ليلة الإثراء

  • 2/25/2020
  • 00:00
  • 44
  • 0
  • 0
news-picture

بر ووفاء أبناء فقيد الأدب والفكر محمد بن حميد -غفر الله له- وشح مشاعر الأوفياء من جلساء والدهم سابقًا، ومبدعي المشهد الثقافي حاليًا من خلال ثلوثية بن حميد الشهرية العامرة، التي أطرها وأثراها المهندس عبدالعزيز المتحمي، بحضور نخبة من المسؤولين والمثقفين والمهتمين. ليلة الإثراء المعرفي، أتت من المحاضر الذي طاف أشهر المكتبات العالمية وجلب العديد من المراجع غير المسبوقة والوثائق التي تتعلق بمنطقة عسير، ووعد بتقديم هذا الجهد للمشهد الثقافي قريبًا. سيطر المتحدث على قناعات واهتمامات الحضور، وهذا دليل على تمكنه من أدواته، واكتمل الإثراء المعرفي من خلال مداخلات عدد من الحضور، حيث أشاد الدكتور سعد بن عثمان بمحتوى المحاضرة وأعلن ترحيب جمعية المؤرخين ودعمها وتعاونها مع هذا الجهد المميز، وتساءل الأديب أحمد عسيري عن التحولات المتوقعة من هذا الزخم، ليقدم تاريخ المنطقة بشكل أفضل من الصورة المعتمة السابقة، وأثنى الدكتور عبدالله سليمان مساعد مدير تعليم عسير على المحتوى وأهمية الاستفادة منه مستقبلًا. أشار الدكتور علي قطب إلى عدة نقاط محورية أهمها مطالبته بالتعليل، وأتفق معه في كل جزئيات مداخلته الثرية، لكن شروط التعليل بمضمونها العلمي متاحة نسبيًا وتختلف من بلد إلى بلد، وقد ضربت له مثل بمحدودية الإشارة لـ«الراعي» بدلًا من عبارة «المتمردين»، ويؤكد صحة استشهادي عندما أتت قيادات واعية تحترم قيم المنطقة وأهلها، فكانوا ولا زالوا يقدمون الولاء في أجمل صورة. مداخلة الدكتور أحمد فائع عميد الدراسات العليا بجامعة الملك خالد رائعة، وإضافة كاملة الدسم، وزادت من جماليات ليلة الإثراء، وقد لا يكون تعليقي على مداخلته كافيًا، بل قد لا أكون نجحت في إيصال الفكرة، وبالمناسبة فقد قرر عميد كلية التجارة في إحدى أشهر الجامعات العالمية تقديم أساليب العمل المحاسبي والميزانيات وكل المصطلحات التجارية ورسم البيانات والنسب التصاعدية أو عكسها سنويًا لطلابه في السنة التحضيرية، ثم أرسلهم لسوق العمل وممارسة التجارة ثلاث سنوات، وكل طالب يقدم له تقريرًا عن ميزانيته الشهرية وأرباحه وخسائره، ثم تقريرًا ختاميًا سنويًا وفق العلم المحاسبي التجاري، وبمقاييس علمية دقيقة. وعند تخرجهم بتقدير ممتاز رفضوا العمل في الوظائف الحكومية، ورفضوا العمل في الشركات، وقرروا ممارسة التجارة بمساحة الخبرة التي اكتسبوها من العميد الذي يفكر خارج الصندوق، ومن سوق العمل بالممارسة الفعلية، وأصبحوا أكثر تمكنًّا ونجاحًا من نظرائهم بالجامعات الأخرى. الدكتور أحمد فائع بمكانته العلمية، وعلاقاته الواسعة، يستطيع نقل فكرة تعاون قسم التاريخ مع كلية اللغات بحيث يتحول طلاب وطالبات الجهتين إلى ورشة عمل ميداني يومي وتدريبي دقيق، فالمعلومات من المكتبات العالمية متاحة والترجمة ترفع نسبة الجودة للطرفين، وهذا أهم ألف مرة من المحاضرات النظرية الممتدة ثلاث ساعات من طرف واحد تبدأ بالإنصات عشر دقائق ثم مغادرة العقول ذهنيًا خارج القاعة. ليلة الإثراء شيقة وممتعة وقد تنافس فيها المتنافسون، وكل حزب بما لديهم فرحون، فشكرًا لأبناء بن حميد البررة وشكرًا للمحاضر الرائع وشكرًا للحضور المبهر.

مشاركة :