أي نكبة أصابت العالم الإسلامي؟

  • 10/26/2014
  • 00:00
  • 18
  • 0
  • 0
news-picture

ما أن تستمع إلى نشرة الأخبار العالمية إلا وتصدم من أن معظم الاخبار السيئة عن العالم الاسلامي من كثرة الفتن والقتل في بلاد المسلمين وأكثرها بأيدي مسلمين للأسف. نلاحظ أن هذه الكوارث التي أكلت الاخضر واليابس من شرق العالم الاسلامي الى غربه الا من رحم الله كانت ترتكب معظمها باسم الدين. ومما زاد الطين بلة ما تعارف على تسميته بالربيع العربي وما جره من الويلات على العالم العربي من تدمير للبنية التحتية لتلك البلاد وما نتج عنها من قتل ونهب وارهاب للمواطنين في تلك الدول، بعد الانفلات الامني واسناد الامر الى غير اهله. كان من المتوقع بعد اسقاط الحكام المستبدين لشعوبهم أن يحل الامن والسلام في ربوع بلادهم، واذا بهم يدخلون في دائرة من العنف الدموي بحيث اصبح القتل بالعشرات يوميا دون أن يعرف القاتل لماذا قتل ولا يعرف المقتول فيم قُتل؟. والمدهش حقا أنك تسمع هؤلاء القتلة يرددون التكبير عند قتل بعضهم البعض، وحولوا الأمة الواحدة المترابطة الى شعوب وقبائل متفرقة لا يربط بينها أي رابط، بحيث كل يرى الدين من زاويته الخاصة. لقد دخلت مصطلحات جديدة نسمعها يوميا من إفرازات تلك المعارك مثل السيارات المفخخة، الأحزمة الناسفة، الفئة الارهابية، الفئة الجهادية، الانتحاريين، والدروع البشرية. إن رغد العيش الذي نعيشه في بلادنا -حفظها الله- يوجب علينا أن نشكر الله سبحانه وتعالى عليها من خلال الالتفاف حول قيادتنا، وأن نعلم أن قيمة الأمن والاستقرار الذي نعيشه تحت راية الدين الاسلامي الحنيف لا تقدر بثمن، وحري بنا أن نبذل الغالي والنفيس في سبيل رفعة هذا الوطن، وأن نقف حصنا منيعا له ليبقى شامخا ونستظل تحت ظله. ولنعلم أن الكمال لله تعالى وأنه بدون شك يوجد بعض التقصير وهذه طبيعة الدول، والمسؤولون في الدولة لا ينكرون ذلك، وهم بكل تأكيد ساعون في اصلاح أي خطأ يعكر صفو المواطن. ولكن المواطن يجب أن لا يضخم تلك الأخطاء ويأخذ منها ذريعة للانتقاص من مجهودات الدولة التي حققت للمواطن مقومات الحياة الكريمة من تحقيق العدل وبسط الامن ورفع راية الدين، وتيسير الخدمات الضرورية للحياة كالتعليم والصحة والمواصلات والاتصالات بدون أي تكلفة عالية للدفع. وبعد هذا التدهور المستمر في معظم البلاد الاسلامية ألا يحق لنا أن نتساءل عما أصاب المسلمين، إذ نجد أن دول العالم تسعى للارتقاء بمواطنيها ومواصلة التطوير والنهوض باقتصاداتها لخدمة شعوبها، في حين ذهبت خيرات بلاد المسلمين هباء منثورا بأيدي أعدائنا وبأيدينا من قبلهم. بكل تأكيد، إن كل ما يحصل للعالم الاسلامي مخطط له من قبل أعدائنا والتقمنا الطعم دون أن نعلم ما يدبر لنا، حيث إنهم لم يكلفوا أنفسهم عناء محاربتنا بل سلطوا بعضنا على بعض، وهم المستفيدون من ناحية تدمير أوطاننا ومن ناحية زيادة ازدهار اقتصاداتهم من خلال تجارة السلاح الذي يباع بأغلى الأثمان لنقتل به بعضنا البعض.

مشاركة :