مع كل حلقة من حلقات مسلسل «حارة الشيخ» يزداد الجدل حول هذه الدراما الحجازية وحول مصداقيتها في نقل الأحداث التاريخية لمدينة جدة في أواخر العهد العثماني. الفنان جميل علي في لقائه مع الرياض يتحدث عن العمل وعن إمكانية عودة الدراما الحجازية إلى سابق عهدها: بداية حدثنا عن شخصيتك في العمل؟ الدراما الحجازيـة بدأت تفيق من سباتـها -أؤدي دور «حمدان» والذي يعد اليد اليمني لفتوة الحارة «درويش» الذي يلعب دوره الفنان القدير محمد بخش، شخصيتي ليست عنيفة ولكن الظروف هي التي أوقعتني في هذا المكان كون أخي الكبير محمد الذي كان صديقاً لدرويش حصلت له أحداث وتوفي وأصبحت بديلاً له تقديراً لصداقة أخي القوية مع درويش. ما رأيك في الحملة الاستباقية التي واجهت العمل قبل أن يبدأ؟ من حق كل متابع أن يدلي برأيه، سلبياً كان أم إيجابياً، ونحن كممثلين نحترم النقد البناء الهادف، لكن العمل مازال في بداية أحداثه وأتمنى أن يكون الحكم عليه بعد عرضه كاملاً. المسلسل اختار له المؤلف بندر باجبع أن يكون في جدة كمدينة لها تاريخها الكبير واعتمد على مراجع معتبرة وقد تكفلت MBC تكاليف العمل والإنتاج الضخم جداً لذا أتمنى من المشاهد ألا يستعجل الحكم وله حرية الرأي بعد انتهاء عرض المسلسل. هل هناك إساءة لأهل الحجاز كما يروج البعض؟ لم أر في النص أي إساءة.. وأنا لا أقبل في الأساس أي إساءة لأي منطقة في المملكة وليس الحجاز فقط، والمؤلف اعتمد على كتب ومراجع تاريخية موثقة، ولا أعرف على أي أساس اعتمد البعض في قولهم إن هناك إساءة لمنطقة جميلة وعزيزة على القلب مثل الحجاز. ربما بسبب أن المخرج غير سعودي؟ كل المخرجين في العالم العربي فيهم الخير والبركة، والمخرج المبدع المثنى أصبح له تاريخه ومكانته. والعمل الدرامي بصفة عامة ليس من الضروري أن يكون مخرجه محلياً لأن الدراما لغة عالمية تنقل رسالة للمشاهد بلغتها البصرية الخاصة. لقد قرأ المخرج المثنى ما يقارب من 2000 صفحة لهذا العمل كمراجع للقصة وبالذات تاريخ الحجاز وأنا لا أرى أن هناك مشكلة في اختيار المخرج ولا يقلل ذلك من مصداقية الأحداث. هل سيكون «حارة الشيخ» بمثابة عودة الدراما الحجازية؟ الدراما الحجازية لم تختف نهائياً ربما نامت قليلاً لكنها بدأت تفيق، وفي حقيقة الأمر أنا أرى ولله الحمد أن هناك تحركات في الوسط الفني من أجل إنتاج المزيد من الأعمال الدرامية الحجازية. وبالنسبة لـ»حارة الشيخ» فأتمنى من نفس المجموعة القائمة على المسلسل تقديم عدة أعمال أخرى لتعزيز هذا الحضور أكثر وأكثر، وإن كنت أرى أن الدراما في أي منطقة من مناطق المملكة هي دراما سعودية تمثل المملكة بأكملها، وكل أمل بأن تعود الدراما السعودية بشكل أفضل وأقوى خاصة أن لها متابعين في العالم العربي. لكن حتى يحصل ذلك فلابد من توفير كل الإمكانات الإنتاجية، فصناعة الدراما منظومة متكاملة من تأليف وإنتاج وإخراج وإضاءة وتصوير وغيرها من التخصصات الفنية الدقيقة التي يحتاجها العمل الدرامي حتى يكون ناجحاً. هل هناك نية لعمل أجزاء أخرى من «حارة الشيخ»؟ أتمنى ذلك.. لكن الأمر يعود إلى قناة MBC المنتجة للمسلسل. كيف وجدتم أصداء العمل بعد عرض 15 حلقة منه؟ ردود الفعل متباينة حتى الآن، بين معجب ومتوسط ورافض، وهذا أمر طبيعي وصحي وجميل جداً، لكن مع ذلك أتمنى كما قلت في السابق ألا نستعجل الحكم على وقائع العمل حتى يتم عرضه كاملاً، وأنا متفائل بإذن الله أنه مع نهاية المسلسل سيعجب حتى المحايد وسيرى أن ما قدمناه كان عملاً جيداً وواقعياً بدون الخوض في أمور ليس لها أي داع. كلمة أخيرة؟ كل الشكر والتقدير للقائمين على هذا العمل، وإن كان من نجاح فهو للجميع، وأشكر صحيفة الرياض بالرغم أنني كنت حريصاً على عدم الحديث عن مسلسل لم ينته عرضه بعد ولكن تقديراً للقائمين على الصحيفة التي أعتبرها أفضل من ينقد نقداً بناء وهادفاً يستفيد منه الجميع. وشكراً للمتابعين. جميل مع محمد بخش في «حارة الشيخ» جميل علي