في خضمّ الخلاف النفطي بين لبنان وإسرائيل، سجلت الأيام الماضية حضوراً أميركياً في الملف، من دون أن يجد النفط اللبناني منفذاً للخروج من قعر الأزمة الغارق فيها، إذ لا حل وسطاً أمكن التوصّل إليه، فيما تبقى الاحتمالات مفتوحة في ظل لغة التصعيد المتبادلة عبر الحدود الجنوبية، في وقت برز موقف للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أشار فيه إلى أنّ إسرائيل وحزب الله لا يريدان الحرب، لكن خطر المواجهة موجود. وغداة مغادرة وزير الخارجية ريكس تيلرسون الذي زار بيروت الخميس الماضي، بقي مساعده دايفيد ساترفيلد على خط التواصل مع المستويات الرسمية لمتابعة الأفكار الأميركية الخاصة بالملف الحدودي البرّي والبحري بين لبنان وإسرائيل، وذلك من دون أن ينجح في انتزاع موافقة على ما سمي حلاً وسطاً أميركياً ومفاده العودة إلى خطّ فريديريك هوف، الذي رسم في العام 2012 خطاً بحرياً يمنح لبنان 60 في المئة من المنطقة المتنازع عليها بين لبنان وإسرائيل، ويمنح إسرائيل 40 في المئة منها. ووفق مصادر مطّلعة، فإنّ الموقف الأميركي انطوى على لغة ترغيب عبّر عنها الموفد الأميركي، بقوله ما مفاده إنّ موافقة لبنان على الالتزام بخط هوف يفتح الباب أمامه للشروع في استثمار نفطه البحري الذي كلما تأخّر لا يجني لبنان من ذلك أيّة فائدة، إلّا أن صورة الموقف اللبناني كما تؤكد المصادر ذاتها، خلاصتها أنّ ما أسمته تراخي لبنان في هذه المسألة، سيجعله يخسر. وجاء موقف رئيس مجلس النواب بري الذي أبلغه إلى ساترفيلد مؤكداً أنّ المطروح غير مقبول، مع إصراره على موقفه لجهة ترسيم الحدود البحرية عبر اللجنة الثلاثية المنبثقة عن تفاهم أبريل 1996، على غرار ما حصل بالنسبة للخطّ الأزرق. مع الإشارة إلى أن مطلب لبنان القديم، بأن تتولّى الأمم المتحدة ترسيم الحدود البحرية، على غرار ترسيمها الخط الأزرق البرّي عند الانسحاب الإسرائيلي من لبنان عام 2000، واجه صعوبة، لأنّ قيادة اليونيفيل تحتاج إلى قرار من مجلس الأمن في هذا الشأن، لأنّ هذه المهمة ليست مشمولة بولايتها وفق القرار 1701. وهذا ما دفع لبنان إلى اقتراح ترسيم الحدود عبر اللجنة الثلاثية الدولية - الإسرائيلية - اللبنانية. ووفق مصادر سياسية لا تزال الدولة اللبنانية، تأمل من الأميركيين في بلورة طرح يتعلّق بالمنطقة التي تدّعي إسرائيل أن لها حقوقاً فيها، بعد رفض خطّ هوف، إلّا أنّه ليس من حل قريب في الأفق لتسوية، بعدما أبلغ الرئيس بري ساترفيلد رفض الطرح الأميركي.
مشاركة :