شابة صومالية تتحدى الملابس المستوردة بأزياء محلية

  • 2/20/2018
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

في معرض صغير تعمل مصممة الأزياء سميرة وزميلاتها ساعات طويلة لإنتاج موديلات حديثة تتحدى الموديلات التي تنتجها أشهر الماركات العالمية.العرب  [نُشر في 2018/02/20، العدد: 10906، ص(21)]تصاميم تغني عن الماركات العالمية مقديشو- في بلد يعتمد كليا على الملابس المستوردة، تمكنت سميرة (20 عاما) من أن تخترق عالم الأزياء، فأصبحت تصاميمها تحاكي الماركات العالمية، وبات معرضها الصغير بسوق حمرويني في العاصمة مقديشو مقصدا للصوماليات الباحثات عن آخر صيحات الموضة. وتقول سميرة إن كل أحلامها كانت تدور حول عالم الأزياء مما دفعها إلى متابعة مواقع الموضة لمواكبة آخر التطورات العالمية، وذلك رغم محدودية إمكانياتها المادية. وساعدت سميرة والدتها في إظهار موهبتها للعلن، حيث كانت ولا تزال تساعدها على تذليل المصاعب التي تواجهها في مسيرتها وتحقيق المزيد من التقدم في عالم الأزياء. وفي معرض صغير بسوق حمرويني تعمل سميرة وزميلاتها ساعات طويلة لإنتاج أصناف من الموديلات الحديثة التي تكاد تتحدى الموديلات التي تنتجها أشهر الماركات العالمية وتصدرها لبلادها. وكخلية نحل تسير عملية إنتاج الأزياء بين فتيات المعرض، حيث تعمل كل واحدة منهن على تنفيذ مهمتها بدقة عالية للخروج بأشكال مختلفة من الأزياء النسائية التي تبهر الزبائن، لا سيما تلك الخاصة بالمناسبات وحفلات الزفاف. وتبدأ عملية إنتاج الأزياء والفساتين بالرسم والتظليل مع تصاميم فريدة على الورق، تسلمها سميرة لزميلاتها، إيذانا ببدء مرحلة جديدة من العمل يقمن خلالها بتطبيق التصاميم المرسومة على نموذج يتم تسليمه لاحقا للخياط، لتخرج إلى النور ملابس أنيقة لا تقل فخامة وجودة عن نظيراتها المستوردة. ورغم الطرق البدائية والمتطلبات الكثيرة للأزياء، تنتج سميرة في المتوسط 5 تصاميم مختلفة يوميا بحسب طلبات الزبونات اللائي ينتظرن منتجات مصممة الأزياء الشابة بفارغ الصبر.سميرة تلقت طلبات كثيرة من معظم الأقاليم الصومالية نتيجة الانتشار الكبير في تصاميمها على صفحات مواقع التواصل التي باتت منبرا يعتمد عليه التجار في الترويج لمنتجاتهم وطلبات الزبائن لا تنتهي، ومع ذلك تنجح سميرة في التوفيق بين دراستها علم “القبالة” (رعاية النساء المقبلات على الولادة خلال فترة الحمل، والمخاض والولادة)، في إحدى الجامعات المحلية، وبين التركيز في عملها لرفع إنتاجيتها مستعينة بأسرتها وزميلاتها. وتقول فاطمة إسماعيل والدة سميرة إن موهبة ابنتها أضافت ثراء لمعرضها الصغير في سوق حمرويني، والذي تم افتتاحه مؤخرا باسم “سميرة”، وساهمت موهبة ابنتها في جعله مقصدا لشريحة كبيرة من الفتيات الصوماليات. وتؤكد الأم أنها عون وسند لابنتها، وتفعل كل ما بوسعها لمساعدتها في تحقيق حلمها كي تصبح مصممة مميزة وذات مكانة رفيعة في بلد يفتقر للمدارس المهنية منذ نحو عقدين من الزمن. ويشكل غياب الدعم المالي الحكومي وعدم توفير الأدوات اللازمة لتطوير المواهب الناشئة التي تساهم في تنمية البلاد عبئا أمام موهبة ومسيرة سميرة الفريدة، لكن بجهودها الفردية تسعى لتجاوز العوائق مهما كلفها الأمر. وتقول هدى مهدي نور من زبونات المعرض إن تصاميم وموضات سميرة “أنيقة وتزيدنا جمالا ولها طابع إسلامي حيث تغطي جميع جسد المرأة بعكس الملابس المستوردة من الخارج”. وبحسب نور فإن الصوماليات يفضلن في الماضي ارتداء الأزياء المكشوفة ذات الطابع الأجنبي في المناسبات وحفلات الزفاف لعدم وجود بديل محلي مناسب، حتى ظهرت تصاميم سميرة التي تتماشى في حجابها وحشمتها مع تقاليد وعادات المجتمع الصومالي ولا تقل جمالا عن المستورد. واكتسبت سميرة خبرة في تسويق منتجاتها، فباتت تقيم معرضا بسيطا في ساحة إحدى الحدائق بالعاصمة، بالتعاون مع زميلاتها، وهناك تُعرض أحدث التصميمات، على سبيل الدعاية ولفت أنظار النساء للتصاميم لتي فاضت بها موهبة الشابة العشرينية. كما تستغل منصات التواصل الاجتماعي للترويج لأحدث الصيحات. وتقول سميرة إنها تلقت طلبات كثيرة من معظم الأقاليم الصومالية نتيجة الانتشار الكبير في تصاميمها على صفحات مواقع التواصل التي باتت منبرا يعتمد عليه التجار في الترويج لمنتجاتهم. وباتت الشابة الصومالية ملء السمع والأبصار، وتخطت شهرتها حدود عاصمة البلد الواقع في منطقة القرن الأفريقي، والذي انهارت مصانعه جراء حروب أهلية بدأت منذ نحو ربع قرن.

مشاركة :