عقب تضييق الجيشان التركي والسوري الحر الخناق على التنظيم الإرهابي في إطار عملية غصن الزيتون. وتمكن الجيشان التركي والسوري الحر من إحكام السيطرة على 70 نقطة في محيط مدينة عفرين من كل من الجهات الشمالية، والغربية، والشمالية الغربية، والجنوبية الغربية، والشرقية، ما دفع التنظيم الإرهابي لطلب الدعم من قوات النظام السوري. وكانت قناة الميادين المعروفة بقربها من حزب الله اللبناني، المدعوم من إيران، ادّعت الأسبوع الماضي، أن تنظيم "ب ي د/ بي كا كا" بدأ بمباحثات مع نظام الأسد لتسليمه مدينة عفرين. ووفقا لمعلومات جمعتها الأناضول، من مصادر محلية في المنطقة، فإن "ب ي د/ بي كا كا" والنظام السوري اجتمعا بوساطة روسية في بلدة "شهبا" شمالي حلب، إلا أنهما لم يتوصلا إلى اتفاق قطعي في هذا الإطار. ** خلاف على ترك السلاح اشترط النظام السوري على ميليشيات "ب ي د/ بي كا كا" تركها السلاح وتسليمها المدينة، لكن التنظيم الإرهابي لم يقبل بهذا الشرط. وفي الوقت الذي لم يدلِ به النظام السوري أي تصريحات بشأن المباحثات، أعلن ما يُدعى بمسؤول "ب ي د" في عفرين، أن التنظيم لن يرفض التعاون مع الأطراف التي تود المساعدة ضد الجيش التركي. وزعم مسؤول "ب ي د" أن التنظيم لم يوجه دعوة رسمية لأي طرف لدخول عفرين. لكن من جهة أخرى، صرّح ما يُدعى بمسؤول الهيئة الدفاعية في مقاطعة الجزيرة، ريزان كلو، لقناة "كردستان 24"، أن التنظيم يجري مباحثات مع النظام السوري لحماية حدود عفرين. وأضاف أن الطرفين لم يتوصلا إلى اتفاق بسبب اشتراط نظام الأسد على التنظيم تسليم أسلحته. ** طرح نموذج التعاون في منبج قدم النظام السوري الدعم لتنظيم "ب ي د/ بي كا كا" الإرهابي خلال اشتباكاته مع الجيش التركي والسوري الحرفي غربي منطقة الباب خلال عملية درع الفرات (بين أغسطس / آب 2016 ومارس / آذار 2017). وردا على احتمال اطلاق تركيا عملية ضد التنظيم في منبج، حشد النظام السوري قواته غربي منبج على حدود عملية درع الفرات. وقالت مصادر محلية موثوقة، للأناضول، أن التنظيم الإرهابي رفض ترك السلاح والتخلي عن إدارة عفرين للنظام السوري، ونتيجة لذلك بدأ الجانبان بالتباحث بطريقة تعاون شبيهة بتلك التي طبقاها في منبج. وإنطلاقا من احتمال تنفيذ نموذج منبج في عفرين، أعلن النظام السوري بعد ظهر اليوم أنه سيرسل قواته إلى عفرين. ** علاقات الأسد وبي كا كا بدأ تواجد بي كا كا الإرهابي في سوريا عام 1979، مع فرار زعيم التنظيم "عبد الله أوجلان" إليها، حيث أدار منها التنظيم لمدة 19 عاما. وخلال هذه الفترة، عقد أوجلان العديد من المؤتمرات في معسكرات التنظيم بسوريا، جرى خلالها تحديد هيكلية التنظيم وخطط العمليات الإرهابية ضد تركيا. وأجرى التنظيم مؤتمره الأول في سوريا عام 1981، في حين عقد الثاني في العام التالي بالعاصمة دمشق بإشراف ودعم من رأس النظام السوري السابق "حافظ الأسد، اتخذ خلاله قرار التسلح ضد تركيا. وعلى خلفية التوتر بين تركيا والأسد الراحل بسبب ملف هطاي وأزمة المياه، قدم رأس النظام السوري السابق الدعم لـ "بي كا كا" لإنشاء معسكرات شمالي سوريا، بهدف استغلال التنظيم ضد تركيا. واتخذ "بي كا كا" اسم "ب ي د" في سوريا، وتم تنصيب عضو المخابرات السورية "مروان زكي" رئيسا له، بينما كان صالح مسلم يشغل منصب المسؤول عن المكتب السياسي للحزب في ذلك الوقت. وبعد شهرين من فرار أوجلان من سوريا، وبتعليمات من النظام السوري، أعلن "ب ي د" عن انطلاق الحزب بشكل رسمي بتاريخ 12 أكتوبر/ تشرين ثان عام 1998. وعقب طرد أوجلان خارج الأراضي السورية، بموجب اتفاقية أضنة عام 1998 بين تركيا وسوريا، شهدت العلاقة بين النظام السوري وبي كا كا بعض التجديد. ونتيجة الفوضى وفراغ السلطة في بعض مناطق سوريا نتيجة الحرب الداخلية، أدى دعم النظام السوري لـ "بي كا كا" وذراعه السوري "ب ي د" لتأسيس هياكل مسلحة وإدارية شمالي البلاد. الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
مشاركة :