www.ksaplayers.com
احصائية الأخبار
السنة | 2022 | 2021 | 2020 | 2019 | |
العدد | 21 | 45 | 70 | 116 | |
الأجمالي | 252 |
احصائية المقالات
السنة | 2020 | 2019 | 2018 | 2017 | |
العدد | 9 | 4 | 2 | 3 | |
الأجمالي | 18 |
احصائية تويتر
السنة | |||||
العدد | |||||
الأجمالي | 0 |
البنت التي طارت
ومن محاسن المكوث في البيوت، التزاماً بأوامر الحكومة، أن تتفرج على أفلام كثيرة فاتتك في وقتها. ومنها «عائلة بيلييه». فيلم فرنسي عمره ست سنوات، مصنوع بميزانية صغيرة، لا يضاهي فراقيع هوليوود إلا ببراعة أداء ممثليه. وباستثناء البنت المراهقة بطلة الفيلم، فإن بقية الممثلين لا يملكون كثيراً من وسامة نجوم السينما. بشر بسطاء عاديون صامتون ومنكفئون على ذواتهم، مثل الذين يصادفهم المرء في عيادة طبيب الأسنان. لكن الفيلم يستحوذ عليك، ويملأ عينيك بالدموع في مشاهده الأخيرة. هذا إذا كنت من رقيقي القلب المرهفين الطيبين، أو من السُذَّج الذين يبكون ويبللون المناديل أمام الشاشة.عائلة بيلييه أسرة فلاحين، تسكن مزرعة إلى الغرب من باريس. الأب رودولف أطرش وأخرس، وزوجته جيجي طرشاء وخرساء، وابنهما كونتان كذلك، والبنت الكبرى بولا هي الوحيدة بينهم التي تسمع وتتكلم؛ لكن فقدان حاسة من الحواس لا يبدو مقلقاً لهم. إنهم يتفاهمون بلغة الإشارة. يتشاجرون ويتراضون، ويربون بقرتين، ويصنعون أقراص الجبنة ويبيعونها في أسواق الريف. وإذا استعصت عليهم قضية فإن بولا موجودة للحديث بالنيابة عنهم. بل إن رب الأسرة يقرر أن يرشح نفسه لمنصب عمدة القرية. يخلع رداء الزريبة ويرتدي سترة، ويدعو إلى اجتماع انتخابي يخطب فيه بين الأهالي. يطوي أصابعه ويفردها ويتلاعب بملامح وجهه، وبجانبه «مترجم» ينقل للمستمعين ما يقول.كان يمكن لليالي والنهارات أن تتعاقب على عائلة بيلييه مثل تعاقب الفصول. الخريف يشبه الخريف، والبقرة تُدر حليبها، وأقراص الجبنة تجف على رفوفها؛ لولا أن البنت بولا تحب الغناء وتحفظ أغنيات ميشيل ساردو. وهناك في مدرسة القرية معلم للموسيقى ينتبه لجمال صوتها، ويتطوع لإعطائها دروساً خصوصية. يبعث بتسجيل لها إلى المسابقة السنوية التي تجريها إذاعة فرنسا للأصوات الجديدة.تثور الأم حين تكتشف أن ابنتها تتلقى دروساً في الغناء. من يرعى البقرتين ويحلبهما إذا ذهبت لباريس؟ وكيف ستجري الأمور من دون بولا التي هي أذن الأسرة ولسانها؟ تتراجع البنت وتقرر نسيان المسابقة. يتسلل والدها في المساء ويجلس عند سريرها. يطلب منها أن تغني له. ليس في مقدوره سماع الصوت؛ لكنه يضع أنامله على حنجرتها ويستشف الذبذبات. يشعر أن ابنته تؤدي شيئاً جميلاً فيوافق على المسابقة.في سيارة مخلعة تنطلق عائلة بيلييه بجميع أفرادها إلى باريس. يغادرون قريتهم في الفجر لكي يصلوا إلى العاصمة مع موعد الاختبار. يتوهون في الساحات الكبرى والجسور الكثيرة وأنوار برج «إيفل»؛ لكنهم يصلون في الوقت المحدد. تؤدي بولا أمام اللجنة أغنية ساردو التي تقول كلماتها: «والدي العزيزين سأرحل. أحبكما لكنني سأرحل. لن أهرب هذا المساء؛ لكنني سأطير». تغني البنت بحنجرتها وبأصابعها بلغة الإشارة، لكي يفهم والداها وشقيقها ما تقول. يحلق صوتها عالياً وتطير فوق الغيوم والقرى وتبن الحظائر وأبقار المراعي. تدمع الأعين وتنبهر اللجنة.من خلال هذا الفيلم اشتهرت مغنية فرنسية مبتدئة تدعى لوان أيميرا. رآها المخرج إريك ليرتيغو تغني في النسخة الفرنسية من برنامج «ذا فويس»، وقرر أن يمنحها دور بولا. شاهد الفيلم أكثر من سبعة ملايين متفرج، ونالت لوان جائزة «سيزار» كأفضل ممثلة واعدة. استقبل النقاد الفرنسيون الفيلم بشكل طيب؛ لكن صحافية بريطانية صماء اعترضت عليه. كتبت ريبيكا أتكينسون في «الغارديان» إن هذا الفيلم هو شتيمة لمجتمعات الصم والبكم، وإن الممثلين ليسوا من فاقدي السمع، وبالتالي فإن لغة الإشارة فيه كانت «سمك لبن تمر هندي». |
