www.ksaplayers.com
احصائية الأخبار
السنة | 2022 | 2021 | 2020 | 2019 | |
العدد | 7 | 59 | 39 | 78 | |
الأجمالي | 183 |
احصائية المقالات
السنة | 2022 | 2021 | 2020 | 2019 | |
العدد | 4 | 10 | 9 | 4 | |
الأجمالي | 27 |
احصائية تويتر
السنة | 2023 | 2019 | 2018 | 2017 | |
العدد | 1 | 22 | 3 | 1 | |
الأجمالي | 27 |
هذه الأسبوعية.. وهذا صاحبها!
والأسبوعية المقصودة هي أسبوعية الدكتور عبدالمحسن القحطاني التي أصبحت معلماً من معالم جدة الثقافية، وهي تنهي اليوم عقدها الأول.. لكن الحديث عن الأسبوعية يأخذنا بالضرورة للحديث عن صاحبها، ليس لطبيعة المؤسسة وحسب، كونها صالوناً خاصاً يرتبط عادةً بالوجيه المضيف الذي يتفضل على مجتمعه بفتح داره لتكون منبراً للثقافة والتنوير، ولكن لأن أسبوعية عبدالمحسن القحطاني -كما تبدو لي- شديدةُ الارتباط بصاحبها، حتى تشكّلت بخصاله، وبنت صورتها على صورته، فجسّدت قيمه وتوجهاته الفكرية والاجتماعية.. سبب ثالث يجعل الفصل متعذراً، يعود لي أنا عادل خميس، وما يمثله عبدالمحسن القحطاني لي عبر مسيرتي العلمية والثقافية. في أول لقاء خاص مع أستاذي د. عبدالمحسن، كنت أبدأ اول خطوة في الدراسات العليا، طالبَ ماجستير في قسم اللغة العربية بجامعة المؤسس، ومنذ ذلك الحين كسبت قلب أستاذي، وحظيت بعطفه وكرمه، حتى أصبحت ابناً من أبنائه، أفخر وأفاخر بمنزلتي لديه.. وفي كل مرة أحضر للأسبوعية، يكون أجمل ما يمر على سمعي حين يكرر عبارته الأثيرة لقلبي: «عادل هذا اوْلدي». والأسبوعية باب سخاء لا ينضب؛ محاضرات وكتبٌ ونقاشات وموائد معرفةٍ عامرة لا يكفّ زائروها عنها، ولا يطلبون من ثوم الحياةِ وقثائها عنتاً أو مللاً.. فهي عطاء متجدد متنوع، يقبل عليها الجميع من كل فئة، كباراً وصغارا، وتستضيف شخصياتٍ من مشارب مختلفة، وتخصصات متنوعة، وتقدم ألواناً من المعرفة تناسب مختلف الاهتمامات. يحضر لها الناس غرثى للمعرفة، ويغادرون تحفُّهم تراحيب صاحب الأسبوعية وأبنائه الكرام الذي أخذوا من أبيهم سخاء القلب واليد.. أنعم به من مأخذ! تقّلب القحطاني في حياته بين الأماكن والثقافات من حياة البدو، للرياض، للقاهرة، وجدة وغيرها.. وطَبعتْ هذه التحولاتُ روحَه بشيء من السماحة والتنوع، على الرغم من لسانه الذي حافظ على بدوية محببة تميّزه.. ومن ينظر لجدول أنشطة الأسبوعية يقف على مثالٍ من هذا التنوع الثقافي في الموضوعات، والضيوف، والقضايا المطروحة. وهذا ينطبق على كل مواسم الأسبوعية، التي تحرص على توثيق ما يدور فيها من نقاش في كتب مطبوعة تضم أصل المحاضرات والحوار الذي يدور فيها، ورفع مقاطع المحاضرات على اليوتيوب، لمن يفضل أن يتابع مجرياتها. إن خدمة العلم والمعرفة ظل هاجساً يحرك الأسبوعية ويدفعها للمزيد من العطاء والإقدام، وهو هاجس لازم صاحبها منذ سني حياته الأولى، حين اختار