«قصيدة النثر» في كتاب شربل داغر

  • 2/19/2018
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

في كتابه «الشعر العربي الحديث: قصيدة النثر» (منتدى المعارف)، يغوص الباحث شربل داغر في دراسة قصيدة النثر العربية، بعدما سبق أن تناول موضوع الشعر عرضاً ونقداً وتحليلاً عبر ثلاثة أعمال سابقة هي «الشعر العصري»، «كيان النص»، «القصيدة المنثورة». ويعمد الكتاب الحالي، مع الكتب الثلاثة الأخرى، إلى دراسة التقطيعات التاريخية والتغييرات البنائية لهذا الشعر، بين القرن التاسع عشر والقرن العشرين. ينقسم الكتاب إلى قسمين، «من القصيدة المنثورة إلى قصيدة النثر» و «قصيدة النثر في الخطاب الموازي»، إضافة إلى مدخل (قصيدة من دون نموذج) وخاتمة (قصيدة في الحضور). يحتوي القسم الأول من الكتاب أربعة فصول هي: «من البيت إلى السطر»، «السطر المنثور بين متصّل ومنقطع»، «محمد الماغوط: قصيدة ضدية»، «أنسي الحاج والقصيدة المارقة». ويضم القسم الثاني أربعة فصول أخرى هي: «بين الشعر الحرّ وقصيدة النثر»، «القصيدة بين الحديث والحداثة»، «بين القصيدة والأمة»، «الشعرية والجمالية». يسعى الكتاب إلى تجنّب الجدل الخلافي حول القصيدة، من دون أن يتغافل عن أسباب الخلاف وحججه، طالباً إعادة هذه القصيدة إلى نطاقها المخصوص: في تاريخها وأبنيتها وشعريتها. ولا يُسلّم داغر سلفاً بـ «شعرية» هذه القصيدة، بل جعل منها موضوع فحص، على أن يثبت الدرس شعريتها. والأكيد أن هذه القصيدة تكفلت بأكثر من تحدٍّ، في أسباب قيامها، وجاهرت بإحداث شعرية جديدة للقصيدة، ما جعل مهمة الدارس أصعب بالضرورة. يقول داغر في مقدمة كتابه أن قصيدة النثر «قامت في تطلعها الأول عند شاعريها الفرنسيين الأولين، شارل بودلير وأرتور رامبو، على إسقاط الوزن بل على الخروج على الشعرية المتبعة، بابتداع قصيدة تجمع بين الشعر والنثر وفق توجهات وتشكلات متباينة: أهذا ما أصاب هذه القصيدة في ظهوراتها العربية الأولى؟ أهي موافقة لتجربة هذا الشاعر أو ذاك أم مباينة لهما؟». ويضيف قائلاً إن بعض منتقدي هذه القصيدة وجدوا فيها مجرد عملية شعرية متمادية طلباً للاستسهال أو الفوضى، وظلّ أمرها متروكاً للنزاع والشقاق بدلاً من أن يتكفل بها الدرس والنقد. ويقول داغر في مدخل الكتاب إن تسمية «قصيدة النثر» تعود إلى الشاعر أدونيس في مجلة «شعر» (1960)، وفق ما أكده الدارسون، وأنّ الشاعر أنسي الحاج رافقه في التسمية والتعريف، وذلك في مقدمة مجموعته الشعرية الأولى «لن» (1960). ومذاك ساد هذا الاسم عند مناصري هذه القصيدة، كما عند خصومها، في مجلات كثيرة مثل «شعر» و «الآداب» وغيرهما.

مشاركة :