ذكرت مصادر قبلية ان معارك عنيفة جرت ليل الجمعة واستمرت حتى أمس السبت بين المتمردين الحوثيين الشيعة وقبائل سنية متحالفة مع تنظيم القاعدة في وسط اليمن، مما اسفر عن سقوط عشرات القتلى، وفي المنطقة نفسها قتل عشرة من مسلحي القاعدة في غارة لطائرة بدون طيار اميركية على الأرجح، كما قالت المصادر نفسها، فيما أكدت اللجان الأمنية في محافظة عدن أنها ستتعامل بكل حسم وقوة مع أي عمل يهدف إلى مهاجمة المنشآت أو المعسكرات أو العسكريين من الجيش والأمن، باعتبار هذه المواقع خطا أحمر، في الوقت الذي تستمر فصائل الحراك الجنوبي في الاعتصام والمطالبة بانفصال جنوب اليمن. القبائل تصد هجمات الحوثي وقالت هذه المصادر: ان عناصر الحوثيين حاولوا ثلاث مرات مهاجمة مواقع قبلية في الجبال المطلة على رداع في محافظة البيضاء. وأكد احد هذه المصادر القبلية في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس: "تصدينا لهم في كل مرة وبخسائر جسيمة"، مشيرا الى ان "المعارك ادت الى سقوط عشرات القتلى خصوصا في صفوف الحوثيين". ولم يذكر المصدر اي رقم محدد لحصيلة القتلى في هذه المعارك التي وصفها "بالعنيفة جدا". وقال مصدر قبلي آخر: ان الحوثيين يواصلون عملية توسعهم ويسعون الى تعزيز وجودهم في هذه المنطقة، حيث لم ينجحوا في بسط سلطتهم على كل مدينة رداع. وكان المتمردون الحوثيون قدموا من معقلهم صعدة (شمالا) وسيطروا في 21 سبتمبر على صنعاء. وقد واصلوا عمليتهم جنوبا وسيطروا على مرفأ الحديدة على البحر الاحمر وعلى ارض في محافظات ذمار واب والبيضاء. وقال المصدر نفسه: إنهم استفادوا ليل الجمعة حتى يوم السبت من دعم وحدات للمدفعية شريكة لهم، في معلومات لم يؤكدها مصدر مستقل. من جهة اخرى، ذكرت مصادر قبلية عدة ان طائرة بدون طيار استهدفت آليتين تقلان عناصر من تنظيم القاعدة، مما اسفر عن سقوط عشرة قتلى. ولا تملك هذه الطائرات في المنطقة سوى الولايات المتحدة حليفة اليمن في مكافحة الارهاب. وكانت رداع شهدت في 19 و20 اكتوبر اعمال عنف أودت بحياة حوالى خمسين قتيلا، بينهم متمردون شيعة. وبين هؤلاء قتل 15 شخصا بينهم اطفال عندما فجر انتحاري سيارته المفخخة قرب حاجز تفتيش للمتمردين الحوثيين الشيعة في وسط اليمن الاثنين الماضي، كما قال شهود. ووقع الانفجار على بعد امتار من مركز تفتيش في بلدة رداع. وليل الاحد الاثنين، قتل 20 مقاتلا شيعيا في هجوم آخر بالسيارة المفخخة استهدف مبنى كانوا فيه في هذه المدينة، وفي معارك عنيفة تلت ذلك، كما افادت مصادر امنية وقبلية. ويعد اليمن من ابرز معاقل تنظيم القاعدة في العالم. وقد تمكن التنظيم من توسيع انتشاره في الجنوب والشرق خصوصا، مستفيدا من ضعف السلطة المركزية ومن حركة الاحتجاجات ضد الرئيس السابق علي عبد الله صالح في العام 2011. اما الحوثيون فينتمون الى الطائفة الزيدية الشيعية، ومعقلهم الرئيسي في شمال غرب اليمن. إلا انهم تمكنوا من توسيع رقعة انتشارهم بشكل كبير خلال السنوات الاخيرة. والزيديون يشكلون حوالى ثلث سكان اليمن، لكنهم يشكلون غالبية في شمال غرب البلاد. ورغم توقيع اتفاق سلام تحت اشراف الامم المتحدة، سيطر الحوثيون اعتبارا من الثلاثاء على الحديدة التي تعد من اكبر المدن اليمنية، وتعتبر الميناء الاستراتيجي على البحر الاحمر، في خطوة تؤكد استمرار المتمردين الشيعة المتهمين بتلقي الدعم من ايران في توسيع رقعة نفوذهم. وبينما يحاول الحوثيون توسيع سيطرتهم باتجاه الجنوب، تظاهر آلاف من انصار الحراك الجنوبي في عدن بعد صلاة الجمعة للمطالبة بالاستقلال، وتجمع المحتجون من انصار الحراك في ساحة العروض بحي خور مكسر رافعين اعلام دولتهم السابقة المستقلة حتى العام 1990. وقد رفعوا لافتات كتب عليها "التحرير والاستقلال مطلبنا"، و"لن نتراجع لن نهدأ حتى طرد المحتلين"، و"يا جنوبي، علّي الصوت.. استقلال وإلا الموت". وشارك في التجمع الزعيم الجنوبي حسن باعوم، رئيس المجلس الأعلى للحراك الثوري السلمي لتحرير واستقلال الجنوب. ولم تسجل التظاهرة أي صدامات مع عناصر الشرطة والجيش المتواجدين في محيط الساحة وامام مقرات امنية وحكومية تقع قرب مخيمات الاعتصام. وانصار الحراك معتصمون في الساحة منذ 14 اكتوبر الجاري. حماية المنشآت في عدن أكدت اللجنة الأمنية بمحافظة عدن في جنوب اليمن، أمس، انها اتخذت التدابير القانونية وفق الخطة الأمنية لحماية المنشآت الحكومية والمعسكرات، محذرة محتجي الحراك الجنوبي، من أنها ستتعامل بكل حسم وقوة مع أي عمل يهدف إلى مهاجمة المنشآت أو المعسكرات أو العسكريين من الجيش والأمن باعتبار هذه المواقع خطا أحمر. وحمّلت أمنية عدن في بيان بثته وكالة الأنباء اليمنية، فصائل الحراك الجنوبي المشاركة في الاحتجاجات القائمة بساحة العروض بعدن، مسؤولية أي فوضى أو عنف يلحق الضرر بالمجتمع والممتلكات العامة والخاصة، ودعت المشاركين والمسؤولين عن ساحة الاحتجاج إلى الحذر والتعاطي بمسؤولية وعدم الانجرار إلى ارتكاب أي أعمال غير محسوبة تكون نتائجها وخيمة على الناس والمحافظة.
مشاركة :