www.ksaplayers.com
احصائية الأخبار
السنة | 2019 | 2018 | 2017 | 2016 | |
العدد | 22 | 40 | 78 | 45 | |
الأجمالي | 185 |
احصائية المقالات
السنة | 2018 | 2014 | |||
العدد | 1 | 1 | |||
الأجمالي | 2 |
احصائية تويتر
السنة | 2023 | 2022 | 2021 | 2020 | |
العدد | 1 | 4 | 1 | 3 | |
الأجمالي | 9 |
عندما مرضت أمي
في أواخر رمضان الماضي أنهك المرض صحة أمي، وأدخلت المستشفى بحالة حرجة، ولكم أن تتخيلوا أن يقال لي ان وضعها الصحي غير مطمئن وقد يؤدي أي تدخل جراحي الى الوفاة، كلمات عندما سمعتها وقفت عقارب الساعة وتجمدت الدماء في عروقي، وفجأة تصبح أمي القوية وصاحبة الإرادة والعزم طريحة الفراش وبحالة حرجة، فجأة تصبح يدي وايدي اخوتي هي من توقفها وتمسك بيدها كالطفلة الصغيرة في أولى خطواتها ونخاف عليها أن تتعثر، وفجأة تصبح كلمات أمي غير مفهومة... صعبة... تتمتم بكلمات خالطها ألم وآهات لا نفهم ماذا تقول. فجأه يصبح العالم كله في نظري أمي، لم أعد أرى في هذا الكون سوى سلامة أمي وما دون ذلك غير مهم، تلخصت كل أمنياتي بأمنية واحدة وكل دعواتي لله سبحانه وتعالى في دعوة واحدة، وهي شفاؤها وأن أسمع صوتها من غير تنهيدات وأن أرى ضحكتها عن وجهها وأراها واقفة أمامي ثابتة الخطوات. عندما مرضت أمي أصبحت أنا الأم لها وهي طفلتي الصغيرة، نعم! أنام معها على سرير المستشفى واحتضنها في الليل لكي أبعد عن قلبها الخوف ووحشة غرفتها واحكي لها حكايات وقصصا، تماما مثلما كانت تفعله معنا عندما كنا صغارا وكنت أهمس في أذنها وغافية على صدري بأنها ابنتي وطفلتي واني أنا أمها كما كانت تقول لي دائما باني أشبه بالصفات والشكل والدتها. والله مهما عملنا معها فنحن مقصرون في حقها.عندما مرضت أمي تعلمت أن الأبناء هم العون والسند بعد الله سبحانه، فوقفت أخوتي وأخواتي مع أمي في مرضها كانت تشعرها بالأمن والراحة، وهذا ما أراه في عينها عندما نجتمع جمعنا حول سريرها وهي راقده في المستشفى.أم صلاح يا أمي قومي واجمعي قوتك فأنت قوية لا تستسلمين للمرض، فكما كنت ترفضين أن نمد يدنا لك كي تقفي وتقولين اتركوني اعتمد على نفسي. ها أنا اليوم أقول لك قومي انفضي عنك هذا المرض وابعدي عنك هذا الألم. يا أمي يا صاحبة القلب الكبير قومي فان حلقة النور وحلقة القرآن في بيتك تنتظرك. ولك أخوات وصحبة اجتمعت على حب الله وحب كتابه تدعو لك بالشفاء كل يوم وتنتظرك، ولك أبناء وأحفاد أنت لهم الحياة ينتظرون عودتك الى البيت. اللهم اشف والدتي وجميع مرضى المسلمين شفاء من عندك شفاءّ لا يغادره سقما. حقيقة اكتشفتها خلال مرض أمي وهي أن وقت الشدائد والضيق تنبت لك الأيام صحبة وأصدقاء لم تكن تتوقع وجودهم في حياتك، وهناك صحبة عمر وسنين قد أساؤوا الظن فيّ واعتقدوا أن غيابي وعدم اتصالي بهم بسبب مشاغل الحياة وبسبب عدم احترامي لصداقتهم، ولم يكلفوا أنفسم الاتصال للاستفسارعن أسباب الغياب عنهم وقلة تواصلي معهم، والحمد لله ان شدائد الحياة كما فيها من ضيق وألم إلا ان فيها دروسا تكشف معادن صداقات كانت مخبئة ورأها المصالح لولا الشدائد لما اكتشفتها.شكرا لكل من اتصل ليطمئن على صحة أمي، وشكرا لكل من أرسل ليطمئن عليها. فمازالت أمي في المستشفى وبانتظار آخر الفحوصات ولله الحمد والفضل والشكر على كل ما نحن عليه. Najat-164@hotmail.com |
|
تاريخ النشر :24 الأربعاء , يوليو, 2019
المصدر : الشرق الأوسط
