قاضي ومفتي الأحساء الشيخ عبداللطيف بن عبدالرحمن الملا ١٢٧٠-١٣٣٩هـ

  • 9/26/2021
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

بمناسبة اليوم الوطني ٩١ لمملكتنا الغالية، مملكة الإنسانية. أردت أن أتحدث عن شخصية نفتخر بها كسعوديين بشكل عام واحسائيين بشكل خاص. حديثي عن عالم جليل فاضل، تقي ورع، له سمعة طيبة في البلاد وخارجه، يعرفه القريب والبعيد هو الشيخ عبداللطيف بن عبدالرحمن عبداللطيف الملا. ولد الشيخ في حي الكوت بالهفوف الحي الشهير بالعلم والعلماء درس على يد العالم الفاضل عبدالله بن أبي بكر في مدرسة القبة الشرعية الذي وجد فيه سعة العلم والنبوغ مما جعله يثق وبمشورة الجميع أن يكون معلماً في مدرسة القبة الشرعية. كان الشيخ عبداللطيف يزوره العديد من داخل الأحساء وخارجها من أجل أخذ العلم منه سواء من خلال الدروس في مدرسة القبة الشرعية أو في منزله ( بيت البيعة ) من أجل زيارته للسؤال عنه أو للاستفسار وللاستزادة في الأمور الفقهية وحل النزاعات بين المتخاصمين. تربى في بيئة دينية ،فانتساب الشيخ لهذه الأسرة أثر كبير في تنشئته النشأة العلمية كما كان لنشأته في بلاد الأحساء بلد العلم والعلماء، والتي كانت زاخرة بالمدارس العلمية أثرٌ في صقل موهبته العلمية، حيث بدأ في صغره بحفظ القرآن الكريم على يد الشيخ عبدالله بن أحمد العبدالقادر، فحفظه ولم يتجاوز الثانية عشرة من عمره ثمّ بدأ طلب العلم في المدرسة الوسطى (البكرية) بالكوت على يد شيخة وابن عمه العلامة الشيخ عبدالله بن أبي بكر الملا الحنفي المتوفى سنة١٣٠٩هـ - 1891م. تولى الشيخ عبداللطيف مهام القضاء والإفتاء في بلاد الأحساء وذلك في سنة١٣٠٧هـ - 1889م وهو يعدُّ أول من تولى الإفتاء في الأحساء، وكان توليّه بطلب من مشايخ وأعيان الأحساء. زار الأحساء الإمام عبدالرحمن الفيصل وهو في طريقة إلى الكويت عام 1309هـ - 1891م ومعه أولاده عبدالعزيز ومحمد وعبدالله بن جلوي، وقد ذهب إليهم مفتي الديار الأحسائية وقاضيها الشيخ عبداللطيف بن عبدالرحمن الملا ودعاهم لتناول طعام الغداء فأجاب الإمام عبدالرحمن دعوته وجاء إلى منزل البيعة يصحبه أولاده وحاشيته وعندما أردا المغادرة أهدى إليه الشيخ عبداللطيف نسخه من صحيح البخاري فقبلها. وكانت صلة الشيخ عبداللطيف بالإمام عبدالعزيز قوية من عام 1323 هـ عندما أخبره بضعف حكم الأتراك في الأحساء واختلال الأمن فيها، وأرسل إليه رجلاً من طرفه، يدعى فرحان بن مبارك بن عقيل، من أهالي قرية الجفر بالأحساء، فذهب إلى الرياض، واجتمع مع الإمام عبدالرحمن وابنه عبدالعزيز، وأخبرهما بكل صغيرة وكبيرة تدور في الأحساء، فما كان من الإمام عبدالعزيز إلا أن كتب للشيخ عبداللطيف يخبره بما يدور عليه في نجد والقصيم من غزوات وحروب، وغير ذلك، ويؤيد ذلك صور من خطابات الملك عبدالعزيز قبل دخوله الأحساء سنة 1331 هـ. أن الملك عبدالعزيز زار الأحساء لأول مرة عام 1309هـ في طريقه للكويت واستقر بها شهرين وكان من ضمن مرافقيه الأمير مساعد بن جلوي والد الأمير عبدالعزيز بن مساعد أمير حائل سابقا والذي توفي بعد وصولهم للأحساء بثلاثة أيام حيث دفن في مقبرة الكوت كما زارها مرة أخرى عام 1330هـ ونزل على المجصة جنوب الطرف واجتمع بالمفتي الشيخ عبداللطيف الملا الذي أطلعه على أوضاع أهالي الأحساء وانعدام الأمن والأمان فيها وفي الزيارة الثالثة تم فتح الأحساء حيث دخل الأحساء يوم الأحد ليلة الاثنين 28/5/1331هـ، ووصل إلى منزل المفتي الشيخ عبداللطيف الملا (منزل البيعة) واستقر به أربعة أيام وتمت مبايعته في منزل المفتي وعندما نادى المنادي فوق أسوار الكوت (أن الحكم لله ثم للإمام عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل). للشيخ جهود من النواحي العلمية والفكرية حيث كان له مؤلفين هما: - نيل المرام في شرح كفاية الغلام. - وسيلة الظفر في المسائل التي يفتي فيها بقول زفر بعد عمر حافل بالإنجاز والعطاء والاشتغال بطلب العلم والتصدي للتدريس والقضاء والإفتاء توفي على أثرها الشيخ عبداللطيف يرحمه الله ليلة الأحد الموافق 22/5/1339هـ، وقد حضر تشييع جثمانه جماعة كثيرة من أبناء الأحساء يتقدمهم أمير الأحساء عبدالله بن جلوي، ودفن بمقبرة الكوت رحمة الله رحمة واسعة بجوار شيخه عبدالله بن أبي بكر.

مشاركة :