|
تاريخ النشر :16 السبت , يوليو, 2022
المصدر : الإتحاد الإماراتية
لست مهتما بالدفاع عن أحد مهما كان، ولست مسؤولا حول إقرار وجهة نظري على عقول الفتية مهما بلغت رجاحتها، لكنني أكتب من زاويتي، واعتدت أن تكون زاوية مختلفة، وإذا وجدت لاعبا أو مدربا أو مسؤولا يقلل من قيمة الإعلام الرياضي وأدبياته وأدواته فاعلم أنه يقصد الأشخاص لا المهنة، ويعني الأفراد لا العمل. وإذا كنت إعلاميا رياضيا، أو رياضيا رياضيا، أو إعلاميا إعلاميا، أو مشجعا رياضيا، أو مشجعا إعلاميا، فإن من الأهمية بمكان قراءة هذه المقالة لمرة واحدة، حيث ستجد في ثناياها فسيفساء الإعلام الرياضي، أو بمعنى آخر «كتالوج» هذه المهنة التي قيل عنها مهنة المتاعب، ووصفت بالسلطة الرابعة، وعرفت بأنها من أرقى وأحدث المهن الإعلامية، بل من أرقى الآداب والعلوم الإنسانية، حيث أصبح روادها رجال ساسة وأصحاب مناصب عليا ومؤلفين وكتاب وأدباء إلى غير ذلك. يقول السيديس جيجيا الذي سجل هدف فوز أوروجواي بكأس العالم لكرة القدم 1950 في مرمى البرازيل: «ثلاثة فقط جعلوا ملعب الماراكانا يصمت وتخفق الدموع في قلبه، البابا وفرانك سيناترا المغني الأمريكي الشهير وأنا». ويقول الصحافي الإيطالي الشهير جياني بيريرا: «تلعب الصحافة الرياضية دورا اجتماعيا مهما؛ ومن دونها فإن كل إيطالي سيصبح جاهلا. لقد ساعدنا الناس أن يقرأوا». وفي المقولتين صورة واضحة للقيمة العليا التي تمثلها الصحافة الرياضية وإعلامها وعلاماتها، فمقولة جيجيا بقيت راسخة لدى أجيال أمريكا اللاتينية بل ومحبي كرة القدم حتى يومنا هذا؛ لأن الإعلام سردها قبل 70 عاما، في الوقت الذي بلغ «الكالتشو» مبلغه من سمعة ومكانة نظير الدور الكبير الذي لعبه الإعلام الرياضي الإيطالي، وهو تأكيد أن احترام الرياضة للإعلام واحترام الإعلام للرياضة يخلق سمعة كبيرة وقيمة وأهمية للمسابقات والأندية والنجوم، وهو ما تفقده بعض المجتمعات ويسهم في تدهور سمعتها واستثماراتها وترويجها من كونها عالما مدهشا إلى تصويرها على أنها عالم غير جيد يعج بالكثير من المؤامرات والتشكيك وضعف الهمة والتواضع، بل الأدهى والأمر هو المرحلة التي تبلغها ثقافة الوسط الرياضي لتسمح للاعب أو إعلامي بالتجاوز والخروج عن دوره ومهمته الأصلية دون توقف. إن الانحدار في القيم والآداب المهنية عموما وفي الإعلام الرياضي أو الرياضيين خصوصا أحد أهم عوامل الفشل في العمل، بل ويضع الجميع تحت مسؤولية واحدة تحتاج لمبادرة وطنية مهمة؛ لأن الأوساط الرياضية تتشكل من مجتمع كامل وهو ما تفقده أوساط الكيمياء مثلا أو الفيزياء. لقد شكل الإعلام الرياضي منذ ستينيات القرن الماضي مدارس مختلفة وإيقاعات متنوعة لا تخرج عن الفسيفساء التي ذكرتها في مطلع كتابتي، لكن ذلك أيضا لا يلغي أن الإعلام الرياضي منذ ذلك الحين حتى يومنا هذا أصبح وسطا قائما بذاته يمتاز، كما قلت، بالعديد من الأطروحات الراقية والخالدة والإنسانية. يقول الكاتب الأرجنتيني خوان ساستوريان، أحد رواد أدب كرة القدم: «بداية من السبعينيات أخذ العالم ينظر للإعلامي الرياضي بصورة أفضل، أما الجديد في الثمانينيات هو دخول كرة القدم كأحد عناصر الإبداع الأدبي بصورة اعتيادية عن طريق الكتابة عنها». الحقيقة نحن لم نجد الحل لإيقاف من يسيئ للإعلام الرياضي كمهنة ومسؤولية وفن، وأيضا لم نجد طريقة للحفاظ على نماذجه المضيئة التي ستدون واقعه الجميل وستصنع أجواء من المثالية تعيد للعبة حلاوتها وللساحة بهجتها وتسهم في رفع مستوى التسويق والترويج والاستثمار، وبالتالي سنبتعد كثيرا عن إيجاد الحل الأمثل لما يعرف بتطوير الرياضة ما لم نبدأ بإعلامها. *نقلاً عن عكاظ السعودية