مختصون: التوافق بين كبار المنتجين مفتاح استقرار السوق النفطية

  • 12/1/2015
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

استهل النفط الخام تعاملات الأسبوع الجاري بتسجيل ارتفاعات سريعة، وسط آمال فى السوق بأن يسهم الاجتماع الوزاري المرتقب لمنظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" المقرر عقده الجمعة المقبل فى فيينا، فى دفع السوق نحو التعافي والاستقرار. وما زالت حالة وفرة المعروض تلقي بظلالها القوية على السوق، وأيضا ارتفاع المخزونات النفطية الأمريكية في مقابل تباطؤ ملحوظ في نمو مؤشرات الطلب خاصة القادم من آسيا. ويعقد مختصون ومعنيون في سوق النفط الآمال على الاجتماع الوزاري المقبل لـ "أوبك"، في التوصل إلى صيغ تفاهم بشأن وفرة الإنتاج، وسط توقعات البعض بأنه يمكن أن يتحقق توافق سياسات المنتجين الكبار في تحجيم المعروض نسبيا. وقال لـ "الاقتصادية" كولن جونسون؛ مدير المكتب الاستشاري الدولي المعروف جرانت ثورنتون، "إن المرحلة الحالية تتطلب تعاونا جادا بين المنتجين حتى تستعيد السوق حيويتها، خاصة أن المخاوف تزداد بشكل واسع لدى المنتجين الأقل نموا وعلى رأسهم فنزويلا من احتمال هبوط سعر البرميل إلى مستوى العشرينيات من الدولارات". ونوه بأهمية خروج الاجتماع بتوافق واسع يتغلب على حالة التنافس الشديد على التسويق والحصص السوقية، مشيرا إلى أهمية التوافق بين كبار المنتجين لأنه مفتاح استقرار السوق في الفترة المقبلة. من ناحيته، أوضح لـ "الاقتصادية" روبين نوبل مدير شركة أوكسيرا البريطانية للدراسات، أن الاجتماع المقبل لـ "أوبك" من الاجتماعات المؤثرة في تاريخ المنظمة، مشيرا إلى تباين آراء المنتجين بشأن التعامل مع الأزمة الراهنة، في وقت تراهن السعودية وروسيا على توازن السوق تلقائيا دون تدخل وبفعل نمو مرتقب للطلب، علاوة على تقلص الإنتاج مرتفع التكلفة خاصة الإنتاج الصخري الزيتي في الولايات المتحدة. وأشار إلى أن البعض الآخر لديه قناعات بأن التوازن بطيء وقد يستغرق وقتا طويلا يتم فيه استنزاف عديد من الدول المنتجة اقتصاديا، وعلى رأس هذه الدول فنزويلا التي تضغط في اتجاه خفض الإنتاج دعما للأسعار وتتخوف من أن العام المقبل قد تتراجع الأسعار إلى مستويات أدنى، مع استمرار التسابق على رفع الإنتاج. وبين، أن بقاء الأسعار في المستويات المناسبة للمنتجين والمستهلكين، هو ضرورة اقتصادية مهمة خاصة أن الاستثمارات أيضا تعاني بشدة وخفضت كثيرا من حجم إنفاقها الرأسمالى، وجمدت وأجلت مشاريع أخرى وهناك مناطق في بحر الشمال وفي الولايات المتحدة تجمد فيها الإنتاج بشكل كامل. بدوره، قال لـ "الاقتصادية" فرانك يوكنهوفر مدير مشاريع سيمنز في بلجيكا وهولندا، "إن استمرار ارتفاع الدولار الأمريكي والمرشح لتحقيق مزيد من المكاسب مع رفع الفائدة، يمثل عنصرا ضاغطا قويا على سوق النفط الخام ويزيد الأعباء على السوق ارتفاع مستوى المخزونات النفطية التي تعد مؤشرا سلبيا على ضعف مستويات الطلب". وأشار إلى أن اجتماع "أوبك" عليه أن يقدم حلولا جريئة ومبتكرة لتنشيط السوق ليس من أجل مصلحة بعض المنتجين، لكن من أجل تنشيط الاستثمارات وضمان استقرار ورواج الصناعة التي تعاني خللا مستمرا في علاقة العرض والطلب على مدار أكثر من عام ونصف العام. وأضاف أن "تراجع أنشطة الحفر في الولايات