كتب - عبدالمجيد حمدي: كشف الدكتور محمد وليد الشعراني استشاري جراحة المفاصل والعظام واستشاري جراحة التشوهات الخلقية بمؤسسة حمد الطبية عن طريقة جديدة لعلاج أورام العظام، والتي تعتمد على استئصال الجزء المصاب في منطقة الورم في حال كانت الخلايا غير منتشرة واستبدال هذا الجزء بمفصل صناعي جديد أو اللجوء إلى تقنية تطويل العظم ومن ثم القضاء تماماً على منطقة الورم. وقال الدكتور الشعراني في حوار مع الراية إنه في بعض حالات أورام العظام التي تتركز في المفاصل مثلاً يتم استبدال هذا الجزء تماماً بمفصل صناعي جديد يكون المريض قادراً من خلاله على الاعتماد عليه في الحركة والمشي أو الصلاة وغيرها من الأمور الوظيفية للمفصل ومن ثم يتم القضاء على أي آثار للورم الموجود بالعظم، لافتاً إلى أن هناك تعاوناً وثيقاً بين المركز الوطني لعلاج وأبحاث السرطان وقسم العظام فيما يتعلق بعلاج أورام العظام. وقال إنه في حال كان الورم بالعظم في منطقة لا يوجد بها مفصل فإنه يمكن استئصال العظم مع الورم تماماً واللجوء إلى تقنية تطويل العظم بمقدار قد يصل إلى 8 سنتيمترات ومن ثم ينتج عظم جديد خالٍ من الأورام، مشيراً في الوقت نفسه إلى أنه قد يتم اللجوء إلى العلاج الكيماوي أو الإشعاعي بدون إجراء عمليات لاستئصال الأورام أو العظام وأن معدل الشفاء في هذه الحالة يعتمد على معدل انتشار المرض. كما كشف الدكتور الشعراني عن علاج حالات العيوب الخلقية للعظام بدون اللجوء إلى العمليات الجراحية، كما كان يحدث في السابق موضحاً أن هذا الأمر يتم حالياً في مستشفى حمد العام وأنه يقتصر على المراحل العمرية من عام إلى عامين وتشمل الخلع الوركي وتشوهات القدمين بحيث يتم الاعتماد على الإصلاح بالجبائر والأجهزة الحديثة. وأوضح د. الشعراني أن مركز العظام والمفاصل بمؤسسة حمد الطبية يضم تخصصات العمود الفقري وآلام الركبتين والظهر والمفاصل، موضحاً أن التطور هو سمة المركز بشكل مستمر ومن بين التطورات التي يشهدها المركز هو التركيز على جراحات المناظير بدلاً من الجراحات العادية والتي جعلت نسبة الشفاء تكون أعلى من السابق، مشيراً في الوقت نفسه إلى أنه يتم حالياً استخدام الموجات الصوتية لتحفيز الكسور على الالتئام وسرعة الشفاء خاصة في مشاكل الأوتار والعضلات المزمنة وقد أثبتت نجاحاً كبيراً. وحذر الدكتور الشعراني من الانسياق وراء الدعايات التي تروّج لها بعض المراكز والمستشفيات بالخارج لاستغلال المرضى، خاصة اليائسين من حالاتهم الصحية مثل مرضى السرطان أو المصابين بالشلل،لافتاً إلى أن الكثير من هذه المراكز تستغل المرضى بشكل كبير لاستنزاف أموالهم بدون أي سند علمي للتقنيات التي تروّج لها وقد اكتشف مؤخراً الكثير من هذه الحالات ومنها على سبيل المثال علاج الشلل بحقن الخلايا الجذعية وعلاج السرطان من خلال تقنية التبريد وغيرها.بحث علمي حول العلاقة بين الطبيب والمريض أشار الدكتور الشعراني إلى أنّ هناك تركيزاً كبيراً في مركز العظام والمفاصل على الأبحاث، بحيث يتم إيجاد حلول لعدد من الأمراض أو التعامل مع المواقف مع المرضى في شتى الأوقات مثل بحث عن العاطفة بين الأطباء والممرضين وبين المرضى حيث تبين أن أسلوب التعامل مع المرضى يتطلب حرفية عالية جداً لأن العامل النفسي يؤثر كثيراً في نجاعة العلاج من عدمه، موضحاً أنه تبين من خلال البحث أنه يمكن أن نقوم بتعزيز العاطفة لدى الأطباء من خلال تعليمهم هذا الأمر، حيث إن بعض الأطباء قد تكون طبيعته أنه قوي وشديد ومن ثم فإنه ينصح لمثل هذه الفئة بأن يتم تدريبهم على كيفية إظهار العاطفة نحو المريض. ولفت إلى أنه تبين من خلال البحث أن ضغط العمل على الكادر الطبي أو قلة العائد أو الحوافز المادية أو عدم وجود القدوة تُعد من أسباب انخفاض العاطفة نحو المرضى ومن ثم فهي أسباب يجب التعامل معها وإزالتها لتحقيق الهدف المطلوب وهو إظهار العاطفة والتفاهم مع المرضى.الكمبيوتر وراء ارتفاع حالات آلام الظهر قال الدكتور محمد الشعراني إن من الأمراض المنتشرة بين المراجعين هي آلام الظهر التي تمثل نسبة كبيرة، لافتاً إلى أنه يتم محاولة علاج الكثير من هذه الحالات بدون جراحات لأن الحالات تختلف من شخص إلى آخر فقد يكون من الأفضل لبعض الحالات عدم اللجوء للجراحة أو العكس بحيث يفضل أن يتم البدء بالعلاجات الطبيعية والأدوية أولاً قبل اللجوء إلى الجراحة. وأشار إلى أن بعض العادات الخاطئة قد تكون سبباً في آلام الظهر مثل استخدام الكمبيوتر لساعات طويلة والجلوس أمامه في وضعيات غير صحيحة ما يسبب آلام الظهر والرقبة موضحاً ضرورة العمل على نشر الوعي بين جميع أفراد المجتمع حول هذا الأمر.60 % نسبة نجاح الإبر الصينية في تخفيف آلام العظام حول لجوء بعض المراجعين إلى العلاج بتقنية الإبر الصينية، قال الدكتور الشعراني إنها تُعتبر من الأمور الناجحة لتخفيف آلام العظام والمفاصل ونتائجها قد تصل إلى 60% موضحاً أن هذه التقنية تتطلب أن يقوم بها خبراء متخصصون وعلى دراية بها جيداً، حيث إنها قد تؤدي إلى اختفاء الآلام على الإطلاق.
مشاركة :