فيما يلي أهم ما يجب أن يعرفه الناجون من نوبات قلبية لتخفيض خطر إصابتهم بجلطة دماغية مستقبلاً. من الناحية الإيجابية، ارتفعت معدلات النجاة من النوبات القلبية حول العالم بعد تحسّن العلاجات المتاحة. لكن من الناحية السلبية، لا يكون الناجون أكثر عرضة من غيرهم لنوبة قلبية ثانية فحسب، بل إنهم يصبحون معرّضين للجلطات الدماغية أيضاً. يرتفع خطر الإصابة بجلطة دماغية خلال أول سنة تلي النوبة القلبية، تحديداً في الشهر الأول. لكن بعد سنة، يبقى خطر الجلطة الإقفارية وحده مرتفعاً وفق دراسة نُشرت في مجلة «الجلطة الدماغية» وراقبت أكثر من ربع مليون شخص كانوا نجوا من نوبات قلبية خلال فترة امتدت على 30 سنة. لا يُعتبر ارتفاع خطر الجلطة الدماغية أمراً مفاجئاً بما أن النوبات القلبية والجلطات الإقفارية تتأثر بعوامل الخطر نفسها تقريباً، لا سيما ارتفاع ضغط الدم والسكري واختلال معدلات الكولسترول وقلة الرياضة والبدانة والتدخين. لكن قد تبرز عوامل مؤثرة أخرى. جلطات متنقلة يحصل نوع سيئ من النوبات القلبية حين تتشكّل جلطة وتعيق تدفق الدم بالكامل نحو عضل القلب. يُضِرّ هذا الوضع بالبطين الأيسر، أي الحجرة الأساسية المسؤولة عن ضخ الدم في القلب. يوضح الدكتور لويس كابلان، أستاذ في علم الأعصاب في مركز «ديكونيس» الطبي التابع لجامعة هارفارد: «نتيجةً لذلك لا ينقبض القلب بشكل طبيعي، ما يؤدي إلى تجلّط الدم». تتنقل تلك الجلطة الجديدة عبر مجرى الدم وتقبع في شريان يغذي جزءاً من الدماغ، علماً أن هذه الجلطات الصمّية ليست شائعة بل تحصل مع 3 أو 4% من الناجين من نوبات قلبية، خلال 30 يوماً من حصول النوبة القلبية عموماً. لكن يُذكّرنا هذا الاحتمال بما يجعل الناس يحتاجون إلى تقييم شامل للكشف عن العوامل المؤثرة ومعالجتها للوقاية من مشاكل القلب والأوعية الدموية مستقبلاً. نزف نادر خلال النوبة القلبية أو بعدها، يخضع كثيرون لجراحة تعيد فتح الشريان المسدود (قسطرة) وتدسّ أنبوباً شبكياً صغيراً (دعامة) لفتح الشريان. كذلك يتناولون دواءً أو أكثر لمنع تشكّل الجلطات داخل الدعامة، مثل الأسبرين والكلوبيدوغريل (بلافيكس) أو أدوية أكثر قوة، لفترة تصل إلى سنة أو أكثر أحياناً. لكن تزيد هذه الأدوية خطر النزف، والجلطات النزفية. هذا ما يفسر على الأرجح تضاعف خطر الإصابة بنزف داخل الدماغ خلال السنة الأولى التي تلي النوبة القلبية. لكن تذكّر أن هذه الحوادث تبقى نادرة جداً، وحتى لو ساورتك الشكوك، يبقى الخطر منخفضاً. على صعيد آخر، تساهم مضادات التخثر في منع حصول نوبة قلبية أخرى مع أن هذه النوبة تبقى واردة أكثر من الجلطة النزفية. يجب أن يدرك الناجون من النوبات القلبية جميع مخاطرهم الشخصية ويتعاملوا معها، ويجب أن يعرفوا المؤشرات التحذيرية للجلطة الدماغية. أفضل 5 طرق للوقاية من الجلطات الدماغية • احرص على تخفيض ضغط دمك. • أبقِ معدّل الكولسترول وسكر الدم ضمن النطاق الصحي. • لا تدخّن. • مارس التمارين بانتظام. • اخسر الوزن عند الحاجة. أنواع الجلطات الدماغية: بين الانسداد والنزف تنجم الجلطات الدماغية كافة عن إصابة وعائية تكبح تدفق الدم إلى جزء من الدماغ. حين تنقطع إمدادات الأوكسجين والمغذيات التي يقدّمها الدم، تبدأ الخلايا الدماغية بالموت. نتيجة للأضرار اللاحقة، قد يعجز الشخص عن التحرك والتكلم والشعور والتفكير والرؤية، حتى أنه قد لا يعود قادراً على معرفة الآخرين. تُشكّل الجلطات الإقفارية نحو 80% من جميع الجلطات الدماغية ويكون 20% من الجلطات المتبقية نزفياً. • تحصل الجلطات الإقفارية حين ينسدّ شريان يغذي الدماغ بسبب تجلّط الدم. إذا تشكّلت الجلطة في القلب وانتقلت إلى الدماغ، تُعتبر «صمّية». خلال الجلطة الدماغية الخثارية، يحصل التجلّط في الشريان الذي يوصل الدم إلى الدماغ بعد تضيّق ذلك الشريان بسبب تراكم الدهون على جداره. • تبدأ الجلطات النزفية حين يتمزق وعاء دموي خارج الدماغ أو داخله. يحصل معظم الجلطات داخل الدماغ ويقع في الحالات الأخرى بين الجمجمة والدماغ. كذلك ينجم بعضها عن تمدّد الأوعية الدموية (تنشأ منطقة ضعيفة وناتئة في الوعاء الدموي).
مشاركة :