امنحوا المدرب الوطني فرصته في الدوري

  • 12/5/2017
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

متابعة - صفاء العبد: من جديد يعود موضوع المدرب الوطني ليطفو على السطح على مستوى الدوري.. ومن جديد يعود التساؤل ليطرح نفسه بقوة .. لماذا يُهمش مدربونا، ولماذا يُحرمون من فرصتهم في العمل، ثم إذا كان هذا المدرب لا يجد فرصته في بلده فأين يجدها إذاً ..؟! وقبل أي إجابة عن مثل هكذا تساؤلات دعونا نتفق أولاً على تلك الحقيقة التي تقول إن مناسبات عدة كانت قد أثبتت أن لدينا مدربين مواطنين قد يتفوقون على العديد من المدربين الأجانب الذين نأتي بهم وفق عقود تكلفنا أموالاً طائلة.. ولأن الأمثلة هنا عديدة دعونا نتوقف عند ما حصل خلال هذا الأسبوع من دوري النجوم.. فيوم السبت الماضي عاد المدرب القطري يوسف آدم مدرب المرخية ليقدّم نفسه على أنه من بين مدربينا المحليين الذين يشار لهم بالبنان.. فيوسف آدم استطاع، بما يمتلكه من خيارات محدودة وبلاعبين لا يمكن أبداً مقارنتهم بما يمتلكه فريق الدحيل المتصدّر، استطاع أن يحرج الأخير بما قدّمه من عرض تفوق فيه في أحيان كثيرة على الفريق الذي يتصدّر الدوري دون خسارة حتى الآن.. فرغم خسارته هذه المباراة إلا أن يوسف آدم نجح في مقارعة الفريق الذي ظل عصياً على الجميع ولم يخسر أمامه إلا بهدفين لهدف وبصعوبة كبيرة.. وقبل مباراته هذه كان يوسف آدم، الذي عاد لفريقه في الجولة السابعة، قد قاد فريقه إلى التعادل مع فريقين يقودهما مدربان أجنبيان، والفريقان هما الغرافة الذي يقوده الفرنسي فرنانديز والعربي الذي كان يقوده التونسي قيس اليعقوبي.. وربما يكون مفيداً هنا التذكير أيضاً بما سبق وفعله يوسف آدم يوم كان يقود الأهلي في الموسم قبل الماضي عندما هزم الريان البطل تحت قيادة الأورغواياني فوساتي في الجولة الأخيرة من البطولة وقبلها كان قد فرض التعادل على السد تحت قيادة البرتغالي فيريرا، ولم يخسر أمام لخويا في الموسم الماضي تحت قيادة بلماضي إلا من خلال الهدف الحاسم الذي جاء في الدقيقة الخامسة والأخيرة من الوقت بدل الضائع للمباراة وغيرها من النتائج الأخرى التي تعكس حجم ما يتمتع به يوسف آدم من إمكانات تؤهله لأن يكون نداً صلبا للمدرب الأجنبي إن لم نقل تؤهله أحياناً للتفوق عليه.. ولم يقف الأمر عند حدود يوسف آدم، فها هو مدربنا الوطني الآخر عبدالله مبارك يثبت أيضاً جدارته وربما تفوقه على العديد من المدربين الأجانب.. فبعد أن كان قد أحرز لقب المدرب الأفضل قبل ستة مواسم عندما كان مدرباً للأهلي وسط نخبة كبيرة ولامعة من خيرة المدربين الأجانب، عاد من جديد وفي أول ظهور له مع فريق نادي قطر يوم الجمعة الماضي ليؤكد جدارته وتفوقه على المدرب الأجنبي عندما وضع حداً للتقهقر الكبير الذي يعاني منه فريق قطر ويقوده إلى الفوز على الخريطيات تحت قيادة التونسي أحمد العجلاني ويبعده عن منطقة الخطر التي ظل يعاني منها الفريق تحت قيادة المدرب الأرجنتيني الشهير كالديرون.. وللتذكير أيضاً نشير إلى ما سبق وحققه عبدالله مبارك عندما كان منقذاً للأهلي في أكثر من موسم وكذلك ما فعله عندما قاد لخويا إلى الدرجة الأولى قبل سبعة مواسم مثلما كان هو من أعاد الفريق القطراوي للدرجة الأولى هذا الموسم أيضاً. الثنائي مثالاً وفي الحقيقة فإن الإشارة هنا إلى يوسف آدم وعبدالله مبارك لا تعني أنهما وحدهما من تفوق أو نجح من مدربينا الوطنيين وإنما أشرنا إليهما لأن كلاً منهما يرتبط بحدث قريب