أعلنت قيادة الجيش اللبناني في بيان أمس إصابة 8 عسكريين بينهم ضابط وعدد من المدنيين خلال الاشتباكات التي تدور منذ مساء أمس الأول في أسواق طرابلس العتيقة، مع عناصر مسلحة بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة. وجاء في البيان، أنه «اعتبارًا من مساء يوم أمس الأول، تعمل قوى الإرهاب على زعزعة الوضع الأمني في مدينة طرابلس وإثارة الفتن والتحريض المذهبي، فعمدت إلى نشر عناصر مسلحة في محلة الزاهرية - طرابلس. على الفور تدخلت قوى الجيش المنتشرة في المنطقة واشتبكت مع المسلحين بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة، حيث عملت على تطويقهم داخل الأسواق العتيقة. نتج عن الاشتباكات إصابة 8 عسكريين بينهم ضابط وعدد من المدنيين. لا تزال وحدات الجيش تقوم بتنفيذ عمليات دهم للأماكن المشبوهة بغية توقيف مطلقي النار وإحالتهم إلى القضاء المختص». الاشتباكات أعادت طرابلس إلى ما كانت قد شهدته سابقًا على مدى أكثر من اثنين وعشرين جولة من القتال والتي لجمتها خطة أمنية في الصيف الماضي . والخطير في الاشتباكات الحالية هي استهداف الجيش اللبناني وليس بين فريقين محليين كما في السابق وهو ما يعني استمرارًا لخطة ضرب الجيش اللبناني التي تقوم الجماعات الإرهابية المسلحة بتنفيذها عبر إطلاق النار على الجنود حينًا أو القاء قنابل يدوية على مواقع ودوريات الجيش. لكن على ما يبدو فإن هناك تصعيدًا لافتًا من قبل المسلحين ضد الجيش من خلال المواجهات المسلحة التي تجري في طرابلس حاليًا. ميدانيًا استمرت الاشتباكات حتى أمس وبعنف بين مسلحين وعناصر الجيش اللبناني في الأسواق الداخلية لمدينة طرابلس، حيث عملت وحدات الجيش اللبناني على محاصرة المسلحين داخل الأسواق وتضييق الخناق عليهم بعدما استقدمت تعزيزات للمنطقة وقطعت كافة الطرق المؤدية إلى الأسواق. واستخدمت في الاشتباكات والتي تسببت بأضرار جسيمة في السيارات والمحلات التجارية والأبنية، القذائف الصاروخية والأسلحة الرشاشة الثقيلة، المتوسطة والخفيفة، وأسفرت حتى صباح أمس عن إصابة 8 عسكريين بجروح بينهم ضابط ومدنيان أصيبا بالرصاص الطائش، فيما لم يتم تحديد الإصابات في صفوف المسلحين نتيجة عدم قدرة سيارات الإسعاف على الدخول إلى المكان بفعل غزارة النيران. وتضيق وحدات الجيش الخناق على المسلحين، ولم تدخل إلى داخل الأسواق القديمة بسبب الطبيعة العمرانية، حيث توجد أقبية، دهاليز وممرات ضيقة يتعذر دخول الجيش إليها بينما تسمح للمسلحين الانتقال بين شارع وآخر هربًا من رصاص الجيش. وقالت مصادر أمنية أن «المسلحين يقودهم عمر ميقاتي الملقب بـ»أبو هريرة» وهو الابن البكر للموقوف أحمد سليم ميقاتي الذي اعتقله الجيش في عملية غاصون الضنية قبل ثلاثة أيام. المزيد من الصور :
مشاركة :