بينما كانت الأفراح تملأ أرجاء الوطن بفوز المنتخب السعودي في مواجهته الرابعة أماما الصين في جدة لحساب التصفيات المؤهلة لمونديال 2022 وحصوله على العلامة الكاملة في المجموعة الحديدية، تلقى المنتخب السعودي تحت 23 سنة خسارة موجعة وصادمة في نهائي كأس غرب آسيا وهي البطولة التي لُعبت في الدمام وكان "الأخضر" الشاب قريباً من تحقيقها لولا أخطاء قتلت طموحات مجموعة من الشباب الرائع والذي يملك ما يكفي من الموهبة والمهارة ليتوج ببطولة سهلة إن كان المقياس مقتصراً على الفوارق الفردية. فرض لاعبو المنتخب السعودي أنفسهم كأفضل العناصر مهارة وموهبة وقدرة على تقديم أنفسهم بصورة مثالية، لكن المجموعة افتقدت لقائد فني يستطيع صياغة فريق قوي متماسك تكتيكياً وقادر على فرض نفسه دون أن ينتظر مجهوداً وحلاَّ فردياً. لم يكن المدرب الوطني المجتهد سعد الشهري قادراً على فرض أسلوبه على منافسيه، وكثيراً ما كان الإنقاذ يأتي على شكل تفوق عناصري فردي، وكان عيوب المنتخب الشاب الفنية ستظهر مع أول مواجهة يلعبها المنتخب أمام فريق قوي ومنظم تكتيكياً وقادر بجماعيته على فرض أسلوبه وعزل لاعبينا عن بعضهم، وهو ما حدث أمام الأردن في المواجهة الأهم. خسر المنتخب السعودي بفضل سوء التنظيم الدفاعي وعدم القدرة على إيجاد حلول هجومية جماعية، وكان نجوم المنتخب مثل خالد الغنام هم من أوصل الفريق الوطني لهذه المرحلة، والتي كان سيتجاوزها بسهولة بقليل من العمل والتعامل الفني المؤثر، وهو ما لم يحدث مع سعد الشهري الذي لم تكن تدخلاته مؤثرة علاوة على غياب المنهجية والأسلوب الواضح في إدارة المنتخب فنياً. لا أعلم لمَ يبدو الحديث عن المدرب الخلوق سعد الشهري مثيراً لحساسية البعض مع كل مشاركة سعودية تحت إشرافه، وهو الذي حقق نتائج جيدة في فترة معينة، قبل أن يتضح غير مرة أنه ليس الخيار الأنسب وليس مدرب المرحلة مع هذه المجموعة الرائعة من المواهب التي نعول عليها في صناعة جيل مونديالي 2026 و2030. مؤكد أن سعد الشهري مدرب محترف ويبحث عن النجاح، ومؤكد أيضاً أن اتحاد الكرة لن يجامل على حساب مستقبل الكرة السعودية ومنتخب شاب يُنتظر منه الكثير، لذا فإنه يجدر القول بأعلى صوت أنه حان وقت التغيير ورفع سقف الطموحات مع مدرب يقود هذا المنتخب بطريقة وأسلوب تتناسب مع طموحات المرحلة مع تقديم الشكر للمدرب الشاب على مجهوداته في الفترة الماضية.