ترامب يمنح الأوروبيين فرصة أخيرة لتعديل الاتفاق النووي الإيراني

  • 2/19/2018
  • 00:00
  • 16
  • 0
  • 0
news-picture

ترامب يمنح الأوروبيين فرصة أخيرة لتعديل الاتفاق النووي الإيراني وضعت الإدارة الأميركية خطة من أجل إدخال تعديلات على بعض بنود الاتفاق النووي مع إيران، والتي تثير مخاوف البيت الأبيض وذلك بالتوازي مع إبقاء الرئيس الأميركي دونالد ترامب على الاتفاق بتجديد تعليق العقوبات الأميركية.العرب  [نُشر في 2018/02/19، العدد: 10905، ص(5)]فرصة أخيرة واشنطن - حددت الولايات المتحدة مسارا يلتزم بموجبه ثلاثة حلفاء أوروبيين بوضوح بمحاولة تعديل الاتفاق النووي مع إيران بمرور الوقت، في مقابل إبقاء الرئيس الأميركي دونالد ترامب على الاتفاق بتجديد تعليق العقوبات الأميركية في مايو المقبل. وقال مسؤولان أوروبيان ومسؤولان أميركيان لوكالة رويترز إن الحلفاء الأوروبيين لا يعرفون بدقة ما الذي يمكن أن يرضي ترامب ويحجمون عن هذا الالتزام خوفا من أن يطالبهم بالمزيد. وقال خمسة مسؤولين أوروبيين حاليين وأربعة مسؤولين أميركيين سابقين إن الوصف الوارد في البرقية لما تريده الولايات المتحدة من الأوروبيين، وهو ما لم ينشر من قبل، يضع معايير أدنى مما طالب به ترامب في يناير وهو ما قد يساعد على تلاقي وجهات النظر. وجاء في البرقية “نريد التزامكم بالعمل معا سعيا إلى اتفاق تكميلي للتعامل مع تطوير إيران للصواريخ بعيدة المدى أو اختبارها ويضمن تفتيشا محكما تقوم به الوكالة الدولية للطاقة الذرية ويصلح العيوب المتعلقة ببند المدة الزمنية”. وكان جوهر اتفاق 2015 بين إيران وست قوى عالمية كبرى هي بريطانيا والصين وفرنسا وألمانيا وروسيا والولايات المتحدة هو أن تقلص إيران برنامجها النووي في مقابل رفع العقوبات التي كانت تشل اقتصادها. ويرى ترامب ثلاثة عيوب هي فشل الاتفاق في التعامل مع برنامج إيران للصواريخ الباليستية والشروط التي يمكن للمفتشين الدوليين بموجبها زيارة مواقع إيرانية تتعلق بالبرنامج النووي وبند الفترة الزمنية الذي تنقضي بموجبه القيود المفروضة على إيران بعد عشر سنوات. ويريد الرئيس الأميركي تحسين العيوب الثلاثة حتى يتسنى للولايات المتحدة الاستمرار في الاتفاق وعدم تقويضه بالانسحاب منه. ووجه ترامب إنذارا للقوى الأوروبية، يناير الماضي، قائلا إنه يتعين عليها الموافقة على “إصلاح العيوب المزعجة بالاتفاق النووي الإيراني” وإلا فإنه سيرفض مد تعليق العقوبات الأميركية على إيران، مؤكدا “هذه فرصة أخيرة”.إيمانويل ماكرون: لا بد من اليقظة تجاه طهران في ما يتعلق ببرنامجها الباليستي ورفضت وزارة الخارجية التعليق على البرقية قائلة إنها لا تناقش المراسلات الداخلية، حيث لم يرد البيت الأبيض على طلب التعليق على ما سعى إليه ترامب في تصريحه يوم 12 يناير أو كيف يرى المسار الموضح في البرقية. وكانت رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي قد أكدت خلال زيارتها إلى برلين الجمعة أن بريطانيا تشارك الولايات المتحدة مخاوفها بشأن الأنشطة الإيرانية في الشرق الأوسط، مبدية استعدادها لاتخاذ المزيد من الإجراءات ضد طهران. وأوردت ماي في تصريح للصحافيين “اتفقنا على أنه في الوقت الذي نواصل فيه العمل للحفاظ على الاتفاق، فإننا نشارك أيضا الولايات المتحدة مخاوفها بشأن الأفعال المزعزعة للاستقرار التي تقوم بها إيران في الشرق الأوسط، ونحن مستعدون لاتخاذ المزيد من الإجراءات المناسبة لمعالجة تلك المشكلات”. وأوضح وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون الاثنين أن لندن قلقة من الدور الإيراني بعد أن أسقطت مضادات أرضية طائرة حربية إسرائيلية، السبت، أثناء عودتها من قصف لمواقع تدعمها إيران في سوريا. وانتقد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في وقت سابق انقلاب طهران على بنود اتفاق وقف برنامجها النووي، محذرا في ذات الوقت من التدخل الايراني في شؤون المنطقة. ودعا ماكرون في مقابلة مع صحيفة الاتحاد الإماراتية إلى اليقظة تجاه طهران في ما يتعلق ببرنامجها الصاروخي الباليستي وأنشطتها الإقليمية. وقال “من المهم أن نظل حازمين مع إيران في ما يتعلق بأنشطتها الإقليمية وبرنامجها البالستي”. وعبر وزير خارجية فرنسا جان إيف لو دريان عن قلق بلاده من “دور إيران في أزمات الشرق الأوسط ومن برنامجها للصواريخ الباليستية المثير للجدل”. وقال خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره السعودي عادل الجبير، في الرياض، إن “دور إيران والمناطق المختلفة التي يعمل فيها هذا البلد يثير قلقنا”. وأضاف “أفكر خاصة في تدخلات إيران في الأزمات الإقليمية وأفكر في برنامجها الباليستي”. وكان الرئيس الفرنسي قد انتقد بشدة البرنامج النووي الإيراني في كلمته خلال الدورة الـ72 من أشغال الجمعية العامة للأمم المتحدة، قائلا “الاتفاق النووي غير كاف ولا بد من إرغام إيران على الحد من برنامجها الباليستي ومن نشاطاتها في المنطقة”. وكان ترامب قد سحب الإقرار بالتزام إيران ببنود الاتفاق النووي، معتبرا أن الاتفاق “أحد أسوأ” الاتفاقات في تاريخ الولايات المتحدة، حيث أن طهران لا تحترم روحه. وقال “حصلنا على عمليات تفتيش محدودة مقابل إرجاء قصير المدى ومؤقت لتقدم إيران نحو امتلاك السلاح النووي”، مضيفا “سنفرض عقوبات إضافية على النظام الإيراني لعرقلة تمويله للإرهاب”. وكان تقرير للأمم المتحدة قد أكد بعد أقل من عام إمضاء اتفاقية 2015 التي التزمت إيران بموجها بوقف برنامجها النووي أن “طهران نقضت القرار ألأممي حول الاتفاق النووي بدعمها وإرسالها أسلحة إلى جماعات خارج حدودها وتحديدا في منطقة الشرق الأوسط”.ويّنص الاتفاق الذي وقعته إيران مع دول 5 + ألمانيا على أن تتوقف طهران كليا عن تطوير برنامجها النووي وعن أي نشاط سري في هذا الغرض مقابل رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها منذ عقود. وقال السناتور عن ولاية اركانسو توم كوتون إن “إيران تقوم بتشغيل أجهزة طرد مركزي أكثر تطورا مما يحق لها به، وتتخطى المستويات القصوى لمخزونات المياه الثقلية، وتستمر في الحصول بطرق غير شرعية على تكنولوجيا نووية وصاروخية خارج القنوات المتفق عليها”. وأضاف كوتون عقب لقائه ترامب الخميس في البيت الأبيض أن إيران “لا تلتزم بالاتفاق وأنه يتعين التفكير بفرض عقوبات بل حتى بتحرك عسكري ضدّها”.

مشاركة :