جهود مضنية لانتشال جثث من موقع تحطم الطائرة الإيرانية في جبال زاغروس

  • 2/20/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

سعت فرق الإنقاذ الإيرانية جاهدة لانتشال الجثث اليوم الثلاثاء من بقايا طائرة كان على متنها 66 شخصا عندما تحطمت في منطقة وعرة قرب إحدى القمم الجبلية في جنوب غرب إيران قبل يومين. وقال مدير المركز الطبي في المنطقة غفور راستنروز لوكالة الأنباء الإيرانية الرسمية، إن وجود «فجوات عميقة وخطيرة في منطقة تحطم الطائرة جعل هبوط المروحيات أمرا مستحيلا». وأضاف، أن فرق الإغاثة مضطرة إلى «حمل الجثث إلى سفح الجبل، وهو أمر يستغرق وقتا كثيرا». واختفت الرحلة «إي.بي-3704» التابعة لشركة «آسمان» الإيرانية أثناء تحليقها صباح الأحد فوق سلسلة جبال زاغروس بعد حوالى 45 دقيقة من إقلاعها من طهران. وبعد يومين شهدا تساقطا كثيفا للثلوج وسط انعدام الرؤيا جراء الضباب، تحسنت الأحوال الجوية صباح الثلاثاء، ما سمح لطاقم إحدى المروحيات بالعثور على قطعة حطام عليها شعار «آسمان». وقال طيار لهيئة إذاعة وتلفزيون «إيريب» الرسمية، إنه شاهد «جثثا متناثرة حول الطائرة» التي عثر عليها في جبال دنا على ارتفاع نحو 4000 متر. وأظهرت تسجيلات مصورة التقطت من المروحية حطاما وسط الثلوج على أحد الجبال، فيما حذر مسؤولون من إمكانية عودة الطقس السيء في غضون عدة ساعات. وانضم نحو مئة من متسلقي الجبال إلى جهود الإنقاذ منذ الإثنين، فيما تم إنزال فرق الإغاثة بالمروحيات إلى قرب موقع تحطم الطائرة. وقال رئيس هيئة الطيران المدني علي عبد زاده للتلفزيون الإيراني الرسمي، إن «المروحيات تنزل فرق الإنقاذ والإغاثة في أقرب موقع ممكن حيث أن الوصول إلى موقع تحطم الطائرة أمر صعب للغاية». وقال، «لا يمكن إلا لمتسلقي الجبال المحترفين والمدربين بشكل عال الوصول إلى هناك والاقتراب من الطائرة وإحضار الجثث».سلامة الطيران وغادرت الطائرة ذات المحركين من طراز «إيه تي آر-72»، التي دخلت الخدمة منذ 25 عاما مطار «مهرآباد» في طهران متوجهة إلى مدينة ياسوج الواقعة على بعد نحو 500 كلم جنوبا. ومن المتوقع وصول فريق من المحققين من مكتب التحقيق والتحليل لسلامة الطيران المدني التابع للحكومة الفرنسية إلى إيران في وقت لاحق الثلاثاء. وأعادت الحادثة إلى الأذهان المخاوف بشأن سلامة الطيران في إيران التي خضعت لسنوات من العقوبات الدولية. ووضعت المفوضية الأوروبية شركة «آسمان» للطيران على اللائحة السوداء في ديسمبر/ كانون الأول 2016، حيث كانت واحدة بين ثلاث شركات طيران فقط تحظر على خلفية مخاوف تتعلق بالسلامة. وحظرت أوروبا 190 شركة طيران أخرى على خلفية مخاوف أوسع نطاقا تتعلق بإجراءات السلامة التي تفرضها دولها. واشتكت إيران من أن العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة عليها قوضت سلامة طائرات شركاتها، ما يجعل من الصعب صيانة أسطولها القديم وتحديثه. وأجبرت آسمان على وقف العديد من طائراتها في فترة العقوبات بعد أن واجهت صعوبات في الحصول على قطع الغيار. وذكرت طهران في ورقة عمل قدمتها إلى منظمة الطيران المدني الدولي «إيكاو» التابعة للأمم المتحدة عام 2013، أن العقوبات الأمريكية تمنعها من «الحصول على القطع والخدمات والدعم الضروري من أجل سلامة الطيران». وشهدت إيران عدة كوارث طيران آخرها عام 2014، عندما تحطمت طائرة تابعة لشركة «سباهان» مباشرة بعد إقلاعها من طهران قرب سوق مكتظ، ما أسفر عن مقتل 39 شخصا. لكن أرقاما صادرة عن مؤسسة سلامة الطيران، وهي منظمة غير حكومية مقرها الولايات المتحدة، تشير إلى أنه رغم العقوبات، لا تزال إيران فوق المعدل في تطبيقها لمعايير السلامة المحددة من قبل «إيكاو». وكان رفع العقوبات عن عمليات الشراء في قطاع الطيران بندا رئيسيا في الاتفاق النووي الذي أبرمته طهران مع القوى العظمى عام 2015. وعقب الاتفاق، وقعت شركة «آسمان» عقدا لشراء 30 طائرة من طراز «بوينغ 737 ماكس» بقيمة ثلاثة مليارات دولار (2,4 مليار يورو) في يونيو/ حزيران الماضي، مع خيار شراء 30 طائرة إضافية. لكن من الممكن أن تلغى الصفقة في حال نفذ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تهديداته وأعاد فرض عقوبات على الجمهورية الإسلامية خلال الأشهر المقبلة.

مشاركة :