النمسا تتعهد بسياسة أكثر تشددًا تجاه المهاجرين

  • 2/19/2018
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

تعهد مستشار النمسا، سيباستيان كورتس، باتباع سياسة أوروبية أكثر تشددا تجاه المهاجرين عندما تتسلم بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبى نهاية العام الجاري. ونقلت صحيفة «الإندبندنت» البريطانية عن كورتس، الذى يقود حكومة ائتلافية يمينية مثيرة للجدل، أنه يعتزم عقد قمة أوروبية؛ لمعالجة الهجرة غير الشرعية فى سبتمبر المقبل، عندما تتسلم بلاده قيادة الاتحاد التي تستمر طيلة النصف الثاني من العام. ولفت كورتس إلى أن مشكلة الهجرة غير الشرعية باتت تشكل هاجسا لبلاده التي تقع في طريق مرور اللاجئين القادمين من الشرق الأوسط والراغبين في الذهاب إلى ألمانيا التي استقر بها مئات الآلاف منهم. وأصبح سيباستيان كورتس، مستشارا للنمسا بعد انتخابات أجريت في أكتوبر 2017، وحصل فيها حزبه على نسبة 31% من الأصوات، وشكل حكومة ائتلافية مثيرة للجدل مع أحزاب يمينية أخرى حصلت على 26% من الأصوات. وقال كورتس في مؤتمر صحفي بفيينا: «كما تعلمون فإنه في رئاستنا للاتحاد سيكون جل اهتمامانا هي قضايا الأمن والهجرة غير الشرعية»، وأضاف «في 20 سبتمبر المقبل، سيجتمع القادة الأوروبيون في قمة غير رسمية؛ لبحث الهجرة غير الشرعية والأمن في الاتحاد الاوروبى، وقد توافقنا على هذه الموضوعات وناقشناها استعدادا للقمة». وانضم مستشار النمسا، لدول مثل المجر وجمهورية التشيك في الاعتراض على مقترحات تدعمها ألمانيا لتوزيع طالبي اللجوء على دول الاتحاد الأوروبي، وسبق أن طالب في حوار مع صحيفة «بيلد أم زونتاج» الألمانية في 24 ديسمبر الماضي، دول وسط وغرب أوروبا باحترام أكبر للدول التي تقع شرق القارة، وقال «في وسط وغرب أوروبا يكثر النظر من أعلى لأسفل (نظرة فوقية) بالنسبة للدول الأعضاء الجدد في شرق أوروبا»، مؤكدا أن ذلك يخلق انفعالات سلبية. وتابع كورتس للصحيفة «إن إجبار الدول على قبول لاجئين غير مجدٍ لأوروبا هذا النقاش غير منطقي»، وقال «إن المهاجرين الذين يتوجهون إلى أوروبا لا يريدون الذهاب إلى بلغاريا أو المجر، فهم يريدون الذهاب إلى ألمانيا أو النمسا أو السويد». وبدلا من التوسع فيما وصفه بسياسة «فاشلة» دعا كورتس الاتحاد الأوروبي إلى «دعم الجهود الرامية إلى مساعدة المهاجرين في بلادهم أو في الدول المجاورة، ربما عسكريا»، وقال «لو كان ذلك غير ممكن فيتعين مساعدتهم حينئذ في مناطق آمنة في القارة التي ينتمون إليها، يجب على الاتحاد الأوروبي دعم ذلك ربما حتى تنظيم ذلك ودعمه عسكريا». من جهته، قال رئيس المجلس الأوروبى، دونالد تاسك، الذي يقف بجانب المستشار كورتس «لدينا وجهات نظر متطابقة من أن الهجرة ستظل تشكل تحديا للسنوات القادمة، ولذلك فيمكننا إدارة تدفق المهاجرين بكفاءة ودون انقسامات بين دول الاتحاد». يذكر أن الاتحاد الأوروبى لم يتمكن من التوصل لاتباع سياسة موحدة تجاه استقبال اللاجئين، وأثارت قضيتهم الخلافات بين الكتل السياسية داخل الدولة الواحدة كما حصل في ألمانيا، حيث انخفضت نسبة التأييد في الانتخابات الأخيرة للمستشارة الألمانية، انجيلا ميركل؛ بسبب سياستها المؤيدة لاستقبالهم، ما اضطرها للدخول فى مفاوضات شاقة لتشكيل حكومة ائتلافية لإنقاذ ماء الوجه.

مشاركة :