من المهم أن نسجل اعترافاً بأننا لازلنا لا نحترم كبار السن، خاصة ونحن ندين بالإسلام الذي رسخ المفاهيم الأولى الأولية، وقد كرست سيرة الحبيب صلى الله عليه وسلم هذا التشريع في الكثير من أقواله وأفعاله.. فقد روى عنه صلى الله عليه وسلم قوله: (ما أكرم شاب شيخاً إلا قضى الله عند سنه من يكرمه)، وقوله عليه الصلاة والسلام: (ليس منا من لا يرحم صغيرنا ولم يوقر كبيرنا)، فمتى يصحو الضمير ونحترم كبار السن، متى تكون مشاعرنا غير متبلدة ونوقر كبار السن، وحسبنا قول المصطفى صلى الله عليه وسلم: (إن الله تعالى جواد يحب الجود ومعالي الأمور ويكره سفاسفها، وإن من أعظم جلال الله إكرام ثلاثة – ذي الشيبة في الإسلام، والإمام العادل، وحامل القرآن غير الغالي فيه ولا الجافي عنه).. فقدم صلى الله عليه وسلم ذا الشيبة، ولعلنا نتذكر موقف رسول الله صلى الله عليه وسلم مع والد سيدنا أبي بكر الصديق رضي الله عنه عند فتح مكة بعد أن أسلم قال: ألا تركته في بيته ونذهب نحن إليه. ثم نأتي وقد أخفقنا أخلاقياً لننادي كبار السن بالعجوز والعجوزة، أي ضمير إنساني ميت، إنها تصنيفات فئوية ومن المؤسف جداً أن نجاهر بها أمام الجميع، وهذا مخجل أننا لا نعيد قراءة ما هو مسطر بديننا الإسلامي وسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم. ما دعاني لكتابة هذه المقدمة ذلك الموقف الذي يهز المشاعر وتبقى معادلته خطيرة، موقف أُجزم بأن محوره يحتاج إلى إعادة تأهيل، وإلا فهذا بداية انحطاط القيم والمبادئ، فقد طرق مسمعي لفظ "يا عجوز" ماذا تفعل هنا.. وكنت أوشك على الخروج من أحد المواقع التجارية، فالتفت كبير السن وكان يحمل عمر السنين وهو يقول: ربي يهديك.. فنظرت إليه وقلت في نفسي.. الحلقة المفقودة التي أعنيها هنا – ارحموا كبار السن – عيب أن نفقد أخلاقنا.. وكأنني أردد قول الشاعر: نعيب زماننا والعيب فينا وما لزماننا عيب سوانا ونهجو ذا الزمان بكل فحش ولو نطق الزمان بنا هجانا هؤلاء الذين هوت ضمائرهم وفقدوا مبادئهم عليهم أن يتأدبوا مع كبار السن تقديراً واحتراماً، فكتب التاريخ تسطر بأحرف ساطعة موقف سيدنا عمر رضي الله عنه مع ذلك الشيخ اليهودي الكبير.. فقد مر سيدنا عمر بباب قوم وعليه سائل يسأل.. شيخ كبير ضرير البصر.. فقال: من أي أهل الكتب أنت – قال يهودي – قال فما ألجأك إلى ما أرى؟ قال: اسأل الجزية والحاجة.. قال: فأخذ سيدنا عمر بيده فذهب به إلى منزله فأعطاه من المنزل شيئاً ثم أرسل إلى خازن بيت المال وقال: أنظر هذا وضرباءه، والله ما أنصفناه إذا أكلنا شبيبته ثم نخذله عند الهرم. فليتعلم الذين ماتت ضمائرهم، ليتعلموا الأدب مع كبار السن، ليتعلموا كيف يحاورون من تقدم بهم العمر، وما ساقني لهذا المنحى من الكتابة هو ذلك الرجل الذي طلب الهداية لمن نعته بذلك اللفظ، حتى يعلمنا الأدب والتعامل مع كبار السن بكل تقدير واحترام. أذكر مقالاً رائعاً كتبته الأستاذة المهذبة حليمة مظفر بصحيفة الوطن حمل عنوان: (ارحموا كبار السن.. يرحمكم الله).. تقول حليمة.. كنت في طريقي إلى العمل حين صادفت على أحد الطرق رجلاً مسناً وحيداً يقف تحت شمس الصباح، هندامه مرتب، وفي ملامحه سماحة، يشير بيده طلباً ليوقف تاكسي، فلاحظت عدم توقف السيارات له.. وطلبتُ من سائقي التوقف وسألته: عمي أين تريد.. حتى وجدت شاباً من أبناء البلد على ملامحه الخير وأخذه معه في طريقه. تقول حليمة: المجتمع الذي لا يهتم بكبار السن.. مجتمع يعيش جاهليته الأولى، فارحموا كبار السن، يرحمكم الله.. في نهاية الأمر، كل منا إن أمد الله في عمره، سوف يتذوق أرذل العمر، وكما تدين تدان، انتهى. صدقتِ يا حليمة.. تكفي هذه العبارة. * رسالة: على الباغي تدور الدوائر.. يقول الشاعر: وما من يد إلا يد الله فوقها وما ظالم إلا سيبلى بأظلم maghrabiaa@ngha.med.sa للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (54) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain