الاتحاد ومكتسبات الموسم الصفري

  • 7/4/2022
  • 00:00
  • 48
  • 0
  • 0
news-picture

أخيراً انتهى أطول دوري سعودي، حيث بدأ في 11 /8/ 2021 وانتهى في 27 /6/ 2022 (سنة إلا 45 يوماً) لكن الجولة الأخيرة كانت كفيلة باختزال كل المنافسات والأحداث التاريخية. ستة فرق مهددة بالهبوط (التعاون، الفيصلي، الرائد، الباطن، الاتفاق، الأهلي)، وصراع صدارة بين الهلال والاتحاد. ولأنها جولة تاريخية هبط فيها الأهلي لأول مرة في تاريخه كأبرز ضيوف دوري يلو، وتوج فيها الهلال بطلاً للدوري بعد أن عاد من بعيد حين احترم المنافس وآمن بفرصة واستغل كل العوامل المتاحة له وترك للاتحاد البكاء على تخبطاته الفنية والإدارية. لم يكن الهلال يحلم بهذا السيناريو، لكن حين يحقق الاتحاد 5 نقاط في آخر 5 جولات في الدوري وضد فرق أربعة منها تنافس على الهبوط فأعلم أنه لا يستحق اللقب مهما كانت أرقامه وستكون صدارته عرضه للانتزاع حتى لو كان المنافس فريقاً رديفاً. أتاح الاتحاد للهلال فرصة كتابة التاريخ، فهذه العودة صنعت شخصية هلالية لهذا الجيل الذي سيبقى يثق بقدرته على المنافسة مهما تأزم الموقف، في حين انكسرت الثقة داخل نفوس الاتحاديين الذي أصبح سقوطهم في الأمتار الأخيرة عادة تمرست عليها إدارة أنمار وزرعتها في أبناء النادي وبررتها بأن العودة للمنافسة إنجاز، ومثل هذه التفاصيل تفرق كثيراً في المنافسة على البطولات. يبرر البعض هذا الفشل بأن الاتحاد لم يكن بطلاً ومنافسته على البطولة هو بحد ذاته بطولة، وهذا تحديداً تجسيد حقيقي لعبارة (حافظ مش فاهم) وانعكاس فعلي لعقلية الإدارة التي تطبق هذه العبارة بحذافيرها وتستغل سذاجة الطرح حين تقارن نفسها بأسوأ نسخة (والمقارنة بأسوأ النسخ يعني أن كل النتائج جيدة) وهذا طموح البؤساء. نتقبل أن تكون المنافسة إنجازاً حين لا تتاح الفرص لتحقيق البطولة ويواجه الفريق صعوبة في تخطي المنافسين، أما حين تقترب من الأمتار الأخيرة وتخدمك الظروف في البطولات إما بالقرعة الأسهل أو بظروف بطولة عربية بإمكانك فيها تغيير لاعبيك وإضافة لاعبين آخرين في أي وقت لتلعب نهائي ضد فريق باع بعض لاعبيه ولعب بمعظم شباب النادي أو تبتعد بالصدارة بفارق نقطي كبير ويخدمك الجدول في لعب آخر خمس جولات ضد أربعة فرق مهددة بالهبوط فلا إنجاز سوى تحقيق اللقب ما سواه تفريط وعبث وسقوط فني وفشل ذريع وانهزامية تشرّبها الفريق بفضل غياب اللاعب المنافس على الخانة والأمان من العقوبة والتسليم بضعف الطموح وإدمان السقوط في آخر السباق. ثلاث بطولات كان بالإمكان الحصول عليها وخطف ألقابها وتتويج نفسك بطلاً لها وإنهاء الموسم بثلاثية تنبئ بعودته شامخاً كما يعشق أن يراه محبوه، لكن سياسة إرضاء كل الآراء والتغافل عن الأخطاء والبحث عن كبش فداء بعد كل سقوط يجعل إدمان الفشل نتيجة حتمية وسائدة. كارثة كهذه يجب أن يقابلها تصحيح فني وإداري وأسماء عليها أن تغادر المشهد "أولها المدرب وجهازه الفني" وأخرى يجب أن تبتعد عن إدارة الكرة (عزل فريق كرة القدم واستقطاب مدير للفريق بقيمة حسين الصادق وإداري للفريق من اللاعبين السابقين الخبراء) وتفرغ الإدارة لعملها الإداري والابتعاد عن الإشراف المباشر على الفريق وتطعيم المجموعة باللاعبين المحليين وبعض الاجانب هو ما يجب العمل عليه خاصة إذا سلمنا بفشلها في الكثير من الأمور الفنية بداية بفشل المعسكرات طوال الثلاثة مواسم باستثناء معسكر واحد والفشل في اختيار المدرب وتوقيت إلغاء عقود من سبقوه الفشل في إعداد الفريق وصناعة شخصية بطولية له، والتمرس على فقدان البطولات السهلة، والتركيز على البحث عن الأضواء أكثر من التركيز على تحقيق البطولات، والجهل في إدارة مفاوضات أبرز نجوم الفريق أو استقطاب بدلاء لهم، كل هذا لا يتم تجاوزه إلا بالاعتراف به أولاً ثم تصحيحه ثانياً. بدون غربلة الجهاز الفني والإداري وتغيير دكة الفريق والحرص على تطعيمه بالنجوم واستغلال هبوط الاهلي بتقوية بعض خانات الفريق فنحن على موعد مع موسم قادم سيكون أسوأ ولن يظهر الاتحاد في معظم فتراته بالشكل المأمول وسنعود للنتائج المتذبذبة والسقوط في آخر الأمتار إن وصلنا لها. حينها لن تجد الادارة فرصة لتمرير اسطوانة المكتسبات، ولا وقت لتصحيح الأخطاء وستغادر المشهد بمواسم صفرية كان بالإمكان أن تترجم الكثير من جهودها ببطولة مستحقة بدلاً من الاحتفال بهوامش الانجازات و التباكي على ضياع البطولات. يفصل الاتحاد اليوم عن العودة صدق الانتقاد والاعتراف بالفشل في إدارة الكرة والجهاز الفني وتصفية الأسماء التي فشلت في إدارة الفريق وترك الأمور لمن يجيد هذه المهمة، فالإنجاز سيكتب للجميع كما هو الفشل تماماً. حمدالله -عدسة المركز الإعلامي بالاتحاد عمر هوساوي فرحة رومارينهو

مشاركة :