دبي: سامي مسالمة اتسم عام 2017 بالصعوبة بالنسبة لتجار التجزئة في مجال الأجهزة الاستهلاكية بالإمارات، وذلك لاستمرار الضغوط الناتجة عن ضعف أسعار النفط، وزيادة حالة عدم اليقين في الاقتصاد العالمي، وعلى الرغم من ذلك، أبدت محال التجزئة في الدولة مرونة في الأداء، حيث استطاعت زيادة مبيعاتها مقارنة بعام 2016، بعد أن قامت بتخفيض الأسعار وزيادة إعلاناتها الترويجية بهدف توسيع الطلب، وذلك بحسب دراسة تحليلية للقطاع صادرة عن غرفة تجارة وصناعة دبي، وتعتمد على بيانات مأخوذة من «يورومونيتر».أظهرت الدراسة أن سوق الأجهزة الاستهلاكية في الإمارات بشكل عام مع نهاية عام 2017، ظل دون تغيير عن مستويات عام 2016، حيث قدرت قيمة المبيعات بحوالي 3.3 مليار درهم، حوالي 51% من إجمالي المبيعات سجلتها فئة «الأجهزة الرئيسية» بقيمة 1,698 مليون درهم، وتشمل غسالات الأطباق، وأجهزة الغسيل المنزلية، وأفران المايكرويف الكبيرة وأجهزة التبريد، وجاءت نسبة المبيعات المتبقية 49% من فئة «الأجهزة الصغيرة» بقيمة 1,636 مليون درهم، وتشمل أجهزة معالجة الهواء، وأجهزة إعداد الطعام، ومكاوي الملابس، وأجهزة العناية الشخصية، وأجهزة الطبخ الصغيرة والمكانس الكهربائية.آخر مستجدات السوق وأشارت الدراسة إلى تفاوت أداء المبيعات عبر مختلف الفئات، حيث قادت فئة «الأجهزة الرئيسية» النمو الإجمالي للسوق في 2017، بنسبة بلغت 2.6%. من جهة أخرى تراجع النمو السنوي لفئة «الأجهزة الصغيرة» بحوالي 2.5%، وكانت أجهزة الطهي الكبيرة متبوعة بأجهزة التبريد الأفضل أداء في مجموعات الأجهزة الاستهلاكية في 2017، حيث سجلت نمواً سنوياً في قيمة المبيعات بلغ 3.3%، و3.2% على التوالي.وأوضحت الدراسة أن من الاتجاهات الرئيسية التي بدأت تتشكل في السنوات الأخيرة، واستمر انتشارها بقوة في 2017، التوجه نحو اختيار أجهزة استهلاكية أقل استهلاكاً للطاقة، وقد ساعد هذا التوجه بجانب الحملات الترويجية القوية، التي أطلقتها محال التجزئة في التقليل من سعر الوحدة عبر كافة مجموعات الأجهزة الاستهلاكية تقريباً، مما أدى في المقابل إلى تحفيز طلب المستهلك. ونتيجة لذلك سجلت كميات المبيعات في 2017 نمواً بمعدلات أسرع من القيمة، ومع ذلك، بقيت أقل بالمقارنة مع العام السابق. أبرز قنوات التوزيع وعند الحديث عن توزيع الأجهزة الاستهلاكية، نجد أن محال الهايبرماركت، بقيت قناة التوزيع المهيمنة حيث ساهمت في دفع النمو في كمية المبيعات، من خلال تقديم عروض أسعار جاذبة للمستهلكين، واستمرت هذه القناة في الاستفادة من الزيادة في مشتريات السياح، حيث نجد محال الهايبر ماركت في كافة مراكز التسوق المعروفة في الدولة، الأمر الذي ساعدها على الاستئثار بزيارة أعداد كبيرة من السياح، والجدير بالذكر أن محال الهايبر ماركت تعتمد بصورة متزايدة على طاقم الترويج داخل محلاتها، لزيادة مبيعات الأجهزة الاستهلاكية مع سعي المشترين المحتملين، إلى استشارة هذا الطاقم حول مختلف العروض الترويجية، قبل إقدامهم على الشراء، وغالباً ما يتبعون توصياتهم في اختيار المنتجات. 3.4 مليار درهم وتوقعت الدراسة أن ينمو سوق الأجهزة الاستهلاكية في دبي بنسبة 3.3% في 2018، مقارنة بالعام الماضي، وأن تفوق المبيعات 3.4 مليار درهم، ويتوقع أن تصعد فئة «الأجهزة الصغيرة» إلى الصدارة في المستقبل القريب، حيث تشير التوقعات في 2018، إلى أنها ستحقق نمواً بنسبة 3.9%، في حين يتوقع أن تسجل فئة الأجهزة الرئيسية نمواً أقل بنسبة 2.7%، ويتوقع أن تصبح مجموعة أجهزة إعداد الطعام الأفضل أداء في 2018، بنسبة نمو سنوي قدرها 7.1%. وإضافة إلى ذلك، يتوقع أن تسجل أفران المايكرويف، أسرع نمو تحت فئة «الأجهزة الرئيسية» بمعدل نمو سنوي يبلغ 5.2%. ارتفاع ثقة المستهلك وأشارت الدراسة إلى أنه على مدى الفترة 2018 2020، يتوقع أن يتلقى اقتصاد دبي دفعة قوية من ارتفاع ثقة المستهلك، التي يتوقع أن تصاحب الاستعدادات لاستضافة إكسبو 2020 دبي، والتعافي التدريجي في أسعار النفط والتحسن العام في بيئة الاقتصاد العالمي، وإضافة إلى ذلك، فإن التسارع المتوقع في تبنّي توجهات مثل التقليل من استهلاك الطاقة، وزيادة شعبية المنازل الذكية، يتوقع أن يقود الطلب مستقبلاً على الأجهزة الاستهلاكية، مما يجعل توقعات السوق في الإمارات واعدة في المستقبل.
مشاركة :