هناك الكثير من المخاطر والمحاذير الصحية التي تسببها المخدرات على الفرد والمجتمع، وما يروج له المتاجرون بتلك السموم الخطيرة التي تقضي على الحرث والنسل من أن المخدرات تزيد القدرة الجنسية لا صحة لمثل هذه الخرافات، بل على العكس فإن المخدرات ذات تأثير قاتل يدمر حياة الأفراد والأسر والمجتمعات تسيطر على نفوس ضعيفة. إن رصد الآثار المدمرة لهذا الخطر القاتل على صحة الجسم والنفس والمجتمع يحتاج إلى مجلدات كثيرة، وعلى سبيل المثال فإن آثار الإدمان وعواقبه على الجهاز البولي والتناسلي عديدة، فالكلى تقوم بتخليص الجسم من دخول هذه السموم، لتطرحها عن طريق البول، وهذه المواد في معظمها مواد مسرطنة، وتعد من العوامل الرئيسة المسببة لسرطان الجهاز البولي، وبخاصة في المثانة. كما أنها من الأسباب الرئيسة للعقم عند الرجال والنساء، حيث إنها تؤثر في الهرمونات الذكرية والأنثوية، وتؤدي إلى تغيرات في السائل المنوي من ناحية الكثافة والحيوية مؤدية إلى العقم، ولا يقتصر الأمر عند ذلك،بل إنها تؤدي إلى تشوهات في أشكال وبنية الحيوانات المنوية التي قد تودي دوراً مهماً في التشوهات الخلقية الولادية، وهذا ينفي تمامًا صحة الأفكار الخاطئة والشائعة التي يستغلها مروجو تلك السموم من أنها تزيد في الطاقة والقدرة الجنسية، والحقيقة هي عكس ذلك تماماً، فإن المخدرات هي من أهم الأسباب النفسية والعضوية في حدوث الضعف الجنسي عند الرجال، بسبب الإيذاء المباشر للأوعية الدموية والأعصاب المسؤولة عن عملية الانتصاب، كما أن المخدرات بمختلف أنواعها تؤدي إلى حدوث اضطرابات جنسية بسبب التأثير السمي على شخصية الفرد، وعلى شعوره بالرغبة واللذة وعن عدم الإحساس بالزمان والمكان، ونحن نسأل كيف ترجى الفائدة من شيء حرمه الله تعالى ونهانا عنه، لكي يبقى الإنسان مكرماً وفاعلاً أساسياً في بناء هذه الأرض؟!
مشاركة :