حذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس من تنامي قوة تنظيم «داعش» في أفغانستان. وشدد بعد لقائه نظيره الباكستاني خواجة محمد آصف في موسكو، على «مواصلة التعاون لمصلحة زيادة قوة بلدينا في محاربة الإرهاب». وأسِف لأن «الوجود الطويل الأمد للولايات المتحدة والحلف الأطلسي في أفغانستان لم يخفض التهديد الإرهابي»، ولأن «خطر المخدرات تضاعف مرات». واعتبر أن «مكافحة الإرهاب أولوية في مجالات التعاون» بين البلدين. وأبدى الوزير الروسي قلقاً من محاولة «قيادة الولايات المتحدة والأطلسي في أفغانستان التزام الصمت وإنكار حقيقة وجود تنظيم داعش فيها». وأضاف أن ارقاماً روسية رسمية تُظهر تعزيز التنظيم وجوده في شمال أفعانستان وشرقها، واصفاً الأمر بـ «خطر»، ومحذراً من تزايد خطر تسلّل مسلحي «داعش» إلى مناطق آسيا الوسطى القريبة من حدود بلاده، وإلى داخل روسيا. وحضّ لافروف الأطراف الإقليميين على التصدي لخطر تمدد التنظيم وانتقال مسلحيه إلى أماكن أخرى، مشيراً إلى إمكان تعزيز التعاون في إطار «منظمة شنغهاي للتعاون» التي تضمّ الهند وباكستان، إضافة إلى أفغانستان عضواً مراقباً، وتمتلك هيكلية لمحاربة الإرهاب. ودعا إلى زيادة فاعلية المنظمة، عبر تبنّي «إجراءات عملية للحدّ من تمدّد نفوذ التنظيم في أفغانستان»، لافتاً إلى أهمية إصلاحات تمكّنها من مكافحة تجارة المخدرات وتهريبها. وكانت روسيا دعمت طلب باكستان الانضمام إلى المنظمة بعضوية كاملة، في حزيران (يونيو) الماضي، وتسعى إلى تطوير علاقاتها مع إسلام آباد، بعد رفعها حظراً مفروضاً على مبيعات الأسلحة إليها. ورأى مراقبون أن العلاقات بين البلدين بدأت تنمو في شكل واضح، بعد استياء باكستان من استراتيجية إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب في أفغانستان، التي لم تُشر إلى دعم كبير قدّمته إسلام آباد منذ العام 2011، واتهامه إياها بتقديم «ملاذ آمن» لإرهابيين. إلى ذلك، قُتل ثلاثة من شيوخ القبائل بتفجير قنبلة في غرفة فندق في مقاطعة نانجارهار شرق أفغانستان أمس، فيما ذكر مسؤولون أن 9 شرطيين قُتلوا في هجمات متفرقة شنّها متمردون. وقال ناطق باسم المقاطعة إن القنبلة فُجِرت في مكان تجمّع شيوخ القبائل في الغرفة في جلال آباد، عاصمة نانجارهار، لمناقشة مشكلات القرى. وأضاف أن ثلاثة شيوخ آخرين أُصيبوا في التفجير، مشيراً الى أن الشرطة اكتشفت قنبلة أخرى ونزعت فتيلها قرب الفندق. في السياق ذاته، قتل متمردون 9 شرطيين أفغان في هجمات غرب البلاد وشرقها. ففي مقاطعة فرح الغربية، أسفرت هجمات على نقاط تفتيش تابعة للشرطة عن مقتل 8 من عناصرها. وذكر ناطق أن 13 متمرداً قُتلوا في اشتباكات تلت الهجمات واستمرت حتى وقت مبكر من صباح أمس. وفي مقاطعة كابيسا شرق البلاد، فتح مسلحان النار على الشرطة، ما أسفر عن مقتل ضابط. وأعلن ناطق باسم المقاطعة مقتل المسلحَين وتوقيف 5 مشبوهين.
مشاركة :