حتى لا ننسى، وحتى تتعزز قناعتنا بضرورة استمرار المدرب الوطني مهدي علي مدرباً للمنتخب في المرحلة الحاسمة المقبلة المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2018، نضع بين يدي قارئ الخليج الرياضي هذا الجهد الإحصائي والبياني، وفي الوقت نفسه نسجل إقراراً للواقع والحقيقة والتاريخ أنه لم يتول تدريب المنتخب من باب المجاملة لأنه ابن البلد، أو لأن هناك فترة انتقالية تقتضي مدرباً مؤقتاً لمهمة طارئة، كما تعودنا في ثقافتنا المحلية على الظروف والمناسبات التي يتولى فيها المدرب المواطن تلك المهمة ما بين أجنبي وآخر، فهو جاء مشفوعاً بتاريخ حافل مع نجوم هذا الجيل الذي حقق معه البطولات والألقاب في كل المراحل، ابتداء من كأس الخليج للناشئين في 2006، ومروراً بالتأهل إلى نهائيات كأس آسيا للشباب والفوز بكأسها في 2008، والتأهل لمونديال مصر للشباب وبلوغ دور الثمانية في 2009، ثم تحقيق الميدالية الفضية في آسياد جوانزو بالصين 2010، والتأهل إلى أولمبياد لندن في 2012، ومع المنتخب الأول تحديداً كانت البداية بالفوز في كأس الخليج في دورتها الـ21 بالبحرين في 2013، ثم برونزية خليجي 22 في السعودية 2014، وصولاً إلى برونزية كأس آسيا 2015 في أستراليا. وعسى أن تكون هذه البيانات والإحصاءات الموثقة استهلالاً جيداً قبل مطالعة الحوار الشامل الذي خص به الخليج الرياضي في هذه اللحظة المهمة والمصيرية من عمر كرة الإمارات ومنتخبها قبل خوض غمار المرحلة الأخيرة لنهائيات آسيا لمونديال روسيا. من باب الموضوعية والشفافية في استقراء مكان ومكانة مهدي بين المدربين الذين تولوا مهمة تدريب المنتخب الوطني الأول، رصدنا عدد المباريات الرسمية التي لعبها المنتخب تحت إشرافه منذ تولى المهمة في 19 أغسطس 2012 وحتى أول إبريل 2016، فوجدنا المباريات عددها 30 مباراة، وعدنا إلى الخلف بما يناظر هذه المدة للسنوات الأربع السابقة لتاريخ ولايته، وتحديداً من 7 يونيو 2008 إلى 29 فبراير 2012، حيث اتضح أن هذه الفترة تولى فيها المهمة 4 مدربين على التوالي أولا الفرنسي برونو ميتسو ثم مواطنه دومينيك ثم السلوفيني كاتانيتش ثم الوطني عبد الله مسفر، وإجمالي المباريات الرسمية التي لعبت كان عددها 33 مباراة، وبأعمال حسابات النسبة والتناسب، وبالرجوع إلى موقع الفيفا لتأكيد مصداقية المعلومات، كانت المحصلة كما موضح في النموذجين 1و 2 ، ولمزيد من الإحصاء في تقدير المحصلة بلغة الأرقام التي لا تعرف الكذب كان الرسم البياني الذي يرصد كل المباريات التي لعبها المنتخب تحت قيادة مهدي علي من 2012 حتى الآن بما فيها الرسمي والودي معا وعددها 57 مباراة وحتى تكتمل الصورة من خلال المقارنة بأهم المدربين الأجانب الذين تولوا مهمة تدريب المنتخب عبر تاريخه توقفنا عند محصلة كل من الفرنسي برونو ميتسو التي امتدت من 2006 إلى 2008، والكرواتي ايفيتش التي كانت لعام واحد في 1996، والبرازيلي كارلوس ألبرتو التي امتدت من 1984 إلى 1987.