إعداد: عبير حسين إذا سنحت لنا الفرصة لتقديم أنفسنا إلى المخلوقات الفضائية التي ربما تستوطن كواكب أخرى في الكون الواسع، فما عسانا نقول عن أنفسنا، وكيف نقدمها للحضارات الغريبة الذكية؟ كانت هذه المعضلة الرئيسية التي واجهها فريق من طلبة المدارس الثانوية الأمريكية الفائزين بمسابقة حديثة أجرتها وكالة ناسا وكانت جائزتهم السخية فرصة لإرسال كبسولة زمن إلى الفضاء تضمّ محتوىً ثقافياً عن الأرض. لعدة أيام لم ينجح الطلبة في الاتفاق على المحتوى الذي يجب أن تتضمنه الكبسولة المزمع إرسالها إلى الفضاء مطلع العام المقبل، ودارت نقاشات متعددة عن الصورة المثلى التي يجب أن نقدمها كأرضيين عن كوكبنا، وعن منجزات حضارتنا البشرية. واتفق الطلبة على طلب المشورة من رواد موقع Redditللتواصل الاجتماعي، وتوالت عليهم الأفكار المتنوعة والثرية، حتى تم الاتفاق على إعداد فيلم قصير مقتبس من أهم حلقات البرنامج الوثائقي البريطاني الشهير Planet Earth أو كوكب الأرض من تقديم السير ديفيد أتنبره، ومن إنتاج قناة بي بي سي، والذي نجح خلاله أتنبره عبر صوته الهادئ المميز في تعريف الملايين حول العالم بطبيعة الأرض الساحرة، وثرائها الطبيعي، وتنوعها البيولوجي. ونجح في تغيير طبيعة برامج الطبيعة والحيوان لتصبح متجددة وساعية نحو الأحدث في التقنيات والمعلومات، حتى أصبحت نموذجاً في المتعة البصرية والعلمية. قدّم كوكب الأرض عدة مواسم بدءاً من 1986 وحتى اليوم، كان من أنجحها Frozen planetأو الكوكب المتجمد عن الحياة في القطبين، و Blueplanet وهي أضخم السلاسل استغرق إعدادها 5 سنوات، بتكلفة وصلت إلى 7 ملايين يورو، وتناولت أشكال الحياة البحرية الثرية، وقدمت سلسلة Lifeالحياة البرية بتحدياتها. وسيعتمد الطلبة إلى حد كبير عند إعدادهم الفيلم القصير عن كوكبنا على موسم Human planetوهو ملحمة تروي كل حلقة منها كيف نجح البشر في التكيف مع البيئات المختلفة، وكيف تمكنوا من إخضاع الظروف لهم، وكيف قهروا الصعاب في سبيل بناء الحضارة البشرية.