإسلامية وعندما وصل الرئيس السوداني عمر البشير للحكم بانقلاب عسكري مدعوماً من الإسلاميين قرر الاستمرار في تطبيق القوانين الإسلامية. ويحظر القانون الجنائي السوداني على النساء ارتداء الأزياء الفاضحة ويعاقبهن على ارتدائها بالجلد أربعين جلدة او بدفع غرامة. بيد أن هذه القوانين لم تطبق على لاعبات كرة القدم رغم أن ادوارد تعتبر ان سلوك الحكومة الإسلامية ساهم في تجاهل النساء لكرة القدم. وانتقل فريق التحدي في عام 2011 الى ملعب خاص بالاتحاد السوداني لكرة القدم الذي تعتقد سارة أن عليه ان يدعم بالتدريب والمعدات. ولم يطلب منهن اتحاد كرة القدم السوداني مغادرة ملعبه ولكنه لم يف بوعوده ولذا غادر الفريق من ملعب تدريب إلى آخر. وتؤكد سارة ان اتحاد الكرة ووزارة الرياضة يعدان فريق التحدي بالمساعدة لكن هذه الوعود لم تنفذ. وأضافت ادوارد: حتى الآن هم يقولون إن شاء الله سنساعد لكن لم يحدث شيء. وأشار حسن ابوجبل السكرتير التنفيذي لاتحاد كرة القدم السوداني الى ان فرق كرة القدم النسائية موجودة في جامعات البنات ومدارسهن وهناك فرق اخرى قيد التأسيس. وقال: نحن نحاول مساعدتهن لممارسة الرياضة وفقا لعادات المجتمع السوداني وتقاليده. كما تواجه لاعبات فريق التحدي صعوبات من عائلاتهن مثل نضال فضل الله لاعبة الوسط التي انضمت للفريق في عام 2002. وهاجرت اسرتها الى الخرطوم من جنوب كردفان مثل آخرين بحثا عن حياة افضل. وبدأت لعب كرة القدم مع اشقائها وابناء عمومتها وعندما كبرت انضمت للفريق رغم الاعتراضات من أقاربها. وقالت بعض أفراد أسرتي اعترضوا على لعبي لكرة القدم لأنني فتاة ويعتقدون انها رياضة للفتيان. لكن أمام إصرارها تراجعوا واستطاعت تخطي التحدي الأول الذي واجهها. وأضافت: أطلقنا على فريقنا اسم التحدي لأننا جابهنا عدداً من التحديات حتى الآن وما زلنا نعتمد على انفسنا. كما تأثر الفريق كذلك بانفصال جنوب السودان فقد غادرت خمس لاعبات للدولة التي استقلت عن السودان. وأصبح في السودان إلى جانب التحدي فريق آخر في جامعة الأحفاد للبنات.

مشاركة :