لنفسه طريق المعرفة الوعرة. يقول د. عبدالمحسن في مقدمة كتابها السنوي: «تسعى الأسبوعية أن تطل على روادها ومشاهديها وقرائها بثوبها الذي لبسته، لا تحيد عنه، ولا تلبس جلباباً ليس لها». قلت إن المعرفة كانت ولا تزال هاجس صاحب الأسبوعية، يطلبها حيثما كانت، وقدر ما استطاع، وقد عرفته في محاضرات الماجستير، حيث تتلمذت على يديه، بحراً يتحدث بعمق ودون خطل، وكأنما يقرأ من كتاب أمامه.. وقد كان هاشم عبده هاشم دقيقاً حين صرّح في محاضرته في الأسبوعية بأن من الصعب مجاراة عبدالمحسن في بلاغته، وهو الفصيح الذي يرتجل فيمتع، ويناظر فيقنع. كان عبدالمحسن يخاطب عقولنا دوماً، ويستفزها بأسئلة المنطق، حتى لا نرضى بما هو مألوف، لأنه مألوف فقط.. وكانت سعة علمه واطلاعه الكبير في القضايا والمجالات العلمية المتعلقة بالعربية وآدابها والمتعلقة بشؤون علمية واجتماعية أخرى حافزاً لنا للتطور والمواكبة قدر الإمكان.. وها نحن نستمر اليوم بعد عقود، في هذه الرحلة، نداوم على حضور أسبوعيته، ونحرص على النهل مما تقدم لنا حديقتها الغناء بالمعرفة والأدب. تسير اللقاءات في أسبوعية القحطاني عادة على آلية محددة، فهناك مدير للقاء يقدم الضيف، ويدير النقاش بعد أن ينتهي الضيف المحاضر من حديثه.. لكنّ أبا خالد -صاحبَ الأسبوعية- حاضر على الدوام، حريص على متابعتها باهتمام، منذ التخطيط والتنسيق وحتى التقديم والنقاش، وهو حضور رشيق مثمر يدفع بالنشاط نحو النجاح غالباً.. والدكتور عبدالمحسن أستاذ في الإدارة، وخبرته الإدارية الطويلة في الجامعة وفِي النادي الأدبي تشهد له. هذا هو القحطاني عبدالمحسن، وهذه أسبوعيته؛ وكما تحط عليّ فرحةُ طفل كلما ناداني (ابني عادل)، اسمحوا لي أن أختم بالقول: هذه هي الأسبوعية، وهذا هو صاحبها.. أستاذي وأبي عبدالمحسن القحطاني! |
|
تاريخ النشر :24 الإثنين , يناير, 2022
المصدر : الجزيرة
الحديث عن البرفيسور الأديب عبدالمحسن القحطاني ليس حديثاً عادياً أو عابراً يمر مرور الكرام، فالأكاديميون كُثر والأدباء أيضاً كُثر لكن البرفيسور القحطاني واحد، ومبعثي لهذا القول أن الرجل له مميزات ميزته عن غيره ليس في مسار واحد، بل في مسارات متعددة تأخذ أبعاداً مختلفة، ففي الجانب الأكاديمي - حصل الدكتور عبدالمحسن القحطاني على دكتوراه في الأدب والنقد، جامعة الأزهر عام 1979م. - درس اللغة الإنجليزية في إكسترا ببريطانيا. - تقلد سعادته العديد من الأعمال الإدارية في جامعة الملك عبد العزيز بجدة منها رئيس قسم اللغة العربية، وكيل كلية الآداب والعلوم الإنسانية، عميد شؤون الطلاب، عميد القبول والتسجيل. - صدرت لسعادته عدة كتب منها: منصور بن إسماعيل الفقيه، طبعتان، بين معيارية العروض وإيقاعية الشعر، القوافي للإربلي، وشعراء جيل (سرحان - عرب - مدني). - نشر لسعادته العديد من الأبحاث في كثير من المجلات المحكمة