تقنية بلوك تشين تعزز عمل المنظمات الإنسانية

  • 2/19/2018
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

نيويورك (الولايات المتحدة) - تدق تكنولوجيا سلسلة السجلات المغلقة (بلوك تشين) ابواب اوساط المساعدات الانسانية حيث تكثر الاختبارات والتجارب مع تطبيقات عديدة مثل توفير هوية افتراضية للاجئين او الضمانات للاطراف المانحة بان اموالهم تنفق بطريقة جيدة فضلا عن توزيع اسهل للمساعدات الطارئة. في أواخر العام 2017، حشدت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) في كازاخستان 150 مهندسا ناطقا بالروسية متخصصا في هذه التقنية المعروفة أيضا بسلسلة الكتل والتي تسمح بتخزين بيانات ونقلها على نطاق معلوماتي واسع بطريقة شفافة وآمنة. ويقضي الهدف بإعداد "عقد ذكي" من شأنه تسهيل العلاقات بين المنظمة وشركائها المتعددين من خلال أتمتة تنفيذ بنود العقد (من تسليم ودفع مثلا) عند استيفاء بعض الشروط. غير أن هذه الجهود لم تأت ثمارها بعد، على حد قول كريستوفر فابيان المسؤول عن صندوق المبادرات الابتكارية في اليونيسف الذي أوضح "لكننا استخلصنا عبرا كثيرة وسنلتئم مجددا هذه السنة في مكسيكو". وقد أطلقت المنظمة الأممية الحريصة على مواكبة أحدث الابتكارات استدراج عروض موجها الى الشركات الناشئة المتخصصة في تقنية سلسلة السجلات المغلقة "التي في وسعها خدمة البشرية". وأطلق أيضا الفرع الفرنسي من المنظمة مبادرة "غيم تشينجرز" التي تدعو محبي ألعاب الفيديو إلى تحميل تطبيق على الحاسوب يسمح بجمع عملة افتراضية لصالح الأطفال السوريين. وأكد فابيان "لا نزال في مرحلة البداية ولا شكّ في أنّ رواج هذه التقنية سيولّد سلسلة من المشاريع المخصصة للمصلحة العامة سيكون مآلها الفشل في غالب الأحيان". مشروع نموذجي في الأردن قد تستفيد المنظمات الإنسانية أو تلك التي تعنى بالمساعدة الإنمائية من تقنية "بلوك تشين" التي انبثقت منها عملة بيتكوين الافتراضية على عدة أصعدة. وقد يتسنّى مثلا للمتبرعين بالعملة الافتراضية تقفّي أثر الأموال التي منحت لجمعية ما. والعام الماضي، جرّبت منصة "ديسبرسه" المدعومة من شبكة تضمّ 42 منظمة خيرية تحويل المال من جمعية بريطانية إلى أربع مدارس في سوازيلاند. ومن حيث المبدأ، قد تساهم هذه التكنولوجيا على الصعيد الداخلي في تخفيض كلفة التحويلات والحدّ من الفساد من خلال تعزيز الشفافية. وهي تتيح أيضا تتبعا أفضل لمسار المساعدات الغذائية وضمان عدم تزييف الأدوية. ويرى فيها القيمون على برامج توزيع المال مباشرة للمعوزين وسيلة لتسهيل التحكّم بتحويل المبالغ المالية تسمح أيضا بالاستغناء عن خدمات الوسطاء الماليين، مثل المصارف. وقد أطلق برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة مشروعا نموذجيا في الأردن يسمح للاجئين سوريين في مخيّم الأزرق بالتعريف عن أنفسهم بواسطة قزحية العين أمام صناديق الدفع في المتاجر. ويسجّل المبلغ المتوجّب دفعه في برنامج معلوماتي طوّر استنادا إلى تقنية سلسلة السجلات المغلقة. ولا يزال هذا التطبيق حكرا على برنامج الأغذية العالمي، لكنه قد يستحيل "أداة تعاون بين شركاء مختلفين لتعزيز فعالية العمل في القطاع"، بحسب أليكس سلون المشرف على المبادرات الابتكارية في البرنامج الأممي. هوية افتراضية للاجئين لكن ازدهار تقنية "بلوك تشين" محفوف بالمخاطر. فبالإضافة إلى القيود التقنية مثل ضرورة النفاذ إلى شبكة انترنت، تطرح تساؤلات حول مسائل الحوكمة وحماية البيانات. كيف من الممكن مثلا ضمان عدم قرصنة المعلومات الخاصة باللاجئين من قبل أنظمة ديكتاتورية؟ ومن يضمن صحّة المعلومات المسجّلة في سلاسل الكتل؟ وأيّ بلدان ستقبل بمحفظات افتراضية؟ ومن الصعب المضي قدما في غياب أي إطار تنظيمي، بحسب روزا أكبري المستشارة في شؤون التكنولوجيا في منظمة "ميرسي كورب" الأميركية غير الحكومية. وقد انضمت هذه المنظمة مؤخرا إلى ما يعرف بتحالف "آلاينس آي دي 2020" الذي تشارك فيه "مايكروسوفت"، وهو مشروع يطوّر نموذجا لهوية افتراضية قد يعتمد في أوساط اللاجئين. وأكدت أكبري أن تقنية "بلوك تشين" تتيح فرصا كثيرة لكنها لم تنضج بعد، ففي دول هشّة، "قد تكون التداعيات مأسوية على الشعوب المستضعفة، في حال لم تتحل إدارة هذه المشاريع بالمسؤولية".

مشاركة :