توالت توابع العملية الإرهابية في سيناء وتنوعت رؤى الخبراء حول آليات مواجهة الإرهاب في ظل تزايد العمليات التي تستهدف قوات الجيش والشرطة، وتمحورت رؤى الخبراء حول ثلاثة مطالب أبرزها: الإخلاء الكامل لمنطقة شمال سيناء من السكان وفرض حالة الطوارئ وحظر التجوال بالمنطقة وأخيرًا إعلان سيناء منطقة عسكرية مغلقة لفترة زمنية يتم خلالها تطهير المنطقة من العناصر الإرهابية. وقال مدير مركز الدراسات الإستراتيجية بالقوات المسلحة السابق اللواء علاء عزالدين لـ»المدينة»: إن العملية الإرهابية تهدف إلى بث عدم الاستقرار في مصر بهدف استمرار تدفق الأموال على الجماعات الإرهابية من مصادر التمويل الخارجي، مشيرًا إلى أن هذه الجهات تستخدم العناصر الإرهابية كأزرع لها بهدف إضعاف الروح المعنوية للشعب المصري وضرب الاقتصاد وخاصة السياحة التي بدأت تتعافى في الفترة الماضية، وأضاف «عز الدين»: إن تهجير سكان سيناء يضر بالعملية العسكرية، حيث يفقد الجيش أهم مصادر المعلومات ممثلاً في أهالي سيناء الذين يقدمون المعلومات إلى أجهزة الأمن حول النشاط الإرهابي، مشيرًا إلى أن الظرف الحالي لا يتوافق مع حالة التهجير التي تمت عام 1967 لسكان مدن القناة، حيث كان العدو واضحًا ومحددًا ويستهدف المدنيين بشكل أساسي، وقال: إنه في ظل الحالة الراهنة يستهدف الإرهابيون قوات الجيش والشرطة فقط، مؤكدًا أن الإجراء الأمثل فرض حظر تجوال خارج التجمعات السكنية وتفتيش ميداني للمنازل ولا سيما أن مثل هذا الإجراء لا يتطلب كثيرًا من الوقت والجهد نظرًا لقلة عدد السكان، وقال «عز الدين»: إن تواتر العمليات العسكرية التي تستهدف قوات الجيش والشرطة يتطلب محاكمة العناصر العسكرية أمام القضاء العسكري لأنه سريع وناجز ومن الغريب أن تتم محاكمة الإرهابي عادل حبارة المتهم الرئيس في مجزرة رفح الثانية والتي أودت بحياة 22 جنديًا أمام القضاء العادي مما أطال فترة محاكمته وكان يجب تقديمه للقضاء العسكري لردع العناصر الإرهابية. فيما يرى الخبير الاستراتيجي جمال أبوذكرى أن تكرار العمليات الإرهابية واتساع نطاقها يتطلب تهجيرًا لسكان سيناء لفترة زمنية تعطى الفرصة لقوات الجيش لإبادة العناصر الإرهابية، وهذا الحل ممكن نظرًا لقلة سكان شمال سيناء، ويمنع العناصر الإرهابية من استخدام السكان دروعًا بشرية لهم للاختباء بينهم. وأكد «أبوذكرى» أن العمليات الإرهابية تتسع في سيناء نظرًا لسياسة ضبط النفس التى يستخدمها الجيش في عملياته خوفًا من وقوع ضحايا بين السكان المدنيين، مشيرًا أن الجيش يستطيع حسم المعركة خلال فترة زمنية قليلة متى تحرر من قيد السكان فى مواجهة عملياته ضد التنظيمات الإرهابية.
مشاركة :