www.ksaplayers.com
احصائية الأخبار
السنة | 2019 | 2018 | 2014 | 2013 | |
العدد | 1 | 2 | 4 | 6 | |
الأجمالي | 13 |
احصائية المقالات
السنة | 2014 | ||||
العدد | 1 | ||||
الأجمالي | 1 |
احصائية تويتر
السنة | |||||
العدد | |||||
الأجمالي | 0 |
عندما يَخْرُجُ العدوّ
عن النص الاحتلالي - عبدالله بن عبدالرحمن الزيد
ليس جديداً، ولا هو بالاكتشاف، أَنّ العدوّ الصهيوني المحتل دَأَبَ على تصدير مفهومات وقَضَايا ومصطلحات جيوسياسية، الهدف منها إشغالُ الأحبة الفلسطينيين ومَنْ لَفّ لَفّهم من العرب بمسائل جانبية وليست جوهرية ولا هي – في واقع الأمر – حقيقية، وصرفهم عن توظيف طاقاتهم في سبيل القضية الكبرى والمحور الأساس.. هذا من جانب، ومن جانب آخر تلميع وجود العصابات الصهيونية فوق الأراضي الفلسطينية العربية المحتلة.. كما يَلُوحُ في الأفق هدفٌ ثالث وهو غسلُ أدمغةِ كثيرٍ من المتخاذلين والموهومين، وإقناع عقولهم بأن الكيان الاحتلالي الطارئ على الأرضِ العربيةِ إنّما هو تكوينٌ طَبَعي عاديّ مثلُه مثلُ أيِّ دولةٍ أو وُجودٍ بشري حقيقي في شتّى أنحاء العالم!! مثلاً.. في منتصف ثمانينات القرن الماضي قامت العصاباتُ الإسرائيلية بإعادة مجموعة من الفلسطينيين الذين أبعدتْهم عن بيوتهم وأرضهم وترابهم، ثم أطلقت مباشرةً مصطلحاً سياسياً صهيونياً هو: (المُبْعَدُون عن طريق الخطأ)!! وقامت بتصدير هذا المصطلح إلى أصقاع العالم عبر وكالات الأنباء فَتَلَقَّفَتْهُ كلُّ أوعية الصديد الإخباري بنشوة عارمة وفي مقدمتها الإذاعات العربية المسموعة والمرئية والمقروءة دون أدنى تفكير أو انْتِبَاه، مع أَنّ وكالات الأنباء ومؤسسات الإعلام العربية تشتمل في داخلها على أقسام اسْتِماع ومراقبة، وعلى غرف تحريرية عريضة طويلة وعلى رؤساء تحرير.. فضلاً عن المسؤولين والمديرين والرؤساء الكبار في كل مؤسسة!! ولأنَّ لكلّ منطوقٍ مفهوماً تدلى به العبارة أو المصطلح دون أن يشير إلى ذلك أحد فقد آمنت وكالات الأنباء وأوعيتُها وآمن جمهور المتلقين بأنّ هناك – حتماً – مبعدين عن طريق (الصّح)، ووَقّعُوا وبَصَمُوا بالعَشَرة على أنهم بذلك مجرمون ويستاهلون جزاء الإبعاد، ومِنْ ثَمَّ فلن يلتفت إليهم أحدٌ، ولن ينحاز لمأساتهم ومعاناتهم وقهرهم ودموعهم أحد!! ولم يُشِرْ إلى هذه الكارثة – أي كارثة تصدير المصطلح بمنطوقه ومفهومه – في طول الوطن العربي وعرضه سوى الكاتب العربي (عبدالكريم بن حمد العودة) في زاويته في مجلة (اليمامة) التي كانت بعنوان (سماء ثامنة)!! وتتالت بعد ذلك صيغ الخروج عن النص السياسي الاحتلالي، وتوالت صور إشْغال الجمهور العربي بمثل هذه الأمور مثل قضايا السجناء، وقتل الشخصيات البارزة، وإشعال الفتنة بين الأحزاب والمنطمات المناهضة للاحتلال وتَوّجتْ ذلك بقضية الدولتين التي يعتبرها الضميرُ العالميُّ الحيّ أسخف نكتة في النسق السياسي الاستعماري.. وقبل أشهر من الآن فجرت العصابات المجرمة في فلسطين العربية نكته أكثر سخفاً وانحطاطاً ذكّرتْنِي وبمنتهى الألم بسخافة (المبعدون عن طريق الخطأ)، حيث عَمِدَتْ عصاباتُ الإجرام إلى إعادة مثلث بائس مقفر لا يصلح لزراعة ولا لسكن إلى مجموعة من المواطنين، وأعلنتْ مباشرة أن القضاء الإسرائيلي الصهيوني قد قضى بذلك؛ حيث اتضحت أحقية هؤلاء في ملكيته!!! وقبل أَنْ ينتهى المواطنون المَعْنيُّون من رقصاتهم واحتفالاتهم وقبل أنْ تتوقف زَغَاريدُهم وأهازيجُهم، كانت الإذاعاتُ والفضائياتُ تلمّع الواقع الصهيوني، وتشيد بعدالة القضاء الإجرامي بشكل يبعث على الأسى والرثاء.. فما الذي تمّ تصديره هذه المرّة ضمن المفهوم التلقائي؟ لقد كتبت العصاباتُ المحتلة بناء على ذلك وبالخط العريض (أن هؤلاء المظلومين المستلبين قد حصلوا على حقهم، وأن بقيةَ الأراضي الفلسطينية العربية المستلبة ظلماً وقهراً وعدواناً أَنّها من حقّ ومن ملْكِ العصابات الإسرائيلية لا شك ولا ريب)!! وهكذا تتوالى مهازل العدو المحتل، والعرب في مزيد اسْتِسْلامِهم مُبْلِسُون. |
|
تاريخ النشر :31 الأربعاء , يوليو, 2019
المصدر : بوابة الفجر
تاريخ النشر :04 الخميس , أكتوبر, 2018
المصدر : أخبار الخليج