بعد مرور نحو 3 أشهر على استقالة رئيس الحكومة السورية الموقت غسان هيتو، اختار "الائتلاف الوطني للمعارضة السورية" الدكتور أحمد طعمة أمس السبت، بأصوات 75 من أعضاء الائتلاف، البالغ عددهم 97. من هو أحمد طعمة؟ ولد الدكتور أحمد طعمة (48 عاماً)، وعاش معظم سنوات حياته في دير الزور، باستثناء خمس سنوات عاش قضاها في المملكة العربية السعودية، حيث كان والده مدرساً بين عامي 1974 – 1975. انخرط طعمة، وهو طبيب أسنان، في العمل السياسي في العام 1992 مع مجموعة من الأصدقاء والباحثين في مدينة دير الزور، وأسسوا مجموعتين، إحداها فكرية تعنى بـ"إعادة النظر في الميراث الفكري الإسلامي وتصحيح العديد من المفاهيم الخاطئة التي تسببت في تخلفنا الحضاري"، على حد تعبير طعمة. ومجموعة أخرى تبنت منهج اللاعنف والمقاومة السلمية ورفض التنظيمات السرية على الصعيد السياسي . وفي عام 1997 بدأ بمخاطبة الناس من خلال خطبة الجمعة، إلا أن تجربته لم تدم أكثر من سنتين، بعد قيام النظام بعزله من الخطابة بسبب أفكاره، ورفضه الوقوف دقيقة صمت على روح باسل الأسد في إحدى المناسبات. ثم انضم عام 2001 إلى لجان "إحياء المجتمع المدني"، منادياً بـ"زيادة الهامش الديموقراطي في سورية، والإفراج عن سجناء الرأي، والانتقال بالبلاد من حالة الديكتاتورية إلى الديموقراطية، وحماية حقوق الإنسان". كما شارك في المنتديات السياسية التي تشكلت في سورية، بعد خطاب القسم للرئيس السوري بشار الأسد، ومن أهمها منتدى الأتاسي في دمشق. الثورة والاعتقال شارك طعمة في تأسيس ما يعرف بـ"إعلان دمشق" عام 2005، الذي كان يدعو إلى "التغيير السلمي المتدرج الآمن في سورية"، ثم انتخب في 1/12/2007 أميناً للسر، إلا أنه لم يتمكن من قيادة المجلس الوطني لإعلان دمشق. فقد اعتقل بعد أسبوع واحد من انتخابه، مع 11 من زملائه تم تقديمهم للمحاكمة، والحكم عليهم جميعاً بالسجن مدة عامين ونصف مع التجريد من الحقوق المدنية والفصل من الوظيفة. في حزيران/يونيو عام 2010 أفرج عن طعمة، الذي عاد إلى النشاط السياسي، خصوصاً عام 2011 مع بداية الثورة السورية. فاعتقل مجدداً في تموز/يوليو 2011 لأكثر من شهر، وبعد خروجه شارك في العمل الإغاثي في مدينة دير الزور، ثم أصبح عضوا في المجلس الوطني السوري عند تشكيله تحت اسم مستعار، كونه مقيم داخل الأراضي السورية، ثم ترك عضوية المجلس الوطني السوري لعدم قدرته على حضور اجتماعاته والمشاركة فيه بفعالية. أواخر عام 2012 اعتقل الدكتور أحمد طعمة مجدداً، ثم بعد الإعلان عن تشكيل المجالس المحلية وعقد مؤتمرها في اسطنبول في الأسبوع الأخير من شهر كانون الثاني/يناير، أصبح مستشاراً للمكتب التنفيذي للمجلس المحلي في محافظة دير الزور، وعمل مع رئيس المجلس المحلي على ترتيب المجالس المحلية في المحافظة، ثم أصبح رئيساً لمجلس السلم الأهلي في محافظة دير الزور، ثم رئيساً للحكومة السورية الموقتة في 14/09/2013. طعمة: سورية لكل السوريين بعد يومين من المحادثات والاجتماعات، توصّل الائتلاف السوري إلى اتفاق على انتخاب الدكتور أحمد طعمة، ليشكّل حكومة من 13 وزيراً. وقال طعمة للحاضرين بعد انتخابه، إنه "يتشرف بتحمل هذه المسؤولية الكبيرة، التي فرضتها عليه التضحيات التي قام بها السوريون"، وأكد أن "سورية ستكون لكل السوريين، ولن يكون فيها مكان للقتلة والمجرمين". فيما يأمل الائتلاف السوري أن يعزز طعمة مصداقية المعارضة السورية، يُنتظر من رئيس الحكومة الجديد أن يؤلف حكومة موقتة تدير المناطق السورية، التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة، وينجح في هذه المهمة التي لم يتمكن الرئيس السابق غسان هيتو من إنجازها.
مشاركة :