جداً أثبت من خلاله أحقيته في أن يكون حاضراً في الدوري.. وفي هذا الصدد نشير أيضاً إلى أن هناك قائمة طويلة من مدربينا الوطنيين الذين سبق أن أثبتوا جدارة حقيقية وما زالوا موضع تقدير كبير على مستوى ما يتمتعون به من إمكانات تدريبية لكنهم لسبب أو لآخر باتوا خارج الميدان التدريبي سواء بإرادتهم ورغبتهم في الابتعاد أو بسبب عدم توفر الفرص التي تتيح لهم العمل مع أنديتنا بحكم طغيان فكرة الاعتماد على المدرب الأجنبي. نتحدث مثلاً عن عبيد جمعة صاحب الحضور المتميز في السد على مدى أكثر من موسم وبطل إنجازه القاري الأول .. نتحدث عن محمد العماري هذا المدرب اللامع الذي سجل تألقاً كبيراً يوم هيأ السد ليسلمه جاهزاً لبديله فوساتي عندما جاء الأخير في منتصف الموسم تقريباً ليحقق معه إنجازاً كبيراً يوم ظفر بكل ألقاب الموسم قبل عشرة أعوام.. نتحدث أيضاً عن عبدالله سعد الذي لا يختلف اثنان على أنه يتمتع بإمكانات كبيرة كانت قد أهلته لإنقاذ العربي من أكثر من محنة وفي أكثر من موسم.. كما نتحدث عن سلمان حسن ابن نادي قطر ومدرب «الطوارئ» فيه وكذلك زميله عادل بوكربل مع الإشارة إلى أن كلاً منهما سبق أن حصل على أكثر من شهادة تدريبية من ألمانيا.. ولعلّ مثل هذا الحديث يجرّنا أيضًا نحو أسماء أخرى بينها المدرب عبدالقادر المغيصيب الذي يتمتع بعقلية تدريبية متميّزة وذلك ما أثبته من خلال عمله مع الفئات العمرية. وهنا يكون من حقنا أن نتساءل أين كل هؤلاء ولماذا نُفرّط بهم وبإمكاناتهم رغم أنهم يمكن أن يلعبوا دورًا مهمًّا في عملية البناء الكروي داخل أنديتنا ومع فرق الدرجة الأولى على وجه التحديد ..؟ هي ليست دعوة لفرض المدرب المواطن على أنديتنا لكننا أردنا فقط أن نلفت الأنظار إلى أمر بات بمثابة أمنيّة وهي أن يكون لهذا المدرب نصيبه وفرصته التي يبقى بأمسّ الحاجة لها على صعيد تطوير قدراته وذلك حق له بالتأكيد لا سيّما إذا ما اتفقنا على تلك الحقيقة التي لا تقبل الجدل وهي أن أهداف الدوري في أيّ مكان لا تنحصر فقط في إعداد وتطوير قدرات اللاعبين وتهيئتهم لتمثيل المنتخبات الوطنية وإنما هي تمتّ أيضاً إلى المدربين المحليين لنفس الغرض مثلما تشمل الطاقات التحكيمية المحلية أيضًا.. أجل، هي دعوة لاستثمار إمكانات المدربين المواطنين.. دعوة لمنحهم الفرصة المطلوبة في هذا المجال، خصوصاً أننا نؤمن بأن للدوري في كل بلدان العالم أهدافًا لا تتوقف فقط عند حدود إعداد اللاعبين وتطوير قدراتهم وتهيئتهم للمنتخبات الوطنية وإنما هي تمتد أيضاً إلى تطوير إمكانات الحكام المحليين وكذلك تطوير قدرات وإمكانات المدربين المحليين أيضاً.. فليس من دوري في العالم كله يغيب عنه المدرب المحلي بمثل هذه الصورة التي نراها في الدوري القطري. فحتى إذا ما أخفق المدرب المحلي مع هذا الفريق أو ذاك فإن ذلك لن يكون أكبر من هذا الذي نراه مع العديد من المدربين الأجانب الذين عملوا ويعملون في أنديتنا.. وإذا ما كان إخفاق المدرب الأجنبي لا ينطوي على مردود إيجابي فإن إخفاق المدرب المحلي ينطوي على أمر مهم لأنه يصب في تطوير إمكانات وخبرة المدرب الوطني وبالتالي الإسهام في تصعيد قدراته وجعله أكثر تأهيلاً لمواسم لاحقة. مرة أخرى نعود لنقول إننا لا ندعو للاستغناء عن المدربين الأجانب، فالحاجة لهم ما زالت قائمة ولكن ليس على حساب فرصة المدرب المواطن الذي نرى أو نتمنى أن يكون له مساحته فوق خريطة كرة بلاده مثلما هو الحال مع كل المدربين في كل مكان.

مشاركة :