الوطن منبع العطاء والأم صانعة السعادة في «الشارقة للمسرح المدرسي»

  • 5/16/2016
  • 00:00
  • 24
  • 0
  • 0
news-picture

افتتحت صباح أمس في قصر الثقافة المرحلة النهائية من الدورة السادسة من مهرجان الشارقة للمسرح المدرسي الذي تنظمه إدارة المسرح في دائرة الثقافة والإعلام، وحضر حفل الافتتاح أحمد بورحيمة وممثلون عن منطقة الشارقة التعليمية، وستشهد هذه المرحلة عرض 18 مسرحية تأهلت إلى المرحلة النهائية، وهي: أمهاتنا في خطر لمدرسة الحيرة للتعليم الأساسي- بنات، وزجاجة رمل لمدرسة رقية للتعليم الثانوي - بنات، ولحن مهشم لمدرسة الإبداع للتعليم الثانوي - بنات، وحالة حب لمدرسة عائشة بنت عثمان للتعليم الثانوي - بنات، وقصص مقيدة لمدرسة تريم عمران تريم - بنين، وانشطار لمدرسة سيف اليعربي للتعليم الثانوي - بنين، وأنا وطني لمدرسة الذيد للتعليم الثانوي - بنين، ونداء العروبة لمدرسة الثقافة للتعليم الأساسي - بنات، ومن يوقظ الشمس لمدرسة آسية بنت مزاحم للتعليم الثانوي - بنات، وابن الشهيد لمدرسة المجد النموذجية - بنين، وأحلام الجماجم لمدرسة القدوة للتعليم الأساسي - بنين، وجزيرة الأحلام لمدرسة المدام للتعليم الأساسي - بنين، ودميتي لمدرسة الرويضة للتعليم الأساسي - بنات، وزيتونة لعبة خشبية لمدرسة عاتكة بنت زيد للتعليم الأساسي - بنات، وأمشي.. أمشي لمدرسة البطحاء للتعليم الأساسي - بنات، ويا دجاجة بيضي.. بيضي لمدرسة مغيدر للتعليم الأساسي - بنين، وعلى خطاطم لمدرسة عبدالله بن أنس للتعليم الأساسي، بنين، وأزرق لمدرسة خورفكان للتعليم الأساسي - بنين، وسوف تتابع العروض لجنة تحكيم برئاسة الفنان مرعي الحليان، وعضوية كل من الكاتب نواف يونس، والدكتورة خلود الرشيدي أستاذة المسرح في المعهد العالي للفنون المسرحية في الكويت. وقد افتتحت العروض مسرحية أمهاتنا في خطر من تأليف أمل الحويجة، وإخراج المعلمتين إيمان محمود وختام يوسف، ويقدم العرض لعبة حكي تقوم بها بنات على الخشبة يتناوبن على سرد حكايات ذات أهداف أخلاقية، وأثناء ذلك يمثلن الحكاية، ويستشهدن بنصوص لكتّاب الحكايات التي يمثلنها، كأشعار أحمد شوقي، وحكايات عبدالله بن المقفع، ومن القصص التي قدمنها، قصة الثعلب الماكر الذي وردت حكايته في شعر أحمد شوقي، وخلاصتها أن الثعلب تنكر في ثوب واعظ مرشد إلى الخير، وذهب يوقظ الناس للصلاة، ويدعوهم إلى إيقاظ الديك لكي يؤذن لصلاة الصبح، لكنّ الديك اكتشف أمر الثعلب، وعرف أنه يريد أن يفترسه، فأخبر الناس بأن ذلك المتنكر هو الثعلب الماكر، فهجموا عليه وأمسكوا به وأشبعوه ضرباً حتى مات. وأثناء لعب أولئك البنات بالحكايات، رأت إحداهن أن تؤلف حكاية من خيالها، وأن يمثلنها جماعياً، فتصورت أن هناك مخلوقات تعيش في كوكب آخر جاءت على صحون طائرة لتعتدي على كوكب الأرض الذي نعيش عليه، ولما دارت تلك المخلوقات بالأرض، وجدتها جميلة، لكنها لم تأبه بساكني كوكب الأرض، إلا بشيء واحد هو الأمهات، فقد أرادت تلك الكائنات اختطاف الأمهات، وأخذهن إلى كوكبها، لأن الأمهات هن وحدهن القادرات على صنع السعادة وبث البهجة في الكون، وقد تصدت البنات لتلك الكائنات لكي تمنعها من أخذ أمهاتهن، وفي النهاية استطعن أن يهزمن تلك الكائنات، ويحافظن على أمهاتهن. كان تحويل اللعب إلى مسرح عملاً موفقاً في إتاحة الفرصة للبنات بالتنقل بين عدة موضوعات دالة، استطعن من خلالها إبراز أهمية المطالعة في توسيع مدارك الطالب، وجعله يتعرف إلى المعلومات الصحيحة، ويقرأ الحكايات الدالة التي تعلمه القيم النبيلة، وكذلك إبراز عاقبة الخداع والمكر، وكيف يودي بصاحبه إلى نهاية مأساوية، كما حدث للثعلب الماكر، كما أبرزت المسرحية قيمة الأم، كمنبع للحب والسعادة، وكيف أن علينا أن نحميها وندافع عنها. أما العرض الثاني فهو زجاجة رمل من تأليف وإخراج المعلمة حنان دحلب، وتقدم المسرحية حالة أربع بنات أخوات فقدن أخاهن في سبيل الدفاع عن الوطن، وهجرت أسرتهن بيتها القديم، فأصابهن الحزن الشديد على فقد الأخ الشهيد، وكذلك على فقد البيت الذي تربين فيه، وعايشن فيه أحلامهن الصغيرة، وفي يوم ما تُهدي إحدى جاراتهن في الحي القديم لإحداهن زجاجة فيها رمل من أرض منزلهن القديم، فيسعدن بها، ويدثرنها بألوان الأزرق رمز الحب، والأخضر رمز النماء والخضرة، والأحمر رمز الفداء، والأسود رمز القوة، ثم يختلفن أيهن أحق بها بعد ذلك، ويحصل بينهن نزاع يشتد بسبب تدخل امرأة غريبة وسعيها لتعميق الخلاف بينهن، لكن أم البنات تتدخل في اللحظة الأخيرة، وتلومهن على ذلك وتستطيع أن تعيد الود بينهن، وتمحو أسباب الخلاف، وتعيدهن إلى وحدتهن. المسرحية تشير إلى ضرورة حب الوطن والتشبث بترابه، والدفاع عنه، فالبنات يتذكرن أخاهن الشهيد ويترحمن عليه، ويفتخرن لكونه فارساً أعطى دمه فداء للوطن، وعندما يحصلن على شيء من تراب بيتهن القديم يدثرنه بتلك الألوان الرمزية، وهو ما يوحي إلى أن المواطن الحق المحب لوطنه، هو ذلك الذي يمتلك قلباً محباً وحكمة وإباء وقوة، فمثل هذا الإنسان سوف يكون على استعداد دائم للدفاع عن وطنه، كما حذرت المسرحية أيضاً من الخلاف بين الأشقاء، فقد كاد الصراع الذي حدث بين البنات يقضي عليهن لولا تدخل والدتهن، وحسمها للخلاف، وهي رسالة مهمة في عالمنا الحاضر الذي يشهد حروباً وصراعات بين الأشقاء العرب في عدة دول، كان يمكن تجنبها منذ البداية بتجنب أسبابها، والوقوف في وجه كل من يريد أن يثير الخلاف بين الأشقاء.

مشاركة :