القوة لا بارك الله في الضعف

  • 10/26/2014
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

عبدالله عمر خياط .. المشكلة الكبرى التي تكتنف العالم من حولنا بصورة خاصة، والعالم أجمع بصورة عامة، هي الفتن المظلمة، وقد حذر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في العديد من المواقف والمناسبات من شر قوى الظلم، وتسلط الإرهاب البغيض، ودعا ــ حفظه الله ــ لسرعة محاربتها بالقول والفعل. وفيما قال محمد بن حامد الأحمري في خاتمة كتابه (ملامح المستقبل): التشوه والتشويه الغربي للحياة البشرية لن يكون ظاهر الفساد، ولا مقدورا على مواجهته ما لم تقم صور أخرى عادلة، في عالم الأفكار والأفهام أولا، ثم في عالم السلوك والعمل ثانيا، حتى إذا رأى العالم خيرا من الموجود، فسيقتنع الجميع فعلا ببؤسه وبسوء حاله، فلو لم تقم قوة ضاربة في وجه هتلر وعصابته النازية لكان هو النموذج الحضاري المختار للبشرية. ويردف الأحمري: فكل عدل وحق وكرامة سوف تنم عن الضعف والتخلف ما لم يقم من يقدر أن يضع للحق قوة، وأن يريهم أن هناك بشرا غيرهم، فالنموذج سلاح قاصم للمخالف. والقوة والعقل يحتاجان منا أن نعود إلى سيرتنا والتمسك بقدوتنا ــ صلى الله عليه وسلم ــ والعودة إلى إسلامنا المنفتح المتسامح المتوازن، الموسوم باللين والرحمة والمجادلة الحسنة، لتأليف القلوب، وليكن إسلامنا متوازنا متوافقا بين العبادات والمعاملات والأخلاق لا انفصام بينها، أما أن نعيش الإسلام بالشخصية الانفصامية التي تمارس الطقوس بمعزل عن المعاملات وأخلاقيات الدين الحنيف، فذلك هو الخسران المبين. إن من المهم أن يعود الإنسان المسلم إلى قدوتنا وأسوتنا سيد الخلق ــ صلى الله عليه وسلم ــ في عباداته ومعاملاته وأخلاقه، ولقد كان خلقه القرآن.. وإلا، وأضع تحت إلا هذه ألف خط أحمر. نعم.. إن لم نعد نلتزم بالشريعة السمحة ونقاتل الذين يقاتلوننا بأسوأ أساليب القتل، وذلك بذبح الأطفال ونحر النساء وتعليق رؤوسهم على جذوع الشجر، أو دحرجتها بالشوارع. إن مشكلتنا مع الإرهابيين أن لا دين لهم ولا ملة، وإن زعموا ــ كذبا وزورا ــ أنهم يريدون إقامة الخلافة الإسلامية، والله يشهد أنهم أبعد ما يكونون عن الإسلام وتعاليمه السمحة التي تقول (خذ العفو وأمر بالعرف)، وقوله تعالى (ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن). ولما كان الإسلام ينهي عن القتل بغير حق، فإن رب العزة والجلال يقول في محكم التنزيل: (وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين). فيا أمة الإسلام، لا تتهاونوا في الذود عن دينكم الذي هو دين الهدى والمرحمة (وما الله يريد ظلما للعباد). السطر الأخير: المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده.

مشاركة :