أعلام من بيش .. الأستاذ يحيى رز

  • 7/2/2022
  • 00:00
  • 23
  • 0
  • 0
news-picture

الأستاذ الفاضل حبيب الجميع يحيى بن عبده أبو علة .. والمشهور بيحيى ( رز ). لو تجسد الجمال وتشبه بإنسان فحتما لن يختار إلا شكل وصورة الأستاذ يحيى عبده رز أبو علة .. رجل متواضع جدا ورائع بكل ما تعنيه الكلمة في تعامله مع الناس ومع طلابه ، رجل رائع في تسامحه في إنسانيته في سلوكه في كل شيء ، أقسم – وأستغفر الله – أنه لم يضرب أي طالب في كل المدارس التي عمل بها ، ولَم يوبخ طالب ولَم يزجره ولَم ينهره ولَم يرفع عليه صوته ولم يقل له كلمة تؤذيه . إن جاز لي التعبير قلت : ملاك يمشي على الأرض . ما رأيت مثل إنسانيته وطيبة نفسه ونقائه . لم يدرسني مباشرة ولكن كنت طالبا في مدرسة هو بها معلم وهي المدرسة الجندلية ( مدرسة بيّش الابتدائية ) عندما كنت في الصف السادس ، كان يدرس الصف الأول الابتدائي في عريش جنوب فصلنا ، وكان يرفع صوته بالقرآن أوالأناشيد والطلاب يرددون ورائه .. عندما تكون عنده حصة الأناشيد ، وينشد لهم والطلاب يرددون ورائه نخرج من فصلنا بعقولنا وأسماعنا وعيوننا جميع الطلاب ولا تبقى إلا أجسادنا ، وكان يردد أنشودة ( آه لو كنت أطير .. مثل عصفور صغير ) ، نجلس نردد معه ، حتى أن معلمنا يزعل ويقول أنتم معي وإلا معه . وكان يقول : يا أستاذ يحيى طلابي كلهم معك .. بعدما نجحت من الصف السادس الابتدائي عام ١٣٩٥هـ ، التحقت بالمدرسة المتوسطة الأولى في المبنى الحكومي الحالي بالقرب من سوبر ماركت النخيل ، وكنت قد أكملت المرحلة الابتدائية به بعد ما جاءت الأمطار والسيل الذي اخترق بيش من عقلة الحدادة ( جهة المطعم البخاري في مجمع المريع ) ووصل السيل حتى المستشفى العام ( القديم ) وانهدم المبنى الطيني الذي ندرس به ( مبنى الجندلي ) وفي السنة التالية ١٣٩٦هـ ، درست المرحلة المتوسطة وتم تقسيم الطلاب للابتدائية قسم بقي معنا في مبنى المتوسطة حوالي شهر أو شهرين ثم انتقلوا لمبناهم وهو مدرسة الزبير بن العوام الابتدائية الذي بها مكتب التعليم وقسم من الطلاب انتقلوا لمدرسة أبي هريرة الابتدائية في مبنى مستأجر للشيخ علي بن يوسف فقيه ويقع شمال منزل الأستاذ / محمد عطية ومنزل الشيخ / أحمد مهدي ، غرب عمارة لهادي دريدح واستمرت بها سنوات عديدة وكان مديرها الأستاذ / موسى عقيل أبو شائقة ، الأستاذ / يحيى رز انتقل إلى مدرسة أبي هريرة إن لم تخن الذاكرة ، ثم انتقل إلى مدرسة العبادلة بعدما درس في معهد الدراسات التكميلي في الطائف ، ثم انتقل إلى مدرسة الشريعة الابتدائية وبقي بها حتى تقاعد قبل أكثر من ١٥ سنة تقريبا ، وقد عمل معلما حوالي ٣٣ سنة أو تزيد قليلا بدأها في مدرسة قرية بيش العليا ( مصعب بن عمير ) . ولأني دائما التقي به وأسلم عليه فمرة – وكان الجو ممطرا وهو جالس في تلك الأجواء الجميلة – سلمت عليه وقلت له : أستاذي أنا جالس أكتب عن المعلمين علشان باقدمهم في كتاب وكذلك أنا فتحت صفحة على الفيس بوك وبقدمك فيها .. فسمعت منه ما أذهلني حتى إنه سمعني كل الأناشيد التي كانت في كتاب الأناشيد والمحفوظات والهجاء ، وأسمعني قصائد كثيرة جدا ومنها : أخي جاوز الظالمون المدى ، وعدت معه بالذاكرة لأناشيد جميلة ومنها : الولد النظيف وأبي وأمي والساعة وبلاد العرب أوطاني واستمعت لحوالي عشرين أنشودة أو أكثر .. قلت : ما شاء الله عليك حافظها ما زلت يا أستاذي ؟ قال : نعم . تمنيت أن أبق معه ولكن كنت أريد البنك الأهلي وخارج من الدوام فلم أبق معه طويلا . الله أكبر على جيل ذهبي . إني لأدعو الله له بطول العمر المقرون بالعمل الصالح والصحة والعافية

مشاركة :