العنزي يحذر من إطلاق لقب عانس على فتيات عشرينيات وثلاثينيات

  • 10/26/2021
  • 00:00
  • 14
  • 0
  • 0
news-picture

يحذر الكاتب الصحفي صبار عابر العنزي من إطلاق لقب عانس على فتيات في العشرينات والثلاثينيات، وهو ما يعرض الفتيات للضغوط، ويدفعهن مع أسرهن إلى القبول بزواجات فاشلة، أو الخوف المبالغ فيه من تأخّر الزواج، لافتاً إلى أن هذا الأمر زاد نسبة العنوسة حتى أصبحت قنبلة العصر في مجتمعاتنا العربية، رغم أن تأخر الزواج حتى سن معينة يعد طبيعياً، وفي النهاية يرصد نتائج هذه الظاهرة ويطرح بعض الحلول لها. التسرُّع في الزواج أو العنوسة وفي مقاله "العنوسة قنبلة العصر" بصحيفة "الجزيرة"، يقول "العنزي": "هناك شعور غريب يداهم بعض الأسر والفتيات بالخوف من التسرّع في الارتباط؛ بسبب ارتفاع معدلات الطلاق، وخوفاً مقابل، بل فوبيا ما يُعرف بالعنوسة وانعكاساتها النفسية والاجتماعية على الكل، فقد تؤدي إلى تغيير مصير حياة الفتاة بسبب توترها وشعورها بالخوف من عدم الزواج، ومن ثم التسرّع في اختيار شريك الحياة على أسس خاطئة تؤدي في النهاية إلى الانفصال وانهيار نفسية الفتاة". أسباب ارتفاع نسبة العنوسة ويرصد "العنزي" أسباب ارتفاع نسبة العنوسة، ويقول: "المتبصّر في قراءة الإحصاءات الاجتماعية في البلدان العربية يلاحظ في الآونة الأخيرة ارتفاعا ملموساً في نسبة العنوسة، لعدة أسباب تأتي في مقدمتها الظروف الاقتصادية التي تحول دون إقدام الشباب على الارتباط والتوتر من التأخر في الزواج، تدفع بعضهن إلى القبول بأول عريس دون التريث في اختيار شريك الحياة ووضع معايير الاختيار الصحيحة التي تقوم على التفاهم والتناسب بين الطرفين.. حيث تشير التقارير والدارسات حول هذه الظاهرة إلى أن معدلات الطلاق في المجتمعات العربية شهدت ارتفاعا كبيرًا في الآونة الأخيرة". تحديد سن زواج الفتاة ويضيف الكاتب: "أن هناك قرى وبلاداً تحدد سن زواج الفتاة، وهذا ما أدى إلى استعجال بعض الفتيات الزواج خوفاً من تأخر الزواج وتلقب بعانس ناتج عنه عادات وتقاليد خاطئة وظالمة في المجتمعات الشرقية". فوبيا العنوسة أزمة ثقافية واجتماعية ويرى "العنزي": "إن فوبيا العنوسة أزمة ثقافية واجتماعية في المجتمعات العربية، حيث إن إطلاق لقب عانس ناتج من ثقافة خاطئة وانتشرت بالمجتمعات بشكل سريع، فإن تأخر الزواج لكل من الشابين أمر عادي، ولكن في المجتمعات الشرقية اللقب موجع ومؤثّر على الفتاة على عكس الرجل، وهذه ثقافة خاطئة تظلم الفتيات وتخنق المجتمع.. في السابق الأمر يطلق على الفتيات اللاتي تجاوزن 40 عامًا، ولكن في هذا العصر أصبح يظهر الآن في سن مبكرة بين فتيات العشرينيات، وهذا أمر غير معتاد وهو مصطلح بات يهدِّد هذه الفئة العمرية". تتعرَّض الفتيات لمضايقات وضغوط ويحذّر الكاتب من الضغوط التي تتعرض لها الفتيات، ويقول: "هنا تتعرَّض الفتيات لمضايقات وضغوط من داخل المنزل من الأم أو الأب والأقارب تتمثّل في مقارنة الفتاة بقريباتها اللاتي ارتبطن، مما يجعل البنت تتسرَّع في اختيار شريك حياتها خوفاً من هذا اللقب الذي يعد قاسياً ويؤدي إلى القلق من الدخول في دوامة عدم الارتباط.. والنصيحة هو أن تتريث الفتاه وتأخذ الحذر في اختيار شريك الحياة، ولا تتأثر بالأعمال الدرامية، فدورها قوي وخطير وعلى الفتاة أن تحكم عقلها وتستشير من تثق به". دور وسائل التواصل كما يرصد "العنزي" دور وسائل التواصل في المشكلة، ويقول: "فالعوامل المؤثِّرة على الجميع وبخاصة الشباب الذين يوثقون معظم لحظاتهم وينشرونها بالصور على مواقع التواصل الاجتماعي مما أدى إلى انتشار ظاهرة نشر صور المرتبطين والمخطوبين والمتزوجين على مواقع التواصل الاجتماعي، وهذا أثَّر على بعض البنات اللاتي لم يرتبطن بعد، وخصوصاً بعض بنات سن العشرين اللائي تخرّجن في الجامعات ووجدن صديقاتهن ارتبطن فتسارعن إلى الارتباط دون دراسة". للعنوسة آثار مقلقلة ويضيف الكاتب قائلاً: "في بعض البلدان العربية كان للعنوسة (التأخر في الزواج) أثار مقلقلة مثل زيادة في بعض الظواهر غير المقبولة اجتماعياً ودينياً، مثل ظواهر الزواج السري والعرفي، والإصابة بأمراض نفسية، وبالنسبة للرجال فقد دفعت البعض للإقبال على إدمان المخدرات.. فلا بد من تضافر كل الجهود من قبل الدول والوزارات الخدمية والجامعات والأسر لمواجهة المتاعب المترتبة على الشباب من هذه الظاهرة". ويعود "العنزي" لأسباب الظاهرة، ويقول: "إن ارتفاع معدلات البطالة، وغلاء المهور، وعدم توفر السكن المناسب، وارتفاع أسعار تكاليف الزواج الناتجة عن العادات والتقاليد المتبعة، وارتفاع معدل التعليم بالنسبة للإناث وأيضاً تباين الكثافة السكانية بين الجنسيين، فالإناث أكثر من عدد الرجال". حلول مقترحة وينهي "العنزي" قائلاً: "من الحلول المقترحة للحد من تزايد نسبة العنوسة تخفيض تكاليف الزواج من مهور وتأثيث السكن، وقبول فكرة تعدد الزوجات اجتماعيًا، ودعم وتشجيع الحكومة للمتزوجين ودعم المؤسسات الخيرية عينياً لغير القادرين على مصروفات الزواج، وزيادة التكافل الاجتماعي بين الأفراد بالمساهمة في تكاليف الزواج".

مشاركة :