تسعى القوات التركية إلى «استباق» انتشار عناصر محسوبة على النظام السوري في منطقة عفرين شمال غربي البلاد، خصوصاً على خطوط التماس مع قواتها وفصائل «الجيش السوري الحر»، إذ تمكّنت أمس من توسيع نطاق سيطرتها إثر معارك عنيفة مع المقاتلين الأكراد وعمليات قصف متصاعدة استهدفت خلال الساعات الماضية مناطق متفرّقة في عفرين. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس، بأنّ نتيحة تقدّم قوات عملية «غصن الزيتون» باتت منطقة واحدة وهي عرب ويران تفصل القوات التركية عن وصل مناطق تقدمها في شمال عفرين وشمال شرقها، وبذلك تكون فرضت سيطرتها على نحو 50 كيلومتراً من الشريط الحدودي الشمالي لعفرين، تحديداً من منطقة جبل برصايا وصولاً إلى ميدان إكبس في مثلث الحدود التركية – عفرين – لواء إسكندرون وتمكنت القوات التركية وفصائل المعارضة الداعمة لها، من السيطرة على قلعة النبي هوري إضافة إلى ثلاث قرى وتلة في منطقة عفرين، ضمن العملية العسكرية المستمرّة منذ 20 كانون الثاني (يناير) الماضي ضد المقاتلين الأكراد في المنطقة. وأفادت وكالة «الأناضول» التركية بأنّ قوات «غصن الزيتون» سيطرت أمس على قرى إيكي دام وشلتاح ومرساوا التابعة لناحية شران شمال عفرين. ونجحت أيضاً في السيطرة على «جبل الصمود»، ويُعرف أيضاً باسم «تلة 687» في ناحية راجو غرب عفرين، إثر معارك مع المقاتلين الأكراد. ولهذا الجبل قيمة استراتيجية كبرى، خصوصاً أنه يطلّ على أعلى قمة في محيط ناحية راجو، وفي شكل مباشر. وتعتمد قوات «غصن الزيتون» في عمليتها، على أسلوب التطويق وعدم المواجهة المباشرة مع المقاتلين الأكراد، ما يُساعد على تقليل الخسائر أثناء عمليات الاقتحام، خصوصاً أن عناصر «وحدات حماية الشعب» الكردية تنتشر في عدد كبير من التحصينات العسكرية والأنفاق المحفورة تحت الأراضي. وبهذا التقدّم تكون قوات «غصن الزيتون» سيطرت على 72 موقعاً، من بينها 50 قرية و3 مزارع، و18 جبلاً وتلة استراتيجية، ما وسّع نطاق سيطرتها إلى نحو 10 في المئة من مجموع قرى عفرين، كما أفاد «المرصد» أمس. ولفت «المرصد» إلى أن العمليات القتالية استمرت في عفرين بين المقاتلين الأكراد وقوات «غصن الزيتون»، خصوصاً على محاور في ريفي عفرين الجنوبي الغربي والشمالي الغربي. وتزامنت المعارك مع تواصل القصف التركي على المنطقة، والذي تركّز على أماكن بلدتي جنديرس وشرا وقرية معبطلي ومنطقة كوبلة شمال شرقي عفرين وأماكن أخرى في القطاع الغربي من ريفها، ما أدّى إلى مقتل مدني على الأقل، كما أفاد «المرصد». واستهدفت غارات تركية أيضاً مناطق في محيط سد ميدانكي «17 نيسان» وأماكن أخرى في ريف عفرين الشمالي. ووثق «المرصد» مقتل حوالى 95 مدنياً نتيجة الهجوم التركي، فيما تنفي أنقرة بشدّة استهداف المدنيين في عمليتها التي تقول إنها موجهة ضد المواقع العسكرية للمقاتلين الأكراد.
مشاركة :