أعتقد أن المشكلات الثلاث المذكورة في العنوان تشكل أعنف تحديات مجتمعنا السعودي في الحاضر والمستقبل، خاصة أننا مجتمع شاب وكثير النمو والإنجاب مما يجعل (مثلث برمودا) يزداد خطورة كلما تهاونا في معالجته ومحاصرته قبل أن يهدد سلامنا الاجتماعي ورخاءنا الاقتصادي ويقلق حياتنا كلها -لا قدر الله-. وتلك المشكلات الثلاث تأخذ بعضها برقاب بعض، ومركز المثلث الخطير هو (البطالة) بين الرجال والنساء فهي لا تزال مرتفعة جداً بسبب تقاعس القطاع الخاص عن توظيف المواطنين مع أن هذا القطاع مدعوم من الدولة والمجتمع بشكل لا يتكرر في بلد آخر ومع ذلك يأخذ الكثير ويقدم النزر اليسير وكأنه يتفضل علينا بتوظيف القليل من أبنائنا وبناتنا ويفضل عليهم الوافدين الضاغطين على البنية التحتية المشكلين نزيفاً مستمراً في جسدنا الاقتصادي وطرداً للسعوديين حتى عن مجال التجارة وقيادة سيارة الأجرة والمقاولات بسبب التستر.. إذا ظلت البطالة مرتفعة لم يستطع الشباب استئجار مسكن فضلاً عن امتلاكه، وبالتالي يتأخر الزواج كثيراً ويكثر العزاب والعوانس ولهذا عواقب وخيمة على السلوك والأخلاق والصحة النفسية والاستقرار.. البطالة أم الرذائل ومنبع المثلث الخطير وهي تولد -زيادة على صعوبة السكن والتأخر في الزواج - مشاكل لا أول لها ولا آخر - فيا معالي وزير العمل الجد الجد في فرض المواطنين على القطاع الخاص، ويا معالي وزير التجارة الجد في محاربة التستر قبل أن يستفحل (مثلث برمودا).