والمتخصصة داخل المملكة وخارجها. - ساهم في العديد من اللجان والمجالس ورئاسة بعض القطاعات الأدبية آخرها رئاسته نادي جدة الثقافي الأدبي. - شارك في الكثير من الندوات والمهرجانات. - منها: الأسبوع الثقافي السعودي - الجزائر، ومهرجان القصة والشعر الثالث - أبها، ومهرجان جرش - الأردن، والمهرجان الوطني للتراث والثقافة الجنادرية، والأيام الثقافية للجامعات السعودية في إيطاليا، حيث حاضر في جامعات فنيسيا وبولونيا وساسري، وكالييري بالإضافة إلى الأيام الثقافية للجامعات السعودية في إيطاليا حيث حاضر في جامعة صنعاء. - ناقش وأشرف على رسائل ماجستير ودكتوراه في كثير من الجامعات داخل المملكة وخارجها.. كما يحكم البحوث من داخل المملكة وخارجها. - حصل على مجموعة من الشهادات والميداليات منها : - شهادات تقدير ودروع من جامعة الملك عبد العزيز في جدة، شهادة تقدير من كلية الآداب في جامعة الكويت ـ درع من جامعة البحرين - درع من جامعة المنيا في جمهورية مصر العربية، مجموعة دروع وميداليات من الرئاسة العامة لرعاية الشباب ووزارتي المعارف والدفاع ودرع وشهادة من جمعية لسان العرب في القاهرة. والحقيقة أن البرفيسور القحطاني مارس كل هذه الأعمال والأعباء الأكاديمية والإدارية بأسلوب متميز اتخذ به طريقاً مختلفاً جعله أنموذجا يحتذى به من حيث الانضباط والإخلاص في أعماله المنوطة به ومن حيث شخصيته التي اتصفت بالتواضع ونبذ العنصرية والعشائرية فهو أخ للجميع وداعم للجميع وساع في الخير مع الجميع سخّر علمه ومناصبه المختلفة في خدمة الناس والطلاب وسعى لمنح الفرص لكل من يحتاجها بلا تفرقة سواء في عمله الأكاديمي أو الثقافي الأدبي حتى أحبه الناس والطلاب وبكوه عند ترجله من الجامعة، وقد انعكس هذا السلوك الإيجابي على شخصية القحطاني الأكاديمية والإدارية والإنسانية على أسبوعيته التي جاءت ونافست غيرها في وقت وجيز حتى أضحت من أشهر المحافل الأدبية وذلك لحسن اختيار ضيوفها وانتقائهم بعناية من جميع الأطياف بلا تفرقة ولا عنصرية واختيار المواضيع والقضايا التي تعود على المجتمع بالخير والفائدة، بل إن هاجس مؤسسها هو الثمرة والإثراء المعرفي في العلوم المختلفة وخدمة العلم والعلماء وأصحاب الريادة وطلاب العلم،كما تميزت هذه الأسبوعية منذ تأسيسها بالترحيب بضيوفها والمدعوين إليها بطريقة تجعل من يرتادها يشعر بأنه في بيته ومكانه حتى اكتسبت ذكرها الحسن وفاقت قريناتها ونافستهم بجدارة أهلتها علمياً وثقافياً وأدبياً حتى وصلت إلى ما وصلت إليه الآن، نسأل الله تعالى أن يمد في عمر البرفيسور القحطاني ليستمر في عطاءه الثقافي والنقدي ويستمر في دعم أسبوعيته الثقافية كمنارة ثقافية علمية نفخر بها وبعطاء روادها كمنجز حضاري نهضوي يخدم بلادنا وثقافتنا بإذن الله تعالى. ** ** عضو مؤسس بنادي الطائف الأدبي - أديب وكاتب سعودي