توترت الأجواء اللبنانية الداخلية مؤخرا، وذلك عقب ادعاء إسرائيل إنشاء مصانع أسلحة إيرانية في لبنان، بالتزامن مع التصعيد العسكري في المنطقة، عقب المواجهة العسكرية بين إسرائيل والميليشيات الإيرانية في العمق السوري، والتي انتهت بإسقاط مقاتلة إسرائيلية من طراز F-16، الأمر الذي اعتبر مراقبون أنه يمكن أن يشعل نيران المخاوف من اشتعال مواجهة عسكرية إقليمية غير متوقعة، خاصة في ظل تورط حزب الله في الأزمة السورية. ولفت أستاذ العلاقات الدولية سامي نادر في تصريح خاص لـ«الوطن»، إلى أن لبنان قد ينزلق في ساحة المواجهة العسكرية بين إسرائيل وإيران، بعد أن أصبحت الساحة السورية المجاورة محط صراع دول وقوى العالم. وشكك نادر في صحة المعلومات الإسرائيلية حول امتلاك لبنان مصنعا للأسلحة الإيرانية، مبينا أن هذه المعلومات قد تهدف إلى إيجاد ذريعة لتوجيه ضربة عسكرية إلى لبنان، والذي تعتبره تل أبيب أقل كلفة لها مقارنة بأماكن أخرى في المنطقة. تراجع الشعبية أوضح نادر أن لبنان يملك الخاصرة الرخوة لميليشيا حزب الله المتورط في المحرقة السورية، والذراع الإيراني الممتد إلى سواحل المتوسط، كونه يضم بيئته الحاضنة التي تقدم له الدعم والمساندة، مؤكدا أن الحزب لن يحظ بتأييد عربي في حال دخل في مواجهة عسكرية مع إسرائيل، كما حدث عام 2006، بسبب تردي سمعته السياسية والعسكرية، وانزلاقه في المستنقع السوري بأوامر إيرانية مباشرة. وتطرق نادر إلى أن حزب الله معرض للقصف في أي لحظة، كون التقارير الدولية أكدت تخزينه الصواريخ الباليستية والأسلحة الثقيلة في عدد من المدن البقاعية، والتي هربها عبر الأراضي السورية، ما يشكل تهديدا لاستقرار البلد. الالتزام بوحدة لبنان توقع نادر أن حزب الله لن يبتعد عن الصراع الدائر حاليا بين إسرائيل وإيران، بل سيسعى إلى استثمار ما وصفه بالانتصار في سورية، مؤكدا أن انتصارات الحزب التي تعتبر انتصارات إيرانية في الأساس، لا يمكن توظيفها في مصلحة لبنان ومشروعه الوطني الموحد، بل يمكن أن تسيء إليه وتورطه في الانزلاق إلى مستنقع الصراعات في المنطقة. ودعا نادر جميع الأطراف في لبنان إلى الالتزام بالقرارات الدولية القادرة وحدها على حماية لبنان وتحييده عن المحاولات الإسرائيلية لإيقاعه في فخ المواجهة العسكرية، وعدم الدخول في مغامرات ليست في صالحه.
مشاركة :