دينا محمود (لندن) لم يهدأ الجدل على الساحة السياسية والرياضية البريطانية منذ توقيع الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم نهاية الأسبوع الماضي مذكرتي تفاهم مع نظيره القطري واللجنة المُنظمة لبطولة كأس العالم التي يُفترض أن تقام في قطر نهاية عام 2022، وذلك على الرغم من السجل الأسود للدوحة على صعيد انتهاك حقوق العمالة الأجنبية. ودعا نشطاء معنيون بحقوق الإنسان المسؤولين البريطانيين فور توقيع المذكرتين قبل أيام، إلى ضرورة ممارسة ضغوط على مسؤولي النظام القطري لإجبارهم على القيام بجهودٍ حقيقية على صعيد وقف الانتهاكات الصارخة التي تعاني منها العمالة الوافدة، التي تشارك في تشييد البنية التحتية الخاصة بالمونديال، الذي يُفترض أن يُقام بعد أقل من خمس سنوات. وصدرت بعض الدعوات من جانب منظمة العفو الدولية التي أكد مسؤولوها أن توطيد أواصر التعاون بين الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم وقطر، يعني تحمل الاتحاد مسؤوليةً أكبر فيما يتعلق برفع الصوت والحديث بشأن المخاطر الجسيمة التي يواجهها العمال المهاجرون، ممن يعملون في مشروعاتٍ خاصة بالبطولة (مونديال 2022)، على صعيد حقوق الإنسان». وطالب هؤلاء بحسب صحيفة «دَيلي تليجراف»، الاتحاد الإنجليزي بالاضطلاع بدوره في ضمان أن تفي قطر بالتعهدات التي قطعتها على نفسها فيما يتعلق بإجراء إصلاحات على نظام العمل المتعسف القائم في أراضيها، وأشاروا إلى أنه في ضوء قضايا حقوق الإنسان الموثقة جيداً والمتعلقة بكأس العالم 2022، يتعين أن يكون الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم في موقعٍ يسمح له بأن يُظهر أي خطوات اتخذتها قطر أو تتخذها لتحديد الانتهاكات الحقوقية التي يمكن أن تكون مرتبطة بهذا الملف، ومعالجتها. وفي محاولة لتخفيف حملة الهجوم الضاري الذي يتعرض له مسؤولو الاتحاد الإنجليزي للكرة، سربت مصادر الاتحاد لوسائل الإعلام البريطانية أنباء عن شروع مسؤوليه بالفعل في إثارة ملف العمال المهاجرين والانتهاكات الخطيرة التي يتعرضون لها في قطر مع السلطات هناك، وشملت هذه الجهود - وفقاً لتقريرٍ «دَيلي تليجراف» اجتماعاً عقده جريج كلارك رئيس الاتحاد الإنجليزي في الدوحة مع أعضاء اللجنة العليا للمشاريع والإرث المُنظمة لمونديال 2022، وذلك لبحث ملف حقوق العمال المتخم بالانتهاكات، وللمطالبة بضرورة احترام معايير السلامة والأمن الخاصة بهم، في ظل تزايد عدد الوفيات المُسجلة بين هؤلاء العمال على مدى السنوات السبع الأخيرة. ... المزيد
مشاركة :