جامعة المؤسس تُؤسس مقولةٌ خالدةٌ ، تحمل في طياتها مضامين وأسس ثابتة حافظت عليها جامعة الملك عبالعزيز على مدى خمسة عقود تنميةٌ وعطاء ريادةٌ وتميز، فأضحت علامةً فارقة في خارطة التعليم العالي عربياً وإقليمياً وعالمياً ، نجاحاتٌ لا تتوقف ، وعصرنةٌ تتجدد ، وريادةٌ لا تسبق ، وتطلعٌ للمستقبل ، وعملٌ دؤوب ، وقيادةٌ مُلهِمةٌ تُحفّز وتستشرف تجسدت في قائدها الأكاديمي المحنك معالي مدير الجامعة الأستاذ الدكتور عبالرحمن بن عبيد اليوبي الذي يقود جامعة الملك عبدالعزيز نحو العالمية بفكرٍ استراتيجيٍ نير، وإيمانٍ بقدرات فريقٍ عملٍ مبدع ، يُحفّز ويُلهم ، ويدعم ويشجع ، فأثمرت جهوده في وضع جامعة الملك عبدالعزيز على أعتاب العالمية المنشودة. جامعة الملك عبدالعزيز تحث الخطى نحو العالمية ، وتحقيق الريادة والاستدامة يحدوها رؤيةٌ طموحةٌ: ” جامعةٌ متميزةٌ عالمياً باستدامة وشراكةٍ مجتمعية” ورسالةٌ تجسد مسؤولية الجامعة المجتمعية ” تطوير المعرفة ، والبحث ، والابتكار، وريادة الأعمال” تتناغم فيه خطتها الاستراتيجية الثالثة ” تعزيز” مع رؤية المملكة ٢٠٣٠ ،وخطة التحول الوطني ٢٠٢٠ ؛ لتعزز تميزها لتكون ضمن أفضل مائة جامعة عالمية بحلول 1440هـ ، من خلال تعزيز القيم، والجودة، والاستدامة ، والتقنية ، والإبداع المعرفي ، وتركز في خطتها الاستراتيجية الثالثة على سبعة مسارات رئيسة تتمثل في: التعليم والتعلم الفعال، والدراسات العليا والبحث العلمي، والمسؤولية المجتمعية، والتطور الإداري والإعلامي، والكفاءة والترشيد، والبيئة الجامعية المحفزة، وأخيراً تنويع مصادر الدخل. لقد حققت جامعة المؤسس مكانةً علميةً مرموقة على كافة المستويات المحلية، والإقليمية، والعالمية، فاحتلت المرتبة الأولى عربياً وخليجياً لأفضل الجامعات 2018 في آخر تصنيف أصدرته مجلة التايمز للتعليم العالي ، كما احتلت المرتبة 23 أسيوياً في ذات التصنيف والذي يتضمن منافسة أكثر من 2100 جامعة دولية. إن هذا السبق، والتميز، والريادة لم يأتي من فراغ، ويعكس حجم الجهود المبذولة في هذا السباق التنافسي المحموم، والفكر الاستراتيجي النير الذي يستشرف المستقبل ، ويدرك حجم التحولات والتغيرات العالمية ، ويتماهى مع التنافسية الاقتصادية ، والتحول نحو الاقتصاد المعرفي. ولقد أكد معالي مدير جامعة الملك عبدالعزيز في حفل تدشين الخطة الاستراتيجية الثالثة “تعزيز ” أن الجامعة راعت في خطتها التوافق مع خطة وزارة التعليم “آفاق”، والرؤية التنموية لمنطقة مكة المكرمة، حيث أطلقت العديد من البرامج والمبادرات الاستراتيجية وطورت من الخطط التنفيذية التفصيلية لخطتها الاستراتيجية، واستحدثت عدداً من الكيانات، كالمركز الاستراتيجي لتحقيق رؤية ٢٠٣٠ ، ومركز مواءمة مخرجات التعليم مع سوق العمل، تجسيداً وتفعيلاً لهذه المواءمة وصولاً لتحقيق رؤية الجامعة في خطتها الاستراتيجية الثالثة في أن تكون “جامعة متميزة عالمياً باستدامة وشراكة مجتمعية”. ومما يضفى على الخطة الاستراتيجية الثالثة للجامعة مزيداً من التميز، والريادة المجالات البحثية الاستراتيجية التي تركز عليها الخطة والمتمثلة في : الحج والعمرة، والتمويل الإسلامي، والطاقة الشمسية، وتحلية المياه، ومصادر المياه، والأخلاقيات والقيم، وعلوم البحار، والتي تتماهى مع مرتكزات المملكة ٢٠٣٠. تجسد الخطة الاستراتيجية الثالثة لجامعة الملك عبالعزيز الدور التنموي والمجتمعي الذي تضطلع بها الجامعة ، وهي تستشعر حجم التحديات، ومتطلبات التحول نحو الاقتصاد المعرفي ، والاستثمار في رأس المال البشري بوصف الجامعة رافداً قوياً من روافد التنمية البشرية ، والتنمية المجتمعية، والابداع والابتكار ، فحق لنا أن نفخر ونفاخر بهذه الجامعة التي تعكس حجم الدعم والاهتمام الذي توليه حكومة خادم الحرمين الشريفين للاستثمار في التعليم، وتطلعات خادم الحرمين الشريفين – حفظه الله- وولي عهد الأمين نحو تحقيق مؤسسات التعليم العالي للريادة والعالمية. * كاتب وأكاديمي
مشاركة :