المتحدة مؤشر نسبي على تقلص المعروض، لكن التنافس على الحصص السوقية يجعل كثيرا من المنتجين يسارع في تنمية الصادرات"، موضحا أن المرحلة المقبلة تحتاج إلى ضبط الإنتاج وتنشيط الاستثمارات مع العمل على زيادة الإنتاج من موارد الطاقة الجديدة والمتجددة. وفيما يخص الأسعار، فقد ارتفعت أسعار النفط أمس، مع إقبال المستثمرين على تكوين مراكز قبل اجتماع منظمة البلدان المنظمة للبترول "أوبك" المقرر عقده هذا الأسبوع رغم توقعات بأن المنظمة لن تغير سياستها الإنتاجية. وزاد خام القياس العالمي مزيج برنت 48 سنتا إلى 45.34 دولار للبرميل بحلول الساعة 1157 بتوقيت جرينتش، وارتفع الخام الأمريكي في العقود الآجلة 32 سنتا إلى 42.03 دولار للبرميل، غير أن عقود الخامين تتجه إلى إنهاء تشرين الثاني (نوفمبر) على خسائر تراوح بين 7 و9 في المائة مع عدم ظهور أي علامات تشير إلى انحسار تخمة المعروض. وزاد تجار النفط مراكزهم استعدادا لأي نتائج غير متوقعة، قد يتمخض عنها اجتماع "أوبك" المقرر يوم الجمعة المقبل. واستقر النفط الخام الأمريكي في السوق الأوروبية، أمس، في ختام تعاملات شهر تشرين الثاني (نوفمبر) حول 42 دولارا للبرميل، وذلك بعد يومين من الخسائر، متجها صوب تسجيل خسارة شهرية هي الأكبر منذ تموز (يوليو) الماضي بفعل اتساع فائض المخزون في الولايات المتحدة أكبر مستهلك للنفط في العالم. وبحلول الساعة 12:35 بتوقيت جرينتش ارتفع الخام الأمريكي إلى مستوى 42.00 دولارا للبرميل من مستوى الافتتاح 41.78 دولار، وسجل أعلى مستوى 42.35 دولار وأدنى مستوى 41.49 دولار. وأنهي النفط الخام الأمريكي تعاملات يوم الجمعة بنسبة 1.8 في المائة في ثاني خسارة يومية على التوالي، لكنه حقق ارتفاعا على مستوى تعاملات كامل الأسبوع الماضي بنسبة 0.7 في المائة، في أول مكسب أسبوعي خلال شهر بفعل تراجع أنشطة الحفر في الولايات المتحدة. وعلى مدار تعاملات شهر تشرين الثاني (نوفمبر) فقد النفط الخام نسبة 10 في المائة، في ثاني خسارة شهرية خلال ثلاثة الأشهر الأخيرة، وبأكبر خسارة شهرية منذ تموز (يوليو) الماضي، على أثر الارتفاع الواسع لمخزون الخام في الولايات المتحدة. وأعلنت وكالة الطاقة الأمريكية الأسبوع الماضي، ارتفاع مخزونات الخام بنحو مليون برميل للأسبوع المنتهي 20 تشرين الثاني (نوفمبر)، في تاسع زيادة أسبوعية على التوالي، ليصل إجمالي المخزونات 488.5 مليون برميل وهو أعلى مستوى منذ نيسان (أبريل) الماضي. وتعرضت أسعار النفط لمزيد من الضغوط السلبية خلال هذا الشهر مع الارتفاع الواسع للعملة الأمريكية الدولار مقابل سلة من العملات وتسجيلها أعلى مستوياتها في ثمانية أشهر، مع الإقبال المتزايد على شرائها بدعم توقعات رفع أسعار الفائدة في كانون الأول (ديسمبر) المقبل، وهو ما يجعل أسعار السلع المقومة بالدولار أعلى تكلفة بالمقارنة بالعملات الأخرى. وفي السياق ذاته، تراجعت سلة خام "أوبك" وسجل سعرها 39.08 دولار للبرميل يوم الجمعة مقابل 39.65 دولار للبرميل في التعامل السابق. وقال التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك"، "إن سعر السلة التي تضم 12 خاما من إنتاج الدول الأعضاء حقق ثاني انخفاض له على التوالي، وإن السلة كسبت أقل من دولار مقارنة بتعاملات منتصف الشهر الجاري الذي سجلت فيه السلة 38.18 دولار للبرميل".

